أزمة تكساس.. بين الألاعيب الانتخابية والمساعي الفيدرالية للحشد العسكري

تتصاعد المخاوف داخل الولايات المتحدة الأميركية، جراء الخلاف الناشب بين الرئيس بايدن والحكومة الفيدرالية من جهة، وولاية تكساس وحاكمها غريج أبوت من ناحية أخرى، بشأن إغلاق حدود الولاية الجنوبية، أمام موجات المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود والدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية.

أصل المشكلة

صدر يوم الإثنين الماضي، قرار من المحكمة العليا، بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، ألغى أمرا قضائيا من محكمة الاستئناف، وسمح لوكلاء حرس الحدود الفيدراليين بإزالة الأسلاك الشائكة التي زرعها مسؤولو تكساس على الحدود تحت إشراف حاكم تكساس.

وعمد أبوت إلى إرسال أفواج كبيرة من المهاجرين الذي عبروا الحدود، إلى ولايات يحكمها الديمقراطيون، لإشراكهم في تحمل قرار إزالة الأسلاك الشائكة.

والخميس الماضي، تعهد حكام جمهوريون من 25 ولاية بتقديم الدعم لأبوت وسلطات تكساس للدفاع عن الولاية بما في ذلك وضع أسلاك شائكة لتأمين الحدود ضد ما وصفه أبوت بأنه «غزو المهاجرين لولايته».

وجاء في بيان مشترك للحكام الجمهوريين: «ندعم حاكم تكساس جزئيًّا وذلك لأن إدارة الرئيس جو بايدن ترفض تطبيق القوانين الموجودة بالفعل، حيث تسمح إدارة بايدن بالإفراج الجماعي عن المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية».

وكتب أبوت: «ستواصل تكساس ممارسة حقها الدستوري في حماية حدودنا الجنوبية والدفاع عنها. في غياب الرئيس بايدن، سنبقى على أهبة الاستعداد للحفاظ على سلامة سكان تكساس والأميركيين».

وطالبت وزارة الأمن القومي الأميركي، ولاية تكساس بمنحها «الوصول الكامل» إلى الحدود بحلول الجمعة الـ26 يناير/ كانون الثاني، وفي المقابل قالت تكساس إن منطقة شيلبي بارك في إيغل باس مفتوحة للجمهور، ولكن جرى منع فرق الجمارك وحماية الحدود الأميركية من الوصول إليها.

صفقة بايدن

بحسب سي إن إن، تدور في أروقة الكونغرس مفاوضات بين النواب من الحزبين، بشأن مشروع قانون، تقترحه إدارة بايدن، وتصفه بأنه «أصعب وأعدل مجموعة من الإصلاحات لتأمين الحدود»، وقال بايدن: «إن ما تم التفاوض عليه سيكون – إذا جرى إقراره قانونًا – أصعب وأعدل مجموعة من الإصلاحات لتأمين الحدود التي لدينا في بلادنا على الإطلاق». «سيمنحني ذلك، كرئيس، سلطة طوارئ جديدة لإغلاق الحدود عندما تصبح مزدحمة. وإذا مُنحت هذه السلطة، فسأستخدمها في اليوم الذي أوقع فيه مشروع القانون ليصبح قانونًا».

وفي المقابل، قال ترمب، الذي يسعى بجد لمنازلة بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة: «نشجع جميع الولايات الراغبة في نشر حراسها في تكساس لمنع دخول المهاجرين غير النظاميين وإعادتهم عبر الحدود»، مشيرًا إلى (غزو) المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة».

