أزمة داخلية «مكتومة» في أنقرة.. اختبار إدلب يحدد مصير «أردوغان»

ترصد الدوائر السياسية في أنقرة، ما وصفته بمؤشرات «توتر داخلي مكتوم»، على خلفية التصعيد في إدلب، وحشر القوات التركية في بؤر قتالية غير آمنة، فضلا عن التوتر مع موسكو.. ومما فرض تساؤلا أكثر تعقيدا أمام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: ماذا بعد البقاء في إدلب السورية؟! وبينما فشلت أنقرة في مسعى تحويل شمال سوريا إلى «منطقة عازلة»، وتواصل بعناد إقناع العالم كله بأن جزءا على الأقل من محافظة إدلب يعد منطقة لـ «مصالحها الحيوية»، وأن سيطرتها على هذه المنطقة ضرورية للأمن داخل تركيا ومن أجل منع تدفق مزيد من المهاجرين إلى أوروبا.

 

  • وكان رئيس وزراء تركيا الأسبق، رئيس حزب المستقبل المعارض، «أحمد داوود أوغلو»، شن هجوما حادا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب خسائره المتعددة في إدلب..كما تداولت منصات تركية أخرى فيديو يظهر لقطات الآثار المدمرة على الجيش التركي في منطقة جبل الزاوية السورية،وانسحاب الجيش التركي من المنطقة عقب القصف.

فشل سياسة الدولة في الاتجاه السوري

ويؤكد خبير المجلس الروسي للشئون الدولية، المقيم في أنقرة، تيمور أحمدوف، أنه قد تشكّل إجماع في تركيا على فشل سياسة الدولة في الاتجاه السوري، والشيء الوحيد المتبقي هو الحيلولة دون احتدام الوضع، وكل يفهم على طريقته ما ينبغي القيام به، لكن في الوقت نفسه، فإن الناس الذين خاب أملهم في أردوغان وجدوا أنفسهم في منطقة رمادية، في فئة «الذين لم يقرروا بعد»، وسيشكل ذلك تحديا جديا إذا ثبتت التوقعات بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

 

أردوغان يواجه اختبارا صعبا في إدلب

ويرى المراقبون في أنقرة، أن الرئيس أردوغان يواجه اختبارا صعبا في إدلب، سوف يحدد مصيره السياسي، بعد تراجع شعبية حزب أردوغان «العدالة والتنمية»،على خلفية التصعيد في إدلب، وأن تصعيد الوضع في سوريا وتفاقم العلاقات مع موسكو على هذه الخلفية باتا عاملين مؤثرين بشكل ملحوظ في السياسة الداخلية، بالنسبة لأنقرة، فوفقا لمسح أجراه مركز أبحاث ADA التركي، إذا ما أجريت الانتخابات البرلمانية اليوم ، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيحصل على 38% بدلاً من 43% السابقة، أما الفارق، فسوف تتقاسمه قوتان سياسيتان جديدتان أنشأها شركاء سابقون للرئيس أردوغان، حزب الديمقراطية والتقدم (الاختصار التركي DEVA ، يعني «الدواء»)، بقيادة نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، وحزب الاستقلال بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو.

 

غضب الرأي العام التركي

ويؤكد  محللون وخبراء روس، أن الرئيس التركي سيجد  نفسه مرة جديدة أمام خيار شد الوثاق مع روسيا والبحث عن تفاهم جديد قد يلبي بعضاً من «طموحاته» والتي باتت مكشوفة لدى الغرب الأوروبي، الذي يحاول أردوغان استفزازه بورقة اللاجئين، مجدِّداً، ويلوح  بتكرار أزمة الهجرة الخطيرة التي مرّت به  أوروبا عام 2015، لكونه يعلم مسبقاً أنه أمام خسارة كبرى إذا دخل في مواجهة طويلة الأمد مع الجيش السوري وحليفه الروسي، لعدم إمكانية الاعتماد على دعم غربي حاسم، من جهة، وعدم امتلاكه الوسائل العسكرية ولا الموارد البشرية الكافية لمواصلة التصعيد الجاري في إدلب، من جهة أخرى، آخذاً بعين الاعتبار الرأي العام التركي الذي قد ينقلب ضدّه إذا ارتفع عدد قتلى العسكريين الأتراك في سورية.

