أحمد يوسف: الاحتلال يسعى لضرب غزة والمقاومة تنزع فتيل الأزمة

قال أحمد يوسف، رئيس بيت الحكمة لحل النزاعات، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبحث عن ذريعة مناسبة لتوجيه ضربة عسكرية لحركة حماس وقطاع غزة ، تحقق خلالها أهدافها ومخططاتها العسكرية والسياسية خاصة في ظل الحديث عن “صفقة القرن” ؛لكن فهم المقاومة لهذا التوجه الإسرائيلي يمنع إلى الآن حدوث مواجهة مسلحة بين الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية .

وأكد يوسف الذي شغل سابقاً منصب المستشار السياسي لاسماعيل هنية ، في حديث” للغد” ، أن ادارة الصراع التي تتبناها المقاومة وفهمها لطبيعة الأوضاع والمتغيرات الإقليمية والدولية، يمنع حدوث تلك المواجهة التي لا يرغب اى احد من الفلسطينيين بحدوثها .

وشدد، أن خيار الحرب غير مطروح على أجندة فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا يوجد فلسطيني واحد يريد ان تندلع مواجهة جديدة مع الاحتلال خاصة وإن الفلسطينيين يدركون انه في حال نشبت مواجه ساخنة فان حجم التعاطف والدعم للفلسطينيين ستكون ضعيفة ومحدودة .

وأوضح يوسف أن المقاومة تعتمد في هذا الظرف الصعب على تبنى سياسة نزع “فتيل الأزمة” و “سحب الذرائع” من الاحتلال وجعله عاجزاً ومكبلاً من إمكانية شن عدوان جديد على القطاع غزة على غرار حرب صيف 2014 والتي تكبد الفلسطينيون فيها خسائر فادحة سواء على صعيد أعداد الضحايا او على الصعيد الاقتصادي والبنية التحية ومنازل المواطنين .

وأكد يوسف، القيادة الفلسطينية وكافة الأطراف المشاركة في الانقسام أضاعت فرص كثيرة ومتعددة لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، على طريق تصليب الجبهة الداخلية والموقف الفلسطيني الموحد بما يعزز المشروع الوطني، مستدركاً أن كل ذلك سببه غياب الإرادة السياسية لتحقيق المصالحة وتمسك كل طرف بمواقفه المتصلبة ، الأمر الذي اضعف الحالة الفلسطينية على كافة الصعد وبتنا غير قادرين على ادارة الحرب خاصة في ظل الوضع العربي والإقليمي المتدهور والذي يعاني هو الآخر من انقسامات وتشظي منقطع النظير.

وأوضح ، ان الجمود الحاصل في ملف المصالحة اضر كثيراً بالحالة السياسية والإنسانية في قطاع غزة ، وان كل الجهود التي بذلت عادت لمربعها الاول . مضيفاً ان عجلة المصالحة لم تتحرك بالسرعة المطلوبة وان حماس من جهتها تحمل السلطة الفلسطينية بعدم جديتها في تنفيذ الملف نظراً لعدم التزامها بما وعدت به في اتفاق القاهرة الأخير ، والسلطة الفلسطينية تتذرع في قضية عدم ” تمكين الحكومة ”
واستدرك يوسف بالقول : ان السلطة الفلسطينية لم تلتزم باى من التعهدات التي قطعها الرئيس محمود عباس على نفسه كما لم تلتزم حركة فتح ببنود وفحوى الاتفاق .
مشدداً على أنها كافة الأطراف الفلسطينية المصرية أوضحت أن الظرف كان مناسباً للتمكين السلطة من العمل ان أرادت ذلك إذا ما حاولت الاقتراب من المقاومة وسلاحها .
وقال :” ان أصابع الاتهام في قضية التميكن والمصالحة تتجه نحو الرئيس محمود عباس وحركة فتح بعدم جديتهم في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ، مشيراً إلى ان الوزراء الذين يأتون إلى غزة يجلسون في فنادق ولا يتعاملون بشكل مباشر مع وزاراتهم والعاملين فيها وإنما يتم التعامل على شكل املاءات تفرضها السلطة من رام الله دون وجود أي حالة حقيقية توحي بأن السلطة وحكومة التوافق معنية بمسألة التمكين.

وأضاف يوسف ان البعض يعتقد ان حركة حماس تبدو ضعيفة ، ولكن في واقع الأمر ، حماس والمقاومة تتفهم حاجة الناس وأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية والإنسانية المعقدة التي يعيشها المواطنين المسحقوقين جراء الحصار والانقسام ،وتمنع نشوب اى مواجهة محتملة .

وأكد أن حماس لا تريد الذهاب الى خيارات بديلة او خطط اخرى تتعلق بالشأن الداخلى والمصالحة ، لان لديها مخاوف من حدوث انقسام سياسي وجغرافية بين الضفة الغربية وغزة ، والتي تتزامن مع حديث البعض عن إنشاء دولة غزة ، ولذلك حماس تحاول بكل قوتها المحافظة على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني وكيناته المختلفة وفي مقدمة ذلك غزة والضفة كيان واحد وسلطة واحدة وشعب واحد .