صار رئيس حزب المستقبل التركي أحمد داوود أوغلو لغزا في الشارع التركي، فالرجل الذي كان حليفا للرئيس التركي رجب أردوغان صار اليوم أكثر معارضيه وصندوقه الأسود الذي يفضح فساده وسياساته الخاطئة.
من هو أوغلو
بدأت رحلة بزوغ أسم أوغلو في عام 2002 بعدما فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات العامة ليلتحق بالحكومة في منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء.
وتولى أوغلو في منصب وزير الخارجية وبدأ في تطبيق نظريته تصفير المشاكل مع الدول المجاورة للتفرغ لعملية البناء الاقتصادي.
وفي عام 2014 تولى أوغلو رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئيساً لوزراء تركيا حتى عام 2016.
و استقال أوغلو من منصبه إثر خلاف بينه وبين أردوغان على تحويل نظام الحكم في تركيا إلى نظام رئاسي وتهميشه، ليتحول إلى معارض شرس للرئيس التركي
امتداد لأردوغان
أكد الباحث في الِشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية كرم سعيد أن أحمد داوود أوغلو هو امتداد إيديولوجي للرئيس التركي رجب أردوغان خاصة في ملف السياسة الخارجية.
وأضاف سعيد، خلال تصريحات له مع برنامج «مدار الغد»، أن حزب المستقبل الذي يتزعمه أوغلو هو بمثابة رافدا جديدا للحياة السياسية لكن بثوب مختلف لتيار الإسلام السياسي.
وأوضح أن المنضمين لحزب المستقبل الذي يتزعمه أوغلو هم أقرب للتيار المحافظ.
وأشار إلى أن سبب الخصام بين أوغلو و أردوغان هو زيادة طموح الأول في الوقت الذي يريد أردوغان تصعيد المقربين له وخاصة صهره الذي يتولى وزير المالية الآن.
وأضاف أن داود أوغلو عارض التعديلات الدستورية التي أطاحت بمنصب رئيس الوزراء وهو أحد أسباب إقالته،مؤكدا أن أوغلو وجد نفسه أنه سيخرج من حزب العدالة والتنمية بلا مكاسب بل تم تصعيد آخرين على حسابه لذلك قرر الانفصال ومعارضة أردوغان.
أوغلو ضد الاعتقال
قال الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية كرم سعيد، أن أردوغان لا ينوي اعتقال أوغلو لكنه سيحاصره بأساليب منها إغلاق جامعة إسطنبول واتهامه بالفساد
وأضاف سعيد، ، خلال تصريحات له مع برنامج «مدار الغد»، أن أوغلو أعلن قدرته على تحريك ثورة ضد أردوغان لكن الأخير لن يتبع معه أساليب قمعية ضده.
وأضاف أن أوغلو لم يكن معارضا لسياسة أردوغان الخارجية حيث أنه كان مهندس تلك السياسات في سوريا وليبيا أثناء توليه وزير الخارجية التركية.
نظرة المعارضة
أكد المحلل السياسي مصطفى أوزكان، أن أوغلو يثق بنفسه ويهاجم أردوغان في كل المجالات حتى الأمور العسكرية.
وأوضح أوزكان، ، خلال تصريحات له مع برنامج «مدار الغد»، أن أوغلو أقرب إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، رغم أنه عندما كان في معسكر الحكومة والعدالة والتنمية كان يهاجم المعارضة بشراسة.
وأضاف أن المعارضة تطرح تساؤلات حول ماضيه ومواقفه السابقة عندما كان قيادي في حزب العدالة والتنمية، لكنها تستغله لمواجهة نظام أردوغان.
وطالب أوزكان حزب الشعب الجمهوري المعارض بترشيح أحمد داود أوغلو في الانتخابات المقبلة.
