أزمة العمال المصريين في ليبيا.. القاهرة تتوعد و«الوفاق» ترضخ

مازالت أزمة سوء معاملة العمال المصريين واحتجازهم في مدينة ترهونة من قبل الميليشيات، التي تحارب تحت لواء حكومة الوفاق الليبية، تتصاعد بحدة وسط رفض عربي ودولي لتجاوزات تلك الميليشيات.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو التقط حديثا لاعتقال العشرات من العمال المصريين وإهانتهم في ترهونة، على يد الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق.

وأجبرت الميليشيات العمال على الوقوف تحت أشعة الشمس على قدم واحدة وهم حفاة، مع رفع أيديهم إلى الأعلى وإرغامهم على ترديد شتائم وألفاظ نابية والإشادة بالميليشيات.

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق

في أول تعليق رسمي أممي، طالبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أمس الثلاثاء، حكومة الوفاق بالتحقيق في الادعاءات بشأن احتجاز مجموعة من العمال المصريين وارتكاب تجاوزات بحقهم.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في تغريدة على تويتر، إنها “قلقة بشأن توقيف واحتجاز وإساءة معاملة مواطنين مصريين في مدينة ترهونة”.

ودعت بعثة الأمم المتحدة السلطات إلى “إجراء تحقيق” في هذه الأفعال التي يمكن أن تشكل “انتهاكا لالتزامات ليبيا بالقانون الإنساني الدولي في ما يتعلق بحظر التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة”.

واشنطن ترفض

أدان السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند واقعة سوء المعاملة لمواطنين مصريين في مدينة ترهونة الليبية.

وأكدت السفارة الأمريكية في ليبيا، خلال بيان لها أمس الثلاثاء، أن نورلاند أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد طاهر سيالة لتأكيد صدمته من هول الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، التي ارتُكبت في  ليبيا دون عقاب.

وأعرب نورلاند عن قلقه العميق إزاء المقابر الجماعية، التي تمّ اكتشافها في ترهونة واستخدام الألغام في الأحياء المدنية في جنوب طرابلس، وسوء المعاملة  لمصريين في ترهونة، مؤكدا أنها حوادث تصدم الضمير وتتطلب تحقيقًا فوريًا وشاملاً.

ورحّب نورلاند بتشكيل بعثة دولية لتقصّي الحقائق لتوثيق الانتهاكات في ليبيا وتحديد الجناة، وستساعد مثل هذه المهمّة في ردع المخالفين في المستقبل مع توفير قدر من الإنصاف للضحايا.

الجامعة العربية تدين

أعربت جامعة الدول العربية عن إدانتها لواقعة احتجاز وسوء معاملة مجموعة من المواطنين المصريين في مدينة ترهونة الليبية، وثقها مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورحب بيان الجامعة، بتصريحات وزارة الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، الذي أعلن مساعي حكومته لمعرفة مصير المحتجزين المصريين، وكشف هوية الجناة وضبطهم، مشيرا إلى استعداد الجامعة لتقديم المساعدة إذا تطلب الأمر.

غضب مصري

أثار المقطع المصور غضبا داخل المجتمع المصري، حيث قالت السفيرة المصرية نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن مقطع الفيديو الذي تم تداوله عن تعذيب العمال المصريين في ليبيا أثار الكثير من مشاعر المصريين تجاه العمالة البسيطة في ليبيا.

وأضافت مكرم، خلال تصريحات لها، أن الدولة المصرية لا تصمت إزاء أي اعتداء على المصريين في الخارج وسبق التحرك إزاء أحداث سابقة مست مصريين بالخارج، سواء حادث مقتل مصريين في ليبيا على يد تنظيم داعش في 2015 وأزمة احتجاز الصيادين المصريين في اليمن وإعادة المصريين العالقين في الخارج في أعقاب أزمة فيروس كورونا المستجد.

وتابعت وزيرة الدولة للهجرة بأن إيمانها القوي بالدولة المصرية هو ما دفعها للتصريح بأن ما حدث مؤخرا في ليبيا لن يمر على خير، لافتة إلى أن مصر مشهود لها بحماية المصريين في الخارج.

