أزمة تلو أزمة، تهز الثوابت السياسية والاقتصادية في بريطانيا، ما يشكل ضغطا كبيرًا ومتواصلًا على الحكومة الحالية التى تواجه سلسلة من التحديات غير المسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
أكبر تلك الأزمات، هو عدم الاستقرار السياسي، فبريطانيا شهدت 3 رؤساء للحكومة في أقل من عام، كان أخرهم، ريشي سوناك، الذي تراجعت شعبيته بشكل ملحوظ. وبات سوناك يؤيد من 25% فقط من البريطانيين، و يعارض من 40% منهم.
وإذا تحولنا إلى الاقتصاد، سنجد أن بريطانيا تعيش وضعا اقتصاديا هو الأسوأ منذ عقود، زاد من تفاقمه ما يصفه المتخصصون بتخبط الحكومات في التعامل مع الأزمات المتتالية، وهو ما ظهر مثلا في تعيين 5 وزراء للخزانة خلال 5 أشهر فقط.
هذا الأمر الذي جعل رجال الأعمال يفقدون الثقة في قدرة الاقتصاد البريطاني على التعافي، وسط توقعات بدخول البلاد في حالة ركود اقتصادي، قد تستمر حتى نهاية العام الجاري 2023.
وهو ما أدى إلى وقوع ما يشبه تسونامي الإضرابات في قطاعات حيوية مثل التمريض والإسعاف والنقل والبريد وغيرها.
الحرب والاقتصاد البريطاني
وأضاف عبود في برنامج (مدار الغد) أن ارتفاع اسعار الطاقة مصدر قلق كبير داخل بريطانيا، وهو ما دفع الحكومة لشراء وتخزين غاز بديلا للروسي لكنه كان بأسعار باهضة الثمن.
كما أكد عبود أن ريشي سوناك كان البديل الوحيد لسلفه ليز تراس التي هزت الثقة في الجنيه الإسترليني.
الإضرابات في بريطانيا
ومن لندن، قالت الدكتورة رنا خالد، رئيسة الباحثين في منتدى صنع السياسات، إن الإضرابات في بريطانيا نتيجة طبيعية للتحديات الراهنة.
وأكدت رنا خالد أن بريطانيا عاشت فترة إضرابات قوية في فترة الثمانينيات، موضحة أن شلت حركة ريطانيا بالكامل.
وأوضحت رنا خالد كذلك أن الحرب على النقابات في بريطانيا أثرت على قوتها، لافتة إلى أن هذه الإضرابات هناك من يؤيدها وهناك من لا يؤيدها.
التضخم في بريطانيا
ومن ليفربول، يرى الدكتور جون تونج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ليفربول، أن هناك تحديات أمام رئيس الحكومة، ريشي سوناك، ولعل من أبرزها السيطرة على التضخم في بريطانيا.
وأضاف تونج أن الإضرابات كانت كبيرة خلال الفترة الماضية عما كانت عليه قديما، موضحا أن ارتفاع الأسعار أثر على القدر الشرائية للبريطانيين.
كما أوضح تونج أن الحكومة البريطانية ستضطر للاقتراض بمعدلات تاريخية، مشيرا إلى أن سوناك لن يتمكن من السيطرة على التضخم وسيعمل قدر الامكان على منع كارثة اقتصادية واسعة النطاق.
أوضاع متردية وسوء إدارة
ومن لندن، قال مارك وادزورث، الصحفي و العضو السابق في حزب العمال، إن حزب العمال البريطاني يتعامل على أنه سيكسب الانتخابات المقبلة، لأنه الحزب الحاكم.
وأضاف وادزورث أن هناك استياء بسب ارتفاع الضرائب، بالإضافة إلى اختيار 3 وزراء في فترة أقل من 3 أشهر.
كما أكد أن الأمور في بريطانيا باتت سيئة للغاية نتيجة سوء الإدارة، من قبل رؤساء الوزراء وعلى رأسهم بوريس جونسون، وليز تراس، ورئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك.
الحكومة البريطانية عاجزة
من جانبه، قال باباك اماميان، عضو حزب المحافظين، إن إن شيئ ممكنا في عالم السياسة، مؤكدا أنه لا يمكن التنبؤ بفوز حزب العمال بالانتخابات القادمة.
وأضاف اماميان أن التضخم في بريطانيا بسبب السياسات الخارجية البريطانية هلى الفترات الأخيرة.
كما أشار إلى أن المواطنين السياسات الحالية معارضة للاتحاد الأوروبي، معادية للهجرة، ولا تسعى للبحث عن حلول للحرب في أوكرانيا، فنتيجة لذلك من الطبعي أن يكون هناك تضخما في البلاد.