ملامح

بموجب الحزمة التي سيجري إصدارها قريبًا، سيتم منح وزارة الأمن الداخلي سلطة طوارئ جديدة لإغلاق الحدود إذا وصل متوسط ​​لقاءات المهاجرين اليومية إلى 4000 على مدى أسبوع واحد. إذا زاد عدد عبور المهاجرين على 5000 شخص في المتوسط ​​يوميًّا خلال أسبوع معين، فسوف يتعين على وزارة الأمن الداخلي إغلاق الحدود أمام المهاجرين الذين يعبرون بنحو غير قانوني ولا يدخلون عند نقاط الدخول. وسيُسمح لبعض المهاجرين بالبقاء إذا ثبت أنهم يفرون من التعذيب أو الاضطهاد في بلدانهم.
أما إذا تجاوز عدد المهاجرين 8500 شخص في يوم واحد، فسوف يتعين على وزارة الأمن الداخلي إغلاق الحدود أمام المهاجرين الذين يعبرون الحدود بنحو غير قانوني. وبموجب الاقتراح، سيتم منع أي مهاجر يحاول عبور الحدود مرتين في أثناء إغلاقها من دخول الولايات المتحدة لمدة عام واحد.

معركة الحزبين

أدى هذا الوضع الملتهب، إلى تحويل هذا السجال إلى نوع من المناوشات بين الحزبين، وهو الأمر الذي ينذر بخطر كبير، خصوصًا أن انتخابات رئاسية ستعقد في نوفمبر 2024، ويبدو أن طرفي الصراع سيكونان الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، أمام الرئيس الجمهوري الأسبق دونالد ترمب.

وبدأ حكام جمهوريون، منذ شهور، إرسال أفراد من الحرس الوطني لمكافحة تزايد موجات المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

ويبدو أن ذلك يتناقض بشكل واضح مع قرار المحكمة العليا بإزالة الأسلاك الشائكة.

وأمام محاولة بايدن لتمرير تعديلات بشأن قانون دخول المهاجرين، حشد ترمب النواب الجمهوريين لإجهاض القانون ورفض أي تسوية تتعلق بالهجرة، في إطار حملته ضد تعامل بايدن مع الحدود. ولكن عددًا من كبار الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بمن فيهم ميتش ماكونيل، يقولون إنه يجب التعامل مع هذه القضية الآن، لأن الديمقراطيين على استعداد للموافقة على قيود أكثر صرامة.

استخدام القوة.. مخاوف من الحرب الأهلية

نشرت وكالة شينخوا الصينية، مقطع فيديو، يظهر أرتالًا تابعة للجيش الأميركي تحمل مدرعات متجهة إلى تكساس لفرض قرارات المحكمة بإزالة الأسواتر الشائكة.

وفي المقابل يصر غريغ أبوت على الإبقاء على الأسلاك الشائكة.

وستشهد الساعات المقبلة المزيد من التصاعد في هذا الملف الأميركي الشائك، الذي تحول، على الرغم من خطورته، إلى ورقة انتخابية يلوح بها ترمب، ويحاول بايدن أن يجعلها لصالحه.

لماذا تلوّح تكساس بالانفصال من حين إلى آخر؟

كانت تكساس تابعة للمكسيك حتى عام 1836، ثم استقلت كجمهورية مستقلة حتى 1844، حتى انضمت إلى الولايات المتحدة الأميركية في 1945.

علم جمهورية تكساس

وتعد ولاية تكساس، الثانية بين الولايات الأميركية، من حيث الناتج المحلي، إذ يبلغ نحو 24 مليون دولار، لتحل ثانية بعد كاليفورنيا.

وإذا قورن هذا الناتج المحلي بالناتج المحلي لبعض الدول المتقدمة، فسنجد أن تكساس بوسعها أن تكون الثامنة على المستوى العالمي، وتسبق دول مثل كندا، أستراليا، كوريا الجنوبية، وغيرها.

وعزز التاريخ السياسي للولاية، وتنقلها للخضوع بين سلطة المكسيك، وأميركا، ثم إنشاء جمهورية تكساس قبل الالتحاق بالفيدرالية الأميركية، نوعا من النزعة الانفصالية. وجاءت الأزمة الحدودية والخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين لتعيد الأوضاع الملتهبة إلى الولاية الحدودية.

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]