أزمة المناخ توجه «ضربة مزدوجة» للشرق الأوسط
بات واضحا أن منطقة الشرق الأوسط «مصنفة على أنها بؤرة ساخنة لتغير المناخ العالمي»، بحسب تعبير الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، أمام المؤتمر الدولي حول تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط، الأسبوع الماضي.. بينما صنفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة ،المنطقة بأنها معرضة للخطر بشكل خاص.
- ويؤكد خبراء، أن أزمة المناخ تهدد بتوجيه «ضربة مزدوجة» لمنطقة الشرق الأوسط من خلال إنضاب دخلها المتأتي من النفط، مع تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة، وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات متطرفة غير مؤاتية للحياة.
المنطقة تواجه «مشكلات رهيبة»
ورغم ما هو متوقع، لم تبذل الكثير من الجهود لمواجهة التحدي في المنطقة التي ابتُليت منذ فترة طويلة بالحروب الأهلية والنزاعات وحركات النزوح واللجوء، حتى في ظل احتمال أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى تسريع هذه الاتجاهات، وفق ما عبر عنه، الأسبوع الماضي، مشاركون في المؤتمر الدولي حول تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وفي تقديره لتأثير تغير المناخ على منطقة الشرق الأوسط، قال جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وأستاذ في جامعة «كولومبيا» بنيويورك: نحن أمام مشكلات رهيبة..أولاً، هذه المنطقة هي مركز الوقود الأحفوري في العالم، لذا فإن الكثير من اقتصاداتها تعتمد على وقود لم يعد مؤاتيا للعصر، وعلينا أن نوقف استخدامه.
- وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس: وثانيا، من الواضح أنها منطقة جافة وتزداد جفافا، مما قد يساهم في انعدام للأمن المائي ونقص في المياه ونزوح سكاني.
فرصة النجاة متاحة من أشعة الشمس
ويرى «ساكس أن المنطقة يجب أن تشهد تحولًا هائلًا، ولكنها منطقة مشحونة سياسياً ومقسّمة، ومنطقة عانت من الكثير من الحروب والنزاعات التي كانت في أكثر الأحيان على صلة بالنفط..ولكن النبأ السار هو أن هناك الكثير من أشعة الشمس لدرجة أن الحل موجود أمامهم. كل ما عليهم هو أن ينظروا إلى السماء. فأشعة الشمس توفر لهم الأساس لاقتصاد جديد نظيف وأخضر.
توقع «موجات الحرارة الشديدة أو الشديدة للغاية»
يقول العلماء، بحسب تقرير وكالة فرانس برس، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني في الأساس من ندرة كبيرة في المياه، تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة يمثل ضعفي المعدل العالمي، إذ تسجل ارتفاعًا بنحو 0,45 درجة مئوية كل عقد، منذ ثمانينيات القرن الماضي.
- وهكذا، تزداد الصحارى اتساعا والعواصف الترابية شدة مع تقلص القمم الثلجية النادرة في المنطقة ببطء، مما يؤثر على أنظمة الأنهار التي تزود الملايين بالمياه.
وإذا استمرت الانبعاثات على وتيرتها الحالية، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار ست درجات مئوية، وأكثر خلال فصل الصيف في «موجات الحرارة الشديدة أو الشديدة للغاية»، كما قال الكيميائي الهولندي، يوس ليليفلد ـ من معهد «ماكس بلانك» للكيمياء في ألمانيا ـ مضيفا: إن لأمر لا يتعلق بالظواهر المتوسطة فحسب، بل بتلك الظواهر المتطرفة. وسيكون الأمر مدمرا للغاية.
فالمنطقة ممزقة بالفعل بسبب المياه العذبة، سواء تلك التي يؤمنها نهر النيل أو أنهار الأردن والفرات ودجلة، والتي حافظت جميعها على الحضارات القديمة ولكنها تواجه ضغوطاً متصاعدة مع التوسع السكاني الكبير.