تشهد العاصمة اللبنانية بيروت الجمعة انطلاق «ملتقى الرواية العربية» الأول الذى تنظمه الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية، «أشكال ألوان» . ويستمر حتى الثاني من مايو/ أيار.
ويأتي الملتقى فى انطلاقته الأولى ليرفع شعار «مقاربة التحولات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها وفنونها السردية ووظائفها التعبيرية والتواصلية».
ويهدف إلى إتاحة الفرصة لروائيين عرب بهدف البحث والنقاش لإنتاج أدبٍ أكثر ارتباطاً بالمجتمعات العربية ومشاكلها، وهو ما يزداد أهمية في زمن الحروب والتمزقات واستيقاظ العصبيات من كل نوع.
ويشارك هذا العام أكثر من ثلاثين روائي، من بينهم أبرزهم إلياس خوري، وحسن داود، وليانة بدر، وصموئيل شمعون، وجبور الدويهي، وميرال الطحاوي، وإلياس فركوح، وأحمد سعداوي، وشكري المبخوت، ومها حسن، إضافة إلى حضور الروائيين اليمنيين جمال جبران ووجدي الأهدل، رغم ما تعانيه اليمن من ظروفٍ قاسية.
وبحسب كريستين طعمة مديرة الجمعية التى تشرف على تنظيم الملتقى السنوي منذ عام 1993. هناك أربع عوامل تم انتقاء المشاركين على أساسهم وهى: عدالة التوزيع الجغرافي، عدالة توزيع الأجيال، عدالة توزيع التنوع بين الجنسين، وعدالة توزيع المضمون.
وحاول القائمون على تنظيم المؤتمر “أن تكون الأسماء الواردة تمثّل هذه الفئات جميعها من دون انحياز لفئةٍ دون أخرى” تؤكد طعمة.
ومن حيث المضمون، تشير مقرر عام الملتقى إلى أن الأمر كان دقيقاً لناحية خيار «المشاركة» ، فالأسئلة وضعت في البداية «وكنا بحاجة لضيوف يستطيعون تقديم مداخلات ويطرحون أسئلة وأجوبة حول موضوع البحث» بحسب طعمة.
وتتابع قائلة إلى أهم أزمات لقاءات المثقفين العرب: «مشكلة احتفاليات الكتاب المعتادة أنّهم يذهبون إليها، فليتقون ويبدأون بالارتجال. أما هنا، فالأمر مختلف. جميع مشاركات/مداخلات الكتّاب أصبحت لدينا، لقد عملنا على اختيار أشخاص مناسبين عملوا في الموضوع المراد بحثه».
وكشفت طعمة لصحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن ضيف المؤتمر الحاضر الغائب سيكون الكاتب المصري المسجون أحمد ناجي حيث ستتم قراءة نص من كتابته، وسيترك كرسي مشاركته فارغاً، لأنه «أحد الضيوف المهمين بالنسبة إلينا وللملتقى بشكلٍ عام» .
وكان أحمد ناجى الصحفى والروائي المصري قد حكم عليه شهر فبراير الماضي بقضاء عقوبة سنتان بالسجن، لخدش الحياء العام، بسبب نشر نص، بصحيفة أخبار الأدب، كمجتزء من روايته استخدام الحياة التى صدرت عن دار التنوير ببيروت العام 2014. وهو ما اعتبره روائيون وأدباء مصريون انتقاصا من حرية الإبداع.
وبحسب طعمة،لا تكمن الفكرة في مجرّد مناسبة لتجميع «كتّاب وروائيين» في مكانٍ واحدٍ لـ «ينظّروا» قليلاً ثم يرحلوا من حيث أتوا. حيث تسعى «أشكال ألوان» إلى البحث عن لغةٍ قادرةٍ على «التطوّر» ومواكبة العصر. من خلال مقاربة التحولات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها.
