افجرت الحملة العراقية لإنقاذ “نهر دجلة ومنطقة الأهواز” من الجفاف، أزمة مياه بين بغداد وأنقرة، في ظل أجواء من التوتر السياسي بين البلدين، وحذر بيان الحملة الصادر اليوم الاثنين، من كارثة جفاف تضرب منطقة الأهواز العراقية بسبب انخفاض مستوى المياه في نهر دجلة إلى مستويات شحيحة بعد انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، بتأثير بناء سدود تركية في المنبع، ونظمت الحملة الشعبية ـ السياسية العراقية أنشطة وفعاليات للتحذير مما أسمته “مجاعة مائية” تهدد بجفاف المياه في نهري دجلة والفرات، وخاطبت الحملة المرجعيات الدينية وقادة الكتل السياسية، للتدخل وعدم الصمت على الكارثة المرتقبة.
وطالب سياسيون وخبراء مياه عراقيون، الحكومة بسرعة التحرك على كافة الأصعدة، خاصة مع استمرار بناء سد “أليسو” التركي الأول والأكبر من نوعه على نهر دجلة، مما يعني أن الكارثة التي حلت بنهر الفرات جراء تراكم السدود التركية في طريقها للتكرار مع نهر دجلة. وأوضح خبير الري والمياه العراقي، الدكتور محسب عبد الرسول، أنه بالرغم من انجاز قسم كبير من منشآت سد أليسو من الجانب التركي إلا أنه لم يكتمل حتى الآن، مما يفرض سرعة تحرك الحكومة العراقية والمطالبة بوقف بناء السد أو وضع شروط لعدم تأثيره الخطير على نهر دجلة. وقال لوكالة أنباء فارس الإيرانية، إن عدم التحرك يعني ضمنيا ضوءا أخضر لتركيا لمواصلة بناء سدود أخرى على نهر دجلة مثل سد جزرة وغيرها، وتكرار نفس الأزمة المصرية مع سد النهضة وتوجه إثيوبيا لبناء سدود أخرى.
ويرى الخبير العراقي، الدكتور محسب، أن مصر تعاملت بشكل يحفظ حقوقها التاريخية، رغم أن إثيوبيا نجحت بفرض سياسة الأمر الواقع والاستمرار ببناء السد، وإذا كان التوجه المصري حاليا للمسار السياسي والدبلوماسي لحل أزمة سد النهضة، مع تحذير الخبراء في مصر من مخاطر كارثية لسد النهضة على منسوب المياه في نهر النيل، فإن هذا المسار مغلق بين بغداد وأنقرة بسبب خلافات سياسية، رغم توقيع اتفاقية في العام 1989 للتعاون بشأن مياه دجلة والفرات، وتتفق كل من إثيوبيا وتركيا في أسلوب المناورة حتى يتم فرض أمر واقع، يهدد بشح المياه في الأنهار العربية الثلاثة، النيل ودجلة والفرات.
وتحذير خبير المياه العراقي، تزامن اليوم مع تحذير آحر من وزارة الموارد المائية العراقية، بأن التخوف في الوقت الحالي على مصادر ومنابع المياه ليس من سد (أليسو) التركي، إنما من سد الجزرة الذي تسعى الحكومة التركية لإقامته يهدف للتوسع في المساحات الزراعية، مما يلفت الانتباه إلى عدم التزام الدول المتشاطئة بالاتفاقيات الدولية.
حملة “إنقاذ نهر دجلة” في العراق، كشفت أن مساحات واسعة من منطقة أهواز العراق تعاني من الجفاف بسبب شح المياه القادمة من نهر الفرات تحت وقع قلة الاطلاقات من الجانب التركي، وتبلغ مساحة المنطقة الشاسعة، نحو 16 ألف كيلو متر مربع، وتمتد بين ثلاث محافظات جنوبية هي ميسان، وذي قار، والبصرة.
