تواصل تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، إرسال المزيد من المرتزقة إلى ليبيا، للاقتتال ضمن صفوف حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج، فيما يصف الرئيس الأنقري الحرب في الأراضي الليبية بغزوة الغنيمة وحصر الإرث العثماني بحسب مراقبين.
وكشفت تقارير صحفية أن أنقرة أرسلت (مقاتلين صوماليين) إلى الأراضي اليبية، بعدما تلقوا تدريبات في معسكرات قطرية.
وذكر موقع ( صومالي جارديان) أنه علم بأن أكثر من 2000 صومالي جزء من وكلاء جدد من تركيا وقطر تم نشرهم في الخطوط الأمامية الليبية للانضمام إلى القتال ضمن صفوف ميليشيات السراج الموجودة على الأراضي العربية.
ويملك العديد من الميليشيات الصومالية الجنسية القطرية، كما أن العديد منهم قبلوا القتال في ليبيا بعد استغلال أوضاع الفقر والبطالة في بلادهم بحسب الصحيفة.
خطط أردوغان التوسعية
وارتطمت خطط أردوغان التوسعية بأزمة مالية خانقة، فلم يجد إلا قطر لتمول هذه الخطط سواء بالمال أو الأسلحة أو التدريب، لتتحول الدوحة لقاعدة تدريب الميليشيات الإرهابية وذلك وفق محللين.
فماذا تريد تركيا و قطر من استمرار التوتر في ليبيا ؟ و لماذا يدرب المقاتلون وينقل العتاد وتنفق المليارات على السلاح والذخيرة؟ و كيف يفهم الصمت الدولي وخصوصا الأمريكي تجاه أزمة الشعب الليبي؟
المرتزقة الصوماليون
قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن هناك متطرفين من جنسيات عديدة في ليبيا، ولا نستبعد استعانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ(مرتزقة صوماليين )في ليبيا.
وأكد عبد الرحمن في تصريحات خاصة لبرنامج مدار الغد، أن الميليشيات التي تم نقلهم إلى ليبيا من جنسيات مختلفة كالمغرب وتونس وغيرها، كانت تقاتل في سوريا، وبعض حملة الجنسيات الأوروبية.
وأردف عبد الرحمن: «الميليشيات السورية التي نقلت إلى ليبيا أغلبها يقاتل رغبة في المال، ولاعتقادهم بأن أردوغان قائد الأمة الإسلامية، أما الميليشيات الجهادية فهي مرتبطة بشكل أساسي بالمخابرات التركية».
وأكد مدير المرصد السوري ، أن هناك 10 آلاف متطرف مصنف إرهابي دولي ذهبوا إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، موضحا أن الكثيرين منهم كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة بالإضافة إلى تصنيفهم دوليا بأنهم إرهابيون.
خط (سرت-الجفرة)
ويرى المحلل السياسي الليبي، عبدالحكيم معتوق، أن أردوغان يريد تنفيذ ما تبقى من مشروع شرق أوسطي لكي يثبت للولايات المتحدة الأمريكية أنه يستطيع القفز على أوروبا، وأن الأخيرة أصبحت عاجزة على استكمال هذا المشروع.
من جهة أخرى، يريد أردوغان أن يتمدد في ظل الصمت العالمي، ويتكئ على القانون الدولي، مستذكرا مقولة السياسية البريطانية مارجريت ثاتشر، إن القانون الدولي فُصِّل على الشعوب الصغيرة، ولكن قانوننا نحن البوارج البحرية.
كما أكد معتوق أن أردوغان لم يتجرأ على تجاوز خط (سرت الجفرة) الذي وصفه الرئيس المصري بأنه (خط أحمر) بالنسبة لمصر، لكنه سيحاول بمغامرة لحفظ ماء الوجه أمام الشعب وأمام الرأي العام الدولي، مشيرا إلى أن تركيا ترغب في تحقيق حلم استعادة الإمبراطوية العثمانية القديمة.
هوية الميليشيات المسلحة
وأوضح معتوق أنه لا يمكن تحديد هوية الميليشيات التي تقاتل في صفوف حكومة الوفاق، لا سيما أن مسرح العمليات بات مفتوحا، فهناك يمنيون، وأفغان ونحو 2000 تونسي موجودون الآن في مدينتي صبراتة ومصران وذلك (على حد قوله).
يشار أيضا إلى أن موقع «ليبيا ريفيو» كشف أن ملف المرتزقة الصوماليين تم طرحه خلال جولات للمسؤولين الأتراك، حيث شهد الأسبوع الماضي وصول أكثر من 500 مرتزق جديد في رحلات مباشرة إلى طرابلس ومصراتة، ممن كانوا يقاتلون في صفوف تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
وقبل قليل قالت مصادر ليبية، إن سلاح الجو بالجيش الوطني الليبي، قام بتدمير عدد من الدبابات والآليات التابعة لميليشيات حكومة الوفاق غرب مدينة سرت.
وأوضحت المصادر أن طيران الجيش الليبى، قام مساء اليوم، بتدمير 3 دبابات تركية فى محيط الوشكة غرب مدينة سرت.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المركبات كانت تقوم بدور استطلاعي في هذه المنطقة.
وكان الجيش الليبي قد أعلن في 17 يونيو الماضي أن المنطقة الممتدة بين وادي جارف حتى منطقة الوشكة غرب مدينة سرت، منطقة عمليات عسكرية.
وفي تصريحات تليفزيونية، قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إن تركيا تستخدم دبابات أمريكية ومنظومات هوك الصاروخية على الأراضي الليبية.
وأشار إلى أن تركيا نقلت عتادا عسكريا إلى الميليشيات عبر السفن التجارية، مؤكدًا استغلال أنقرة وقف إطلاق النار لاستقدام مزيد من المرتزقة.