وفي سياق متصل، قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري النائب علاء عابد، “المصريون في لبيبا خط أحمر، وواضح جدا أن إعلان القاهرة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركة المشير خليفة حفتر، والمستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، له تأثير على الجانب التركي، وكلنا نعرف ما فعله الأتراك في الأرمن من انتهاكات وقتل”.

وتابع رئيس لجنة حقوق الإنسان: “لا بد من موقف قوي ورادع بشأن واقعة تعذيب العمالة المصرية التي خرجت للبحث عن قوتها، أين المجتمع الدولي مما يحدث مع العمالة المصرية؟ وأعلم أن الدولة المصرية لن تسكت، لكن لازم بيان قوي من المجلس للرد على هذه الانتهاكات”.

وعقب رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال  قائلا: “اصبر.. اصبر، كل شيء سيتم.. ولكن بحساب”.

الوفاق ترضخ

ردود أفعال مصر والمجتمع الدولي الغاضبة أجبرت وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا إلى إصدار بيان يوم الأحد 14 يونيو 2020، يؤكد فيه إجراء تحقيق موسع لمعرفة ملابسات الواقعة.

وقال باشاغا، إن وزارته كلفت “جهاز المباحث الجنائية والإدارة العامة للعمليات الأمنية” بالتحري عن هذه الوقائع وجمع المعلومات عنها وفتح محاضر استدلالات بشأنها سواء صحة هذه المعلومات أو كانت مزيفة لأغراض أخرى وتقديم مرتكبيها للعدالة في كل الأحوال.

واستنكرت الوزارة في البيان الواقعة، معتبرة أنها عمل إجرامي مخالف لكل المواثيق والشرائع والقوانين المحلية منها والدولية، مؤكدة على أن مثل هذه الوقائع لن تؤثر العلاقات المتينة بين الشعبين المصري والليبي ولن تلحق الأذى إلا بمن يسعى لتوظيفها لأغراض ومصالح شخصية.

وأهابت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق في ختام البيان بكل من يتعرف على الجناة أو يساعد في عملية ضبطهم أو الوصول إليهم أو معرفة هويتهم بمنح كمكافأة مالية وقدره 20 ألف دينار.

الجيش الليبي يفضح الميليشيات

علق المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري على الواقعة قائلا: إن “الميليشيات قامت باعتقال وتعذيب عمال مصريين في ترهونة، وأن “هذه الانتهاكات لا تمثل الشعب الليبي”.

وطالب المسماري بالتحقيق في ما حصل من جانب الأمم المتحدة، قائلا “هذا الملف يجب أن نسمع عنه شيئا في بعثة الأمم المتحدة، نحن نرحب بالتحقيق في أسرع وقت قبل أن تضيع الأدلة”.

وأكد المسماري، “رصدنا انتهاكات للميليشيات تخالف المواثيق الدولية في ترهونة والأصابعة وعدة مدن ليبية”.

وأضاف “من بين هذه الانتهاكات سرقات بالجملة، سرقة كل ما يمكن أن يحمل من معدات وسيارات وآلات وخيول، إلى جانب حرق الأخضر واليابس”.

وقدم المسماري اعتذاره “للشعب المصري والقيادة المصرية وكل منظمات المجتمع المدني، وذلك بسبب الفيديو الذي انتشر على المواقع الاجتماعية فجر اليوم ويظهر عمالا مصريين أتوا من أجل لقمة عيش لكن وجدوا أنفسهم بين أيدي إرهابيين قاموا بتعذيبهم”.

وأردف قائلا “هؤلاء لا يمثلون الشعب الليبي ولا العرب، بل يمثلون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأن هذا الاخير هو من أدخلهم، وبالتالي فإن أردوغان هو المسؤول المباشر عن هذه الجريمة”.

وتأسف المسماري لما وقع قائلا “نحن نتألم أمام هذه الجرائم، خصوصا حين تطال ضيوفا أتوا من أجل لقمة العيش”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]