أزمة مصرفية وإضراب عام.. لبنان يواجه «أسبوع الغضب»

بدأت اتحادات ونقابات قطاع النقل البريّ في لبنان، الأربعاء، إضرابا عاما.

وتطالب اتحادات النقل بمعالجة موضوع المخالفات في النقل البري، ومعالجة ملف الشاحنات المبردة المخصصة للنقل الخارجي، وإعفاء السائقين العموميين من رسