أردوغان يجدد أطماعه بزيارة مرتقبة إلى ليبيا
سلطت وسائل إعلامية الضوء على زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، يسعى من خلالها إلى الاحتفاظ بالمكاسب الاقتصادية التي حققها بالاتفاقات السابقة مع حكومة السراج في مقابل الدعم العسكري، بينما تتزامن الزيارة مع اتفاق ليبي واعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة.
تلك الزيارة، التي لم يتم تأكيدها على المستوى الرسمي، يعتبرها مراقبون للمشهد الليبي أنها ستؤجج الأزمة في ليبيا.
جني مليارات الدولارات
بدأ التدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي من بوابة فايز السراج رئيس حكومة الوفاق في طرابلس، الذي كان يبحث عن حماية تركية مقابل فتح الباب أمام أطماع أردوغان.
أما أنقرة فكانت تستهدف النفط وإقامة مشاريع تجني من ورائها تركيا مليارات الدولارات.
زيارة أردوغان المرتقبة تأتي بعد عودة الشركات التركية لاستكمال أعمالها في ليبيا، والرغبة في الاستثمار والبنية التحتية والنفط.
ويحاول أردوغان الحفاظ على ثمار ما تحقق من استثمارات للجزء الأكبر في مجالات إعادة الإعمار والطاقة، ومحاولة الحصول على تعويضات لمشروعات الشركات التركية التي تعطلت عندما تم الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
مشهد مريب
مشهد مريب صنعه الأمن التركي في ليبيا استعدادا لزيارة أردوغان المرتقبة، حيث تولت فرقة أمنية تضم عناصر من القوات الخاصة التركية مهامها لتأمين أردوغان.
ويأتي توقيت زيارة الرئيس التركي في أعقاب الانفراجة التي حدثت بين أطراف النزاع الليبي وما نتج عن ذلك من اتفاقيات مشتركة بين الجانبين، حيث يرى مراقبون أن تلك الزيارة من شأنها تعقيد الوضع في ليبيا من جديد.
ومن المتوقع أن تشهد الزيارة مناقشة الاتفاقيات الأمنية والتجارية مع تركيا، والتي تمت فيها مراعاة المصالح الخاصة والأجندات الأجنبية، بعيداً عن مصلحة البلاد.
تأجيج الأزمة
لا يروق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما وقع من اتفاق بين الفرقاء الليبيين بوقف إطلاق النار، حيث أنه كان يعمل خلال الفترة الماضية على تدريب العناصر الليبية على أيدي الأتراك، ومد المرتزقة بالسلاح لخلق فوضى في ليبيا.
يضمن عدم الاستقرار في ليبيا يضمن لأردوغان استمرار جني المكاسب، حيث يتم توزيع الغنائم على المقربين من الرئيس التركي، فعلى سبيل المثال حصلت شركة بيرات البيرق صهر الرئيس التركي على صفقة إعادة تهيئة وصيانة وتطوير مطار مصراتة الدولي الذي دمرت الحرب جزءا منه.
لذا فإن الزيارة التي لم يتم تأكيد موعدها، أو التأكد من جدية الأنباء التي تروج لها، تسعى إلى توصيل رسالة إلى الداخل الليبي، مفادها أن أنقرة متمسكة بوضع يدها على الثروات الليبية، بعد تعزيز وجودها العسكري، وهو ما قد تفقده مع استقرار الأوضاع.
