أردوغان يسجل رقمًا قياسيًا في هروب الأتراك إلى ألمانيا
سياسي ألماني: الأتراك الهاربون من قمع النظام يتفوقون في اللجوء على السوريين والعراقيين
سجل الأتراك، نهاية 2019، في عهد طيب أردوغان رقما قياسيا في اللجوء إلى ألمانيا، بسبب سياسات القمع التي يمارسها الحزب الحاكم، لتحل أنقرة ثالث الدول التي يضطر مواطنوها للمغادرة بعد سوريا والعراق.
وكشف نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة والتنوع بالحزب الاشتراكي الألماني، حسين خضر، عن وصول عدد مقدمي اللجوء وطالبي الحماية من الأتراك خلال عام 2019 إلى أعلى مستوى لهم.
وأكد احتلال الأتراك المرتبة الثالثة بعد حصر الطلبات المقدمة حتى 30 سبتمبر الماضي في ألمانيا، متفوقين على مواطني إيران وأفغانستان.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي جار حصر الطلبات الخاصة بأشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، متوقعا صعود نسبة الأتراك بشكل أكبر وسط احتمالات بتفوق لجوئهم على السوريين والعراقيين.
وأوضح خضر أن الولايات التي انتهت من حصر العام بالكامل مثل هيسن أعلنت احتلال تركيا المرتبة الأولى، مشيرا إلى أن ذلك يدل على حجم الانتهاكات والاعتقالات التي تقوم بها الإدارة التركية ضد المدنيين.
وأكد خضر في بيان، أن موجات اللجوء للأتراك تتصاعد تدريجيا بشكل واضح منذ عام 2014، ولكنها أخذت منحنى أسرع في الصعود منذ يوليو 2016، مع مسلسل الانقلاب العسكري الذي دبره بشكل عكسي “أردوغان” للتخلص من معارضيه والانفراد بالسلطة.
وأشار إلى أن أردوغان استغل الأمر عبر الانتهاكات التي استهدفت بالمقام الأول المؤيدين لحركة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله جولن، الهارب إلى الولايات المتحدة، والتي جاءت بعمليات تصفية داخل السجون لأتباع “جولن” عبر سلطات الأجهزة التي أحكم عليها “أردوغان” قبضته، أو من خلال ميليشيات مسلحة تابعة لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه “أردوغان”.
يأتي ذلك بالإضافة إلى فصل وسجن مئات الآلاف من العسكريين بالشرطة والجيش، والقضاة والمعلمين والأطباء والموظفين الحكوميين، وذلك بحسب تقارير رسمية حكومية تركية.
وأوضح “خضر” أنه في ظل الاعتقالات وممارسات القمع بحق أتباع “جولن” الذين كان مصيرهم إما السجن وإما الفصل والتشرد، تصاعدت موجات الهروب للأتراك، لتكون أنقرة من ناحية الغرب والشمال، مراكز تجارة للبشر الراغبين للهروب إلى أوروبا عبر سماسرة.
وتابع: وبعد أن كانت هذه المراكز للسوريين والعراقيين، بات الأتراك يتنافسون عليها، للخروج إلى أوروبا، هربا من الجحيم داخل وطنهم.
وأردف: “الغالبية العظمى من الهاربين من أجهزة أردوغان، يأتون إلى ألمانيا التي يشكل فيها الأتراك بحكم رواسب تاريخية، أكبر جالية قد تقدر بنحو 6 ملايين شخص، ولكن هناك من لا يمتلكون أموالا يستطيعون من خلالها القيام بهذه الرحلة الطويلة، فيستقرون إما في ألبانيا، وإما مقدونيا.
وأكمل: أما من يستطيع استكمال الرحلة مع عائلته، فيستهدف ألمانيا أو دولا أوروبية في طريقها أو محيطة بها، تعطي معيشة إنسانية للاجئين مثل النمسا، وسويسرا.
وتابع: “الأمر المستجد أن أجهزة أردوغان تستمر في ملاحقة الهاربين لكونهم معارضين، وبالفعل حدثت حوادث تصفية لمعارضين بارزين من هؤلاء اللاجئين، وهناك من اختفوا.
ورجح أن المخابرات التركية قامت بخطفهم وإعادتهم إلى أنقرة من خلال فرق مهمتها إعادة المعارضين، وهناك 9 وقائع بالصوت والصورة لعمليات خطف واختفاء.
واستكمل: “من يمهله القدر، نعمة عدم الوقوع في الخطف والعودة إلى تركيا، يلاحق من أعضاء منظمة ديتيب التي تعتبر جناحا سياسيا ودينيا لنظام أردوغان في ألمانيا”.
