أزمة «التموضع» الايراني في سوريا..عقدة «فك الاشتباك»

بين مخاوف إسرائيلية، وقلق أمريكي، وتوافق روسي، تبدو أزمة الوجود الإيراني في سوريا، القضية الشائكة على مسار«النهاية المرتقبة للأزمة السورية»، وسوف تحتل صدارة قمة «يوتين ـ ترامب» الأسبوع المقبل في هلسنكي، بينما يلتقي اليوم الأربعاء، رئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، لبحث الأوضاع في سوريا والمخاوف الإسرائيلية من التموضع العسكري الإيراني  في البلد المضطرب.. وهو اللقاء الثالث بينهما خلال ستة أشهر، وكان التواجد الإيراني في سوريا أيضا على رأس المباحثات.

 

 

 

 

وتؤكد مصادر دبلوماسية في موسكو، أن قضية التواجد العسكري الإيراني في سوريا، ولو على مستوى مستشارين وخبراء عسكريين فقط، يثير المخاوف الإسرائيلية، وهو ما طرحه «نتنياهو»، أمس، خلال لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، مطالبا القيادة الروسية  بضرورة تقييد سوريا باتفاقية «فك الاشتباك» الموقعة بين الجانبين عام 1974،  ومغ ضمان  مواصلة التنسيق الأمني بين تل أبيب وموسكو، في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، لأن إسرائيل تخشى من أن يوسع النظام السوري عملياته من أجل استعادة بلدة «القنيطرة» الاستراتيجية في مرتفعات الجولان.

 

 

  • كانت سوريا وإسرائيل، وقعتا  في 31 مايو/أيار 1974، اتفاقية فك الاشتباك بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي آنذاك..ونصت الاتفاقية على التزام البلدين بدقة بوقف إطلاق النار برا وبحرا وجوا والامتناع عن أي أعمال عسكرية والفصل ما بين القوات الإسرائيلية والسورية بعد أن تم تحديد مواقع الطرفين.

 

 

ويرى المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مركبات للمنظومة الجوية التي تسعى إيران إلى إقامتها في سوريا، كانت رسالة واضحة إلى الرئيسين الروسي والأمريكي معا.. وأن ما تريد إسرائيل قوله  ـ بحسب المحلل العسكري ـ هو أنه ليس في نيتها التنازل بأي حال بشأن مسألة الوجود الإيراني في سوريا، وأنه إذا لم تعمل الدول العظمى في هذا الخصوص، فإن إسرائيل ستواصل العمل لوحدها.

 

 

ويشير خبراء عسكريون بريطانيون، إلى أن الوجود العسكري الإيراني في سوريا، أصبح «عقدة» نهاية الأزمة السورية، رغم أن المؤشرات محددة وواضحة من جانب، وتبدو مريحة من جانب آخر لإسرائيل، لأن الإدارة الأمريكية مؤيدة لها ومعادية جدا لإيران، وإدارة بوتين تريد هدوءا في سوريا، وتتوافق مع إزالة العقبات أمام حل الأزمة السورية ووضع نهاية للحرب المتواصلة منذ سبع سنوات، وتبقى إيران احتمال قائم لإثارة الفوضى، أما نظام الرئيس بشار  الأسد، فهو يريد استكمال السيطرة على سوريا والبدء بإعادة الإعمار وآخر شيء يريده هو مواجهة جديدة خاصة مع إسرائيل، التي تطالب بإبعاد إيران وكتائبها المسلحة من كل الأراضي السورية، وخاصة من جنوبها.

 

 

 

  • وبحسب المصادر الروسية، فإن «نتنياهو» اكد للرئيس الروسي مبدأين هما: أولا عدم القبول بوجود القوات الإيرانية والقوات الموالية لها في أي جزء من الأراضي السورية، سواء من مناطق قريبة من الحدود المشتركة أو بعيدة عنها.. والثاني مطالبة سورية وجيشها بالحفاظ على اتفاق فك الاشتباك» لعام 1974.. وإذا كانت موسكو سبق أن طرحت  إبعاد الإيرانيين حتى مسافة 80 كيلومترا عن الحدود (خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل)، لكن إسرائيل ترى أن الإنسحاب إلى 40 كيلومترا أو 80 كيلومترا، لن يغير شيئا، وأنها مهددة جراء الوجود الإيراني في سوريا، ولو بشكل غير مباشر، عن طريق «حزب الله» وقد ازدادت ترسانة صواريخه، بتشجيع وتمويل إيراني، من مئات القذائف الصاروخية في نهاية العملية العسكرية «عناقيد الغضب» في عام 1996 إلى 13 ألفا عشية حرب لبنان الثانية في عام 2006، وإلى أكثر من 100 ألف اليوم، وأن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يشرف على الميلشيات الشيعية متعددة الجنسيات (لبنانية وعراقية وباكستانية وأفغانية) التي تقاتل دعما للنظام السوري.

 

 

وتحدثت وسائل الإعلام الغربية عن اتفاق بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع جمعهما في 16 يوليو/تموز 2017 بالعاصمة الفنلندية على تقديم موسكو المساعدة تجاه ضمان الانسحاب الإيراني الكامل من سوريا، ومن الواضح أن الولايات المتحدة تربط سحب قواتها من الأراضي السوريةن بسحب أي تواجد إيراني في سوريا.. وإذا كان التواجد العسكري الإيراني في سوريا يشكل  ذريعة تتحجج بها إسرائيل لضرب سوريا، فإن أي تدخل إسرائيلي في الحرب السورية من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا.

 

 

  • وتنفي إيران باستمرار أي تواجد عسكري رسمي لها على الأراضي السورية، مؤكدة أنها تنشر مستشارين عسكريين فقط ضمن اتفاقيات مع دمشق.

 

 

ويرى خبراء ومحللون عسكريون في واشنطن، أن هناك توافقا أمريكيا روسيا على عدم التواجد العسكري الإيراني داخل الأراضي السورية، وأن الرئيس السوري بشار الأسد ألمح للرئيس بوتين، أن الأولوية في سوريا لإعادة التعمير بعد نهاية الأزمة، وأن إيران لن تعترض على  سحب المستشارين والخبراء المتواجدين في سوريا، كما أن طهران سوف تساهم في عمليات إعادة الإعمار في بلاده التي تحتاج حاليا لإلتقاط الأنفاس بعد سبع سنوات، مما يعنى أن الرئيس بشار لن يعترض على المطالب الأمريكية ـ الإسرائيلية  بعدم تواجد إيراني عسكري في سوريا، وهو الموقف الذي تتوافق معه روسيا التي لعبت دورا محوريا رئيسا في دعم نظام الأسد، فضلا عن العلاقات التي تربط طهران وموسكو، والتي تساهم أيضا في حل أزمة التواجد العسكري الإيراني في سوريا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]