أزمة جديدة تضرب «الوفد» أعرق الأحزاب الليبرالية في مصر
أزمة جديدة ضربت حزب الوفد المصري، أحد أعرق الأحزاب الليبرالية، بعد اعتصام دخل فيه أمس، الخميس، العشرات من أعضاء الحزب من «تيار إصلاح الوفد» لإجبار رئيس الحزب الحالي، الدكتور سيد البدوي، على الاستقالة.
الاعتصام يقوده فؤاد بدراوي، السكرتير العام السابق للحزب، المفصول منه منذ شهور، الذي كان ينافس البدوي على مقعد رئاسة الحزب، وخسر أمامه في انتخابات عليها شبهات تزوير، ومنذ أجريت الانتخابات قبل عامين والصراع دائم بين بدوي وبدراوي.
هذه المرة اشتعلت الأزمة حين قام العشرات من أنصار بدراوي بالاعتصام داخل مقر الحزب أمس، الخميس، للمطالبة باستقالة البدوي، وتولية منصب رئيس الحزب للمستشار بهاء أبو شقة، فهو أكبر أعضاء الحزب سنا، وبحسب اللائحة الداخلية يتولى أكبر الأعضاء سنا رئاسة الحزب في حال استقال الرئيس المنتخب.
من جانبه، دعا الدكتور سيد البدوي، الرئيس الحالي للحزب، إلى اجتماع طارئ اليوم، الجمعة، لمحاولة الوصول إلى حل للأزمة، ومناقشتها مع أعضاء الوفد، في حين أعلن بدراوي أن اعتصامه داخل الحزب سيظل مستمرا إلى حين رحيل البدوي عن رئاسته.
أسباب الخلاف
الأزمة بين بداروي والبدوي تعود إلى عامين مضيا، حيث بدأت مع توجيه رئيس اللجنة المحايدة للإشراف على انتخابات رئاسة حزب الوفد، والتي أجريت في إبريل/ نيسان لعام 2014، رسالة إلى كل من الدكتور السيد البدوي شحاتة، وفؤاد بدراوي، المتنافسين في انتخابات رئاسة الحزب، تفيد ببطلان عملية التصويت نتيجة زيادة عدد من أدلوا بأصواتهم في الانتخابات عن عدد الذين وقعوا في كشوف حضور الجمعية العمومية «الهيئة الوفدية»، حيث بلغ عدد الموقعين 2204، فيما كان عدد من أدلوا بأصواتهم 2308 ما يقضي ببطلان عملية الانتخابات، التي كانت قد انتهت بفوز الدكتور السيد البدوي شحاتة برئاسة الحزب لفترة ثانية.
قبل الدكتور فؤاد بدراوي توصية اللجنة المشرفة على الانتخابات، فيما شكك الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، في تقرير اللجنة، وقال إنه لم يتسلمه.
الخلاف الثاني، الذي أشاد من حدة الصراع بين الرجلين، هو القرار الذى اتخذته الهيئة العليا برئاسة البدوى بفصل الأعضاء الـ7 نهاية مايو الماضي، بعد رفضهم قرار تعيينهم الذي تم الاتفاق عليه خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، متمسكين بتنفيذ التعيين إلى جانب 4 بنود أخرى، هي تنقية الجمعية العمومية للحزب، وتعديل اللائحة الداخلية، وإجراء انتخابات هيئة عليا جديدة بعد عام، وعودة جميع المفصولين، كما أعلنوا مرارا، خلال لقاء رئيس الجمهورية، كبداية للمصالحة، رافضين الجلوس في أي مفاوضات، أو الاستجابة لأي وساطة تقودها القيادات الوفدية، دون إعلان البدوي الموافقة على تنفيذ هذه البنود، كخطوة أولية للم الشمل وتوحيد صف الوفديين، وهو ما لم يلق قبولا من رئيس الحزب، ما دفعه لاتخاذ قرار بفضل 7 أعضاء من الحزب، شكلوا بعد ذلك النواة الرئيسية لـ«تيار إصلاح الوفد» الذي يقوده بدراوي حاليا.
الأعضاء السبعة المفوصولين هم ياسين تاج الدين، ومحمود على، وعبدالعزيز النحاس، وشريف طاهر، ومصطفى رسلان، وعصام شيحة.
وتجلي هذا الصراع عندما افتتح تيار إصلاح الوفد فى 14 أغسطس/آب الماضي مقرا له في حي الدقي، حيث المقر التاريخي القديم لحزب الوفد، وكان هدف المقر هو احتضان اجتماعات ومؤتمرات التيار في مواجهة البدوي، والتحرك لإصلاح الوفد وإعادته للوفديين حسب المعلن، الأمر الذي أثار استياء رئيس حزب الوفد، ووصف الأمر بأنه محاولة للإساءة للحزب وإضعافه في توقيت استعداده للانتخابات، وقال حينها إن هناك من يقف خلف هذه المجموعة من رجال أعمال راغبين فى الصعود على جثة الوفد.
