لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إثارة الأزمات في المنطقة العربية، التي تفضح وتكشف العداوة الكامنة داخله، فمن دعم الميليشيات المسلحة، إلى معاداة القادة العرب، ومساندة جماعات إرهابية، يتضخم السجل الإجرامي له.
كانت هذه المواقف كفيلة بإطلاق وسم يعبر عن وعي الشباب العربي بالمؤامرات التي يحيكها أردوغان في أنقرة، إذ سرعان ما تداولوا الوسم الذي يحمل عنوان: «أردوغان عدو العرب»، ليتحول بشكل سريع إلى تريند على تويتر في عدة دول عربية.
ويسعى أردوغان جاهدا إلى تقسيم المنطقة العربية بدعم الجماعات المتطرفة الإرهابية لإشعال الفتن والفوضى في الدول العربية.
وهذه المواقف التي تبناها أردوغان دفعت شخصيات تركية بارزة إلى الانسحاب من تحت عباءته، وإعلان رفضها سياسته، التي تسيء إلى أنقرة، لكن يظل الأول مُصرًا على قمع كل من يعارضه داخل بلاده.
العدوان التركي على سوريا
وظهر العداء الذي يكنه أردوغان للعرب خلال الجرائم التي ارتكبها جيشه في شمال سوريا، فمن دهس للمواطنين إلى استخدام أسلحة محرمة دوليًا والسعي لفرض تطهير عرقي هناك، كلها أساليب للعنف لم تفرق بين شيخ أو طفل أو مرأة، وهي من ضمن الأمور التي تظهر لا إنسانية هذا الرجل.
ولجأ النظام التركي إلى استخدم الميليشيات المسلحة في التنكيل بالسكان داخل قرى الشمال السوري، وهو ما وثقته فيديوهات قطع الرؤوس والتعذيب التي يمارسها مسلحون موالون لأنقرة.
ودفعت هذه الممارسات قادة العالم لإدانة تركيا، ووصل الأمر إلى توصيف الرئيس الفرنسي وإيمانويل ماكرون، العدوان التركي على شمال سوريا بأنه “جنون”، منتقدًا عجز حلف شمال الأطلسي عن الرد عليه، باعتبار ذلك خطأ جسيمًا.
كما خرج وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للتأكيد على أنّ الهجوم التركي على الوحدات الكردية في شمال شرق سوريا ينتهك القانون الدولي.
دعم الميليشيات بالسلاح في ليبيا
ويقدّم الرئيس التركي الدعم الكامل للميليشيات المسلحة في ليبيا، إذ لا يقتصر الأمر على الأسلحة والجنود والطائرات المسيرة فقط، بل كشفت وسائل إعلام ليبية عن هويات فريق خبراء عسكريين أتراك يعملون في غرفة عمليات بالعاصمة طرابلس لصالح حكومة الوفاق ويبلغ عددهم 16 شخصًا.
وكشفت مستندات حصلت عليها صحيفة المرصد إن من بين هؤلاء العسكريين جنرالا رفيع المستوى هو الفريق “عرفان أوزسيرت” الذي شغل منصب قائد فوج الأكاديمية العسكرية التركية، كما شغل منصب المسؤول عن القطاع العسكري لمنطقة غازي عنتاب التركية.
فتح منابر إعلامية للهجوم على مصر
احتضنت تركيا في عهد أردوغان جماعة الإخوان، وفتحت لعناصرها المنابر الإعلامية التي تعمل ليل نهار على الإساءة للدولة المصرية.
وحاول أردوغان أكثر من مرة إظهار أن هناك ممارسات لا تتوافق مع حقوق الإنسان تمارس ضد قيادات الإخوان، وذلك رغم أن كل القضايا تسير بشكل قانوني، وأن القضاء هو الذي يقول كلمته دون أي تدخل من الدولة المصرية.
وتحاول تركيا الآن استفزاز مصر من خلال توقيع اتفاقية مع حكومة الوفاق الليبية خاصة بترسيم الحدود البحرية، وهو الأمر الذي دفع مصر واليونان لعدم الاعتراف بها، نظرًا لعدم قانونيتها.
وذكرت وكالة أنباء أن مجلس وزراء شمال قبرص خصص مطارًا على جزيرة قبرص المقسمة كقاعدة لطائرات تركية مسيرة ترافق سفن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وذلك في خطوة من المرجح أن تزيد من التوتر مع الاتحاد الأوروبي، وشرق المتوسط.
أزمات تركية داخلية
سلطت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، الضوء على إطلاق أحد كبار مساعدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزبًا سياسيًا جديدًا، ينذر بانقسام في الحركة ذات الجذور الإسلامية التي سيطرت على سياسات البلاد على مدار الأعوام الـ17 الماضية.
وأنهى أحمد داود أوغلو، الذي شغل سابقًا منصب وزير الخارجية ورئيس الوزراء في حكومة أردوغان، شهورًا من التكهنات أمس الجمعة بإعلانه تشكيل حزب المستقبل.
وفي حديثه إلى عدة مئات من المؤيدين في حفل الإطلاق في أنقرة، قال أوغلو إن حزبه الجديد سيكون “منارة الأمل” للبلاد.
وكان أحمد داود أوغلو أقرب حليف لأردوغان، وزيراً للخارجية ثم رئيساً للوزراء حتى عام 2016, ويمثل انفصاله عن الرئيس التركي تحدياً مباشراً حيث يتعهد الأول بالعودة إلى المبادئ والمثل العليا الأصلية لحزبهم القديم.
