أحمد سعدات.. قائد الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية
بيدين مقيدتين بالسلاسل، ترفعان إشارة النصر عاليا، وبوجه طالما اعتدنا رؤيته خلف القضبان الحديدية، أو متوسطا جنود الاحتلال الإسرائيلي، يطل علينا المناضل الفلسطيني أحمد سعدات، ذو الـ63 عاما، والذي يشغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي أعلن اليوم، الأحد، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، تضامنا مع المعتقل بلال كايد المضرب عن الطعام منذ 47 يوما، ضد قرار اعتقاله الإداري، وهو ما دفع إدارة سجون الاحتلال إلى نقل سعدات إلى العزل الانفرادي في سجن ريمون حسبما أعلن نادي الأسير الفلسطيني اليوم..
من هو سعدات؟
بعد سنوات من النكبة العربية في فلسطين، ولد أحمد عبد الرسول سعدات، في فبراير/شباط عام 1953 لأسرة نازحة من قريتها دير طريف، إلى مدينة البيرة، ليصبح شاهدًا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي منذ أيامه الأولى، مما يدفعه للاتحاق مبكرا في صفوف المقاومة الفلسطينية، قبل أن يتم عامه الـ14، بعد نكسة 1967، ليسلك طريقه من العمل الطلابي إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي صبح أمينها العام إثر استشهاد أبو علي مصطفى، القيادي الذي اغتالته إسرائيل عام 2001.
اعتقل أكثر من مرة إثر نشاطه الوطني وكانت المرة الأولى في شهر فبراير/شباط عام 1969 اعتقل لمدة ثلاثة شهور، ولم تمض شهور قليلة حتى أعادت سلطات الاحتلال الصهيوني اعتقاله للمرة الثانية في أبريل/نيسان من العام 1970، وأمضى 28 شهراً في سجون الاحتلال، وفي مارس/آذار عام 1973 اعتقل للمرة الرابعة وأمضى 10 أشهر، وأعيد اعتقاله للمرة الرابعة في مايو/آيار 1975 لمدة 45 يوماً، وفي مايو/آيار عام 1976 أعتقل للمرة الخامسة وحكمت إسرائيل عليه بالسجن مدة 4 سنوات، ثم اعتقل للمرة السادسة في نوفمبر/تشرين الثاني 1985 لمدة عامين ونصف.
بعد اندلاع الانتفاضة الأولى وتحديداً في شهر أغسطس/آب عام 1989، أعيد اعتقاله للمرة السابعة، فأمضى في الاعتقال الإداري مدة 9 أشهر، وفي المرة الثامنة اعتقل عام 1992 لمدة ثلاثة عشر شهرًا، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية أربع مرات في ديسمبر/كانون 1996 وفي يناير/كانون الثاني 1996 وفي مارس/آذار 1996.
في 14 مارس/آذار 2006 انسحب المراقبون الأمريكيون والبريطانيون من سجن أريحا، وبعد خمس دقائق دخلت قوة عسكرية صهيونية إلى مدينة أريحا محاصرة السجن، وبدأت بهدم أجزاء منه، بعد حصار دام 12 ساعة تم إلقاء القبض على سعدات ومجموعة من المطلوبين الفلسطينين للقوات الإسرائيلية، في 15 مارس/آذار 2006 أعلنت إسرائيل أن سعدات سيقدم للمحاكمة، وقضت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية في 25 ديسمبر/كانون 2008 بالسجن الفعلي لمدة 30 عاما بتهمة إصدار تعليمات لمجموعات الجبهه الشعبيه بقتل الوزير العنصري رحبعام زئيفي الجنرال الذي كان يصف العرب والفلسطينيين بأوصاف عنصرية.
تاريخ من العزل والقيادة داخل سجون الاحتلال
تقلد سعدات مسؤوليات متعددة ومتنوعة داخل السجون وخارجها، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع العام 1981، وفي المؤتمر الوطني الخامس عام 1993 أعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي أثناء وجوده في المعتقل الإداري، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة، والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس العام 2000.
بعد اغتيال قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، انتخبت هيئات الجبهة سعدات بداية أكتوبر/تشرين الأول عام 2001، وخلال فترة اعتقاله عزله الاحتلال في قسم خاص، وتعرض لإجراءات عقابية مضاعفة، حتى بدأ سعدات إضرابًا عن الطعام لمدة 9 أيام متواصلة، في يونيو/حزيران 2009، احتجاجا على سياسة الاحتلال وإدارة السجون بحق الأسرى خاصة إجراءات العزل وحرمانهم من زيارة الأهل، حتى أصدرت أكثر من 400 منظمة وحزب وشخصية مذكرة أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت يطالبونه بالتحرك الفوري لوقف سياسات الاحتلال وتحمل الهيئات الدولية المسؤولية إزاء الأسرى الفلسطينيين بما فيهم سعدات.
رسائل من المعتقل..
«الفراق يقوي الحب ولا يقتله.. والعزلة قد تستخدم لقتل الروح الانسانية وتدمير ما فيها من سمات انسانية جماعية ونسف جوهر إنسانية الإنسان، لكنه مع ذلك قد يكون وقفة مع الذات والعلاقة مع الجماعة».. من رسالة سعدات لزوجته.
«نعيش في مجتمع تسوده كل الأفكار الظلامية وترسم مستقبلاً قاتمًا، لكن وعلى العموم المرأة تمسك تقريبًا بكل مفاتيح التقدم الاجتماعي، وقد تغلق كل الأبواب أو توسعها».. رسالة سعدات لابنته صمود.
