«أحلام» رسمها الرئيس الجديد للبرازيل ميشال تامر، الذي أدى اليمين الدستورية في أعقاب إقالة مجلس الشيوخ لأول رئيسة للبرازيل ديلما روسيف، بعد أشهر من محاكمتها وتوليه سؤون البلاد بالإنابة، ليصبح أول رئيس للبرازيل من أصول عربية لبنانية.
تلك الأحلام التي اصطدمت على الفور بالواقع، ليجد حلفاء البرازيل أول المعارضين له، ففور إعلان مجلس الشيوخ قراره بإقالة روسيف، توالت ردود فعل دول أمريكا اللاتينية، فكما أحدثت الإقالة انقسامات داخلية، فهي أيضا أدت إلى انقسامات في محيطها وبين جيرانها وحلفائها.
انقسامات داخلية
فعلى المستوى الداخلي، توجه عدد من الأعضاء الرئيسيين في حزب الحركة الديمقراطية البرازيلي، الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي، إلى الانضمام لفريق حزب العمال «حزب روسيف»، رفضا للقرار الذي يحرمها من تولي أي منصب حكومي خلال 8 سنوات قادمة، فيما انتقد أبرز داعمين تامر، رونالدو كيادو، من الديمقراطيين المحافظين، ما سماه بـ«اتفاقات الغرف المغلقة والسلبية»، في إشارة إلى الاتفاقات التي دفعت للإطاحة بالرئيسة البرازيلية السابقة و13 عاما من حكم اليسار بالبرازيل.
ولفتت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى شواهد أخرى على بيئة سياسية «هشة» في البرازيل، حيث أعربت أحزاب برازيلية، على رأسها حزب التضامن، عن أنها ستواجه قرارات الإقالة في المحكمة العليا، فيما ندد أعضاء برلمانيون آخرون بانهيار النظام الاجتماعي، الذي كانت روسيف قد وضعته للقضاء على أزمة الفقر، ومتوعدين باستمرار مطالبتهم بالعدول عن قرار مجلس الشيوخ.
فنزويلا.. ومخاوف من مصير مماثل
فور الإعلان عن إقالة روسيف، بادرت الجارة فنزويلا إلى الإعلان عن إدانتها لقرار مجلس الشيوخ، وسحبها سفراءها من البرازيل، احتجاجا على قرار الإقالة، مؤكدة أيضا تجميد العلاقات بين البلدين.
ووصف وزير الخارجية الفنزويلي، القرار بأنه «انقلاب برلماني على الحكومة».
يأتي ذلك في الوقت الذي انعكست فيه الأزمة في البرازيل على الأوضاع في فنزويلا، مثيرة لمخاوف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تشهد بلاده أوضاعا أكثر حدة من الأوضاع في البرازيل.
وتشهد فنزويلا حالة اقتصادية متدهورة، يرافقها هبوط أسعار النفط، ما ينذر بردة فعل شعبية تهدد المقعد الرئاسي لمادورو، ويجعل مصيره لا يختلف عن مصير زميلته الاشتراكية ونظيرته السابقة في البرازيل ديلما روسيف.
وتسير المعارضة في فنزويلا على خطى البرازيل، حيث بدأ تحالف المعارضة الفنزويلية في أبريل الماضي في جمع توقيعات لتنظيم استفتاء عام حول إقالة مادورو.
بوليفيا والإكوادور وكوبا
سارت كل من بوليفيا والإكوادور على خطى فنزويلا فأعلنتا سحب سفرائهما من البرازيل، مع تجميع علاقاتهما، فعلى الرغم من أنهما ليسا عضوين في السوق المشتركة الجنوبية، إلا أن قطع العلاقات مع البرازيل التي تعاني اقتصادا متهالكا بالفعل، سيؤدي إلى المزيد من التراجع، وفق ما وصفته الصحف.
وأعلن الرئيس البوليفي تضامنه مع روسيف في هذه «الأوقات العصيبة»، معتبرا القرار «انقلابا برلمانيا على الديمقراطية البرازيلية»، فيما دعا وزير خارجيته كافة الدول المجاورة إلى اتخاذ قرارات اعتراضية إلى جانب الرئيسة البرازيلية المقالة.
وفي الأكوادور، ندد وزير الخارجية بما سماه «سوء المعاملة والخيانة»، مؤكدا أن بلاده لن تتجاوز تلك الأزمة التي «تذكر بالأوقات المظلمة في أمريكا اللاتينية».
وفي نفس السياق، أعربت كوبا عن تضامنها مع الرئيسة المقالة.