 

  • وبات واضحا أن غضب الرأي العام التركي أصبح  يثير مخاوف حزب الحرية والعدالة، مع شعور الرأي العام بالإهانة التي تلقاها رئيسه أثناء استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتيبن له وتركه ينتظر في قاعة الاستقبال،  وهي إهانة ، بحسب المحلل السياسي التركي، صلاح ميرزى،  تضاف إلى ما يراه  قطاع كبير في الشارع التركي، من  إهانة القوات التركية بفعل المواجهات العسكرية في إدلب السورية لصالح قوات الجيش السوري.

 

ويؤكد خبراء عسكريين في روسيا، أن الجيش السوري، بعد تعافيه من المعارك الأخيرة، سيواصل الهجوم بكل تأكيد بهدف تطهير أراضيه من الجماعات الإرهابية بمختلف أشكالها، وجعل الظروف غير مريحة لبقاء جميع أولئك الذين يدعمون هذه العصابات ويوجهونها. فلا طريق آخر ببساطة.

 

  • هذه الحقائق تضع أردوغان  أمام خيار القبول بترتيبات جديدة تفرضها روسيا، التي استطاعت حتى اليوم إدارة الأزمة السورية، معتمدة على تفعيل القانون الدولي من جهة، وإدارة الأطراف بحنكة من جهة أخرى.

 

أردوغان عرض على ” بوتين” تقاسم النفط السوري

وأمام تلك المآزق، لجأ  أردوغان إلى لعبة وصفت في موسكو بأنها «مفضوحة» بخصوص النفط السوري، حيث دعا  نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى دعم تطوير حقول النفط في سوريا لاستعادة اقتصاد هذا البلد!! ووفقا لأردوغان، يمكنه تقديم هذا الاقتراح للزعيم الأمريكي دونالد ترامب أيضا.. وقال الخبير الروسي في مشاكل الشرق الأوسط، ميخائيل بالبوس: إن الحقول الكبيرة في شرق سوريا، تحت سيطرة الولايات المتحدة بالكامل. من ناحية أخرى، تريد تركيا المشاركة في بنية ما بعد الحرب في سوريا، بما في ذلك التأثير في اقتصادها، والمشكلة الرئيسية، ليست في الولايات المتحدة، فهي، عاجلا أم آجلا، سوف تغادر، المشكلة الرئيسية، في عدم رغبة الحكومة السورية في السماح لتركيا بالمشاركة.

 

محاولات أردوغان تمنى بالفشل

بينما يرى الأستاذ المساعد في الجامعة المالية،غيفورغ ميرزايان،  أنه بعد فشل الرئيس التركي اردوغان  في إقناع فلاديمير بوتين بتركه «وجهاً لوجه مع الأسد»، يحاول أردوغان ـ مدركاً أن روسيا وإيران وسوريا ستخرجه، عاجلاً أم آجلاً، من الأراضي السورية ـ  إحداث انقسام بين الحلفاء. إنه يحاول التظاهر بأن بوتين يتفق مع تركيا على سرقة النفط السوري، إلا أن  محاولات الرئيس التركي  ستمنى بالفشل.. وقال «ميرزايان»:  نعم، هناك خلافات بين الحلفاء، لكن حتى الآن توحدهم الرغبة في إخراج تركيا من سوريا، فتركيا، كما أظهرت أحداث الأشهر الأخيرة، استنفدت قدراتها على أن تكون بنّاءة، وباتت الآن عقبة أمام التسوية السياسية في سوريا وإنهاء الحرب الأهلية هناك.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]