في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة فى العالم، يتوجه الناخبون في تركيا (نحو 56،3 مليون ناخب)، اليوم الأحد، للتصويت في انتخابات مفصلية وحاسمة بالنسبة للدولة التركية، إذ أنها تعتبر بداية لعصر جديد يشهد تحولا في نظام الحكم من البرلماني إلي الرئاسي، وذلك في انتخابات كانت مقررة سلفا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، قبل أن يدعو الرئيس «رجب طيب أردوغان» لعقدها مبكرا لاختيار رئيس ونحو 600 من النواب.
وفي أجواء المنافسة الساخنة، ومع تراجع شعبيته بسبب انهيار الليرة التركية أمام الدولار، وانتشار التضخم والكساد الاقتصادي، لجأ الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلي آخر أسلحته قبل ساعات من توجه الناخبين الأتراك لصناديق الاقتراع، واستخدم «سلاح الدين» لتكفير المعارضة، بهدف جمع أصوات الناخبين، واعتبر أن التصويت للمعارضة في الانتخابات «حرام شرعاً»، وأن التصويت للمرشح المنافس له «محرم أنجه» من الحزب الجمهوري اليساري «إثم كبير»، وفي «خطوة متطرفة» يراها سياسيون أتراك، على مسار «منهج الإخوان المسلمين» واتساقا مع رؤية التيار الإسلامي المتشدد «التكفيري»!!
- وفي نفس السياق، وعلى مسار تنظيم «الإخوان» المقرب من الرئيس أردوغان، وأسوة بما حدث في مصر قبل إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية 2012 .. بثت وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية، ما وصفته بـ «النتائج النهائية للانتخابات التركية» قبل حدوثها.. واستنادا للوكالة فقد عرضت شاشة «تليفزيون نت»، وهى القناة التليفزيونية الشقيقة لصحيفة «ينى شفق»، ذات التوجهات الإسلامية والموالية للحكومة فى أحد برامجها نتائج «انتخابات ٢٠١٨» باعتبارها النتائج النهائية للانتخابات، وقالت إن أردوغان حصل على ٥٣٪ من الأصوات مقابل ٢٦٪ لمحرم إينجه، و١٢٪ لميرال أكشنار، و٧٪ لصلاح الدين دميرطاش، بينما حصل كل من المرشحين الأخيرين تمل كرم الله أوغلو ودوغو بارينجاك على ١% !! وفى محاولة للتهرب من المسئولية، قالت وكالة أنباء الأناضول، إن ما بثته بشأن نتائج الانتخابات التى ستجرى اليوم كان على سبيل البث التجريبي!!
يأتى ذلك فى الوقت الذى توقعت فيه استطلاعات الرأى، ألا يتمكن «أردوغان»، من تجاوز حاجز الـ٥٠٪ المطلوب للفوز من الجولة الأولى، ومن المرجح أن يكون «إينجه» منافسا لأردوغان فى حالة إجراء جولة إعادة للانتخابات الرئاسية فى ٨ يوليو/ تموز المقبل.. وتشير استطلاعات الرأي إلي أن الانتخابات الرئاسية قد تحتاج إلي جولة ثانية كما أن حزب العدالة والتنمية قد يخسر أغلبيته في البرلمان.. بينما قال الرئيس «إردوغان» إن حزبه الحاكم قد يسعي إلي تشكيل ائتلاف إذا أخفق في الحصول علي أغلبية برلمانية في الانتخابات.
ووضعت استطلاعات الرأى «ميرال أكشنار» زعيمة الحزب الصالح «حزب الخير»، فى المركز الثالث، يليها «صلاح الدين دميرطاش»، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد، الذى كان يقوم بحملات انتخابية من السجن..ومن جهة أخرى أعرب رئيس الجالية التركية فى ألمانيا، «جوكاى سوفوغلو»، عن تفاؤله بفرصة مرشح المعارضة «إينجه» فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ومن جانبه تعهد «محرم إنجه»، مرشح حزب الشعب الجمهوري، برفع حالة الطوارئ، وتحسين الوضع الاقتصادي لتركيا برفع مستوي الليرة المتدني مقابل الدولار، وخفض نسبة البطالة إلي أقل من 5 %، وإعادة الاستقلالية للبنك المركزي، وتعهد أيضا بأن يكون رئيسا لجميع الأتراك، وأن هذه الانتخابات لن تحمل الخسارة لأي طرف من الأطراف السياسية التي ستشارك في الحكم، وشدد علي أنه لن ينهج سياسة الثأر من مسئولي العديد من القطاعات. لكن أي مخالف للقوانين سيتم إرساله للمحاسبة من طرف الأجهزة القضائية، مؤكدا أن الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي سيكون ضمن أولوياته.. كما تعهد بإعادة اللاجئين السوريين إلي بلادهم علي إيقاع الطبل وصوت المزمار.
- ويصوت الأتراك في الاقتراع بوضع ورقتين في مغلف واحد.. ويتم انتخاب الرئيس بالاقتراع العام المباشر علي أن تنظم جولة ثانية من التصويت اذا لم يحصل أحد المرشحين علي أكثر من 50 % من الأصوات.. وبالنسبة للنواب يتم انتخابهم في جولة واحدة في كل محافظات البلاد الـ81، ويتم توزيع المقاعد بحسب نسبة الأصوات.. أما بالنسبة للمرشحين الرئاسيين، فينافس الرئيس أردوغان، كل من: ميرال اكشينار (حزب الخير)، وصلاح الدين دميرتاش (حزب الشعوب الديمقراطي)، ومحرم اينجه (حزب الشعب الجمهوري)، وتيميل كرم الله أوغلو» (حزب السعادة)، ودوغو برينتشيك (حزب الوطن).
وبالنسبة للانتخابات التشريعية، فهناك تحالفان، الأول هو «تحالف الشعب» ويضم حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) وحزب «الحركة القومية»،وحزب «التحالف الكبير»..أما التحالف الثاني فيسمي «تحالف الأمة» ويضم حزب «الشعب الجمهوري» (يسار الوسط)، و«الخير» (يمين قومي)، و«السعادة» (محافظ)، ويدرج الحزب الديمقراطي (يمين الوسط) مرشحيه علي لائحة حزب «الجيد»ن بينما يترشح كل من حزب الشعوب الديمقراطي (المناصر للقضية الكردية)، وحزب «الدعوة الحرة» (اسلامي كردي) وحزب «الوطن» بشكل مستقل.
