قال مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث ببروكسل والخبير في الشؤون الأوروربية، رمضان أبوجزر، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة البلجيكية، هدفها التسول والتوسل، بعد جولات من الابتزاز التركي بدفع آلاف المهاجرين بدوافع سياسية نحو الحدود الأوروبية، للضغط على الأوروبيين للتحاور معه.
وأكد “أبو جزر” في تصريحات لـ”الغد”، أن “أردوغان” هدفه من الزيارة تسول الأموال والتوسل لكسب موقف سياسي ودعم عسكري، وهي أمور لن يحصل عليها إلا باشتراطات أوروبية، أولها عودة اللاجئين عن الحدود الأوروبية، عقب أوامر وتسهيلات وضغوطات تركية على المهاجرين، وهو ما يتفهمه الأوروبيون.
وأشار إلى أن زيارة “أردوغان” سبقتها تصريحات من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاي ، بأنها تنتظر من الرئيس التركي إبعاد المهاجرين من الحدود الأوروبية قبل بدء أي حوار مع الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن هناك أجواء من عدم الثقة من الطرف الأوروبي في الرئيس التركي، ورفع سقف المطالب التركية على لسان أردوغان قبيل الوصول إلى بروكسل بالحديث عن عودة بلاده للمفاوضات بشأن الانضمام للاتحاد الأوروبي، ورفع تأشيرات الدخول عن المواطنين الأتراك، وهي أمور ليست مطروحة للحوار الآن.
وأوضح “أبو جزر”، أن الأوروبيين منفتحون لإعادة التفاهم على اتفاق عام 2016 بخصوص الللاجئين، وهم مستعدون لتحمل جزء من مسؤولية ملف اللاجئين، ولكن بعيدا عن الضغوط السياسية والابتزاز الذي يمارسه أردوغان، وهذا ما سمعه الأخير من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، قبيل زيارة الرئيس التركي اليه.
وتابع: “أردوغان جاء إلى بروكسل مقيدًا ببرنامج أوروبي، وإن لم يلتزم بالبنود التي وضعها الأوروبيين قبيل بدء الحوار، بوقف زحف المهاجرين وإبعادهم عن الحدود”.
وأردف: “الدعم الأوروبي المنتظر سيكون لتركيا واليونان، والأولوية ستكون للأخيرة”.
وأكد “أبو جزر” ضرورة التفريق بين أجندتين، أجندة الاتحاد الأوروبي وأجندة الناتو، وما فشل فيه أردوغان قبل أسبوعين في زيارته لحلف الناتو طلبا للدعم العسكري في مواجهته للقوات الروسية في سوريا، لن ينجح فيه بالزيارة الحالية التي جاءت بطلب أوروبي تحت بند واحد، وهو وقف أزمة اللاجئين.
وقد طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حلف شمال الأطلسي تقديم ما وصفه بدعم ملموس لبلاده في سوريا.
وفي مؤتمر صحفي مع أمين عام الحلف يانس ستولتنبرغ في بروكسل دعا أردوغان الحلف إلى التطبيق الكامل لإجراءات الدفاع عن تركيا وإعطاء أنقرة دعما إضافيا، فيما أكد الأول أن أنقرة حليف مهم في ضمان أمن المنطقة.
