كشفت مصادر سياسية تركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يحاول تلطيف العلاقات مع دول الخليج من بوابة التضامن مع السعودية وانتقاد إيران، ويسعى لفتح أبواب الخليج للخروج من أزمة العزلة السياسية في المنطقة، في أعقاب توتر العلاقات مع إيران ومصر، و«برودة» العلاقات مع باكستان، والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا الاتحادية على تركيا.
وأوضحت المصادر السياسية في الهيكل التنظيمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أن الرئيس أردوغان يحاول طرق أبواب الخليج العربي من خلال انتقاده الصريح والحاد للسياسات الإيرانية، واتهامها بأنها تسعى لإشعال المنطقة من خلال تحويلها الخلافات المذهبية إلى صراع، وتتعمد توتير علاقاتها مع السعودية ودول الخليج، حسب تصريحاته الأخيرة الموجهة لدول الخليج، وأن إيران تستغل التطورات في اليمن والعراق وسوريا لتوسيع نفوذها في المنطقة.
ومن جانبه، يؤكد السفير الدكتور نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري السابق للتخطيط السياسي، أن الرئيس التركي يضع نصب عينيه فتح أبواب الخليج العربي أمامه من خلال «العزف على الخلاف السياسي الشيعي ـ السني» أولا، والتقرب من المملكة السعودية، بدعم موقفها تجاه إيران، وتصريحه بأن إيران توتر علاقاتها مع السعودية بشكل متعمد، وتهدد أمن الخليج العربي.
وقال نعمان لـ«الغد»، أن المحور الثاني لطرق أبواب الخليج جاء من خلال الأزمة السورية، وتبني الموقف الخليجي تجاه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن دعمه للمعارضة السورية المدعومة من الدول الخليجية، والمسار الثالث الذي يتحرك عليه أردوغان من خلال علاقاته الوطيدة مع الدولة الخليجية قطر.
وأشار إلى أن تحركات أردوغان تأتي لخدمة أجندة خاصة، تتعلق بالمصالح الاقتصادية والسياسية التركية، أكثر مما هي تطابقا في المواقف مع دول الخليج، أو تضامنا مع السعودية في وجه الاعتداءات والاستفزازات الإيرانية.
وأشار السفير جلال إلى العلاقات التي كانت تربط بين تركيا وإيران، وتوطدت اقتصاديا بصورة متميزة، لكن الاصطفافات الإقليمية، تجاه الأزمة السورية، انعكست سلبا على العلاقات الثنائية، ومع اتفاق إيران وروسيا على اتهام أردوغان بـ«دعم جماعات إرهابية» والتورط في تجارة النفط الذي يهربه تنظيم داعش من مناطق يسيطر عليها في سوريا والعراق.
ويحاول الرئيس التركي الالتفاف على دور بلاده في دعم جماعات متطرفة في سوريا واحتضانها أيضا جماعات الإسلام السياسي، ويبحث عن منافذ اقتصادية واستثمارية واسعة من دول الخليج العربي.
يذكر أن العلاقات التركية الخليجية شهدت توترا على خلفية سياسة أردوغان الداعمة لجماعة الإخوان وللجماعات المتطرفة في كل من سوريا وليبيا، وتدخله في الشؤون الداخلية للمنطقة، خاصة مصر على خلفية عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي بثورة شعبية في شهر يونيو /حزيران 2013.
