«التهديدات ليست الأداة الدبلوماسية الأفضل» هكذا أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن استيائه تجاه تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول الاتفاق التركي الأوروبي بشأن قضية اللاجئين، وذلك خلال قمة مجموعة السبع التي عقدت في اليابان.
يونكر أكد أنه على تركيا الإقلاع عن تلك السياسة التي لم تبرز أية نتائج مطالبة أنقرة بالوفاء بالتزاماتها التي نص عليها الاتفاق المبرم والذي وصفته الأوساط الدبلوماسية بـ «الهش».
ومنذ عقد الاتفاق في مارس الماضي، شهدت تصريحات أردوغان تناقضات كبيرة بين المدح والتهديد، في الوقت الذي تجددت فيه المفاوضات الخاصة بإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول أوروبا، والتي لم تمنع انتقادات أردوغان للاتحاد الأوروبي، الذي يطمح في عضوية بلاده فيه.
أوروبا أكثر احتياجا لتركيا
في كلمة له في 19 أبريل/نيسان الماضي، قال الرئيس التركي أن «الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى تركيا أكثر مما هي بحاجة إليه» منددا بتقرير سنوي أصدره البرلمان الأوروبي وصف تركيا بـ «السلطوية» ومؤكدا على تراجع دولة القانون.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتمتع فيه تركيا بعلاقات هشه على المستوى الدولي في الوقت الذي تشهد فيه علاقات مضربة مع روسيا على خلفية اسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا، كما تشهد علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية توترا واضحا على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقد فيها أردوغان لتقويض حرية الصحافة.
الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهاب
بعد أيام من استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الموال للأوروبيين، وجه أردوغان انتقادات للاتحاد الأوروبي بعد تأكيده على ضرورة التزام تركيا بالشرط الوارد في الاتفاق مع أوروبا والذي يقضي بضرورة تغيير أنقرة قانون الإرهاب مقابل إعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول لأراضيها.
ورد أردوغان على هذا الشرط «اعذروني، ولكننا نسير في طريقنا، وأنتم تسيرون في طريقكم» في إشارة إلى تهديدات بإنهاء الاتفاق.
واتهم أردوغان دول أوروبا بدعم الإرهاب قائلا «أولئك الذين يطالبوننا بتغيير القوانين المتعلقة بالارهاب يجب أن يزيلوا خيام الارهابيين المنصوبة خارج مبنى البرلمان الأوروبي» في إشارة إلى سماح السلطات البلجيكية لمؤيدي حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور في تركيا بنصب مخيم احتجاجي خارج المبنى أثناء انعقاد قمة تركية أوروبية في مارس/آذار الماضي.
الغرب يهتم بالمثليين دون السوريين
أعرب أردوغان عن استيائه من تصريحات أوروبا التي تنتقد الحقوق والحريات والقانون في الوقت الذي «تتجاهل فيه اللاجئين»، حيث قال الرئيس التركي «عار على أولئك الذين لا يظهرون حساسية تجاه النساء والأطفال الذين يلجأون إليهم طلبا للمساعدة، وعار على أولئك الذين يظهرون حساسية تجاه الحيتان والفقمات والسلاحف في البحر ويمنعونها عن 23 مليون سوري».
إعفاء التأشيرات أو إلغاء الاتفاق
نقلت صحف يونانية عن تهديدات وجهها أردوغان في نوفمبر الماضي لمسئول بالاتحاد الأوروبي قال فيها أنه «يمكننا فتح الأبواب إلى اليونان وبلغاريا في أي وقت، ويمكننا وضع اللاجئين في حافلات إلى أوروبا» متسائلا «كيف ستتعاملون معهم، هل ستقتلوهم؟» وهي التصريحات التي لم تنفها تركيا، إلا أن أردوغان قد أكدها بتهديداته المتواصلة بإلغاء الاتفاق.
دعونا نتعاون
في مقال كتبه الرئيس التركي لصحيفة الجارديان البريطانية، دعا دول أوروبا للتعاون في أزمة اللاجئين حيث كتب «لاستمرار السيطرة على الهجرة غير الشرعية للاجئين، فإنه على تركيا وأوروبا العمل سويا لخلق آلية شرعية مثل اتفاق مارس 2016، وذلك بمكافئة اللاجئين الذين يتبعون الاجراءات القانونية، والتأكيد على إعادة من يخالف تلك القوانين.
عضوية الاتحاد الأوروبي هدفنا
على الرغم من انتقاده سياسات الاتحاد الأوروبي، إلا أن عضوية بلاده فيه كانت من المساعي الرئيسية لأردوغان منذ توليه الرئاسة، وأكد أردوغان، في بداية شهر مايو الجاري، أن «عضوية الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي، وستكون مصدرا للاستقرار في المنطقة.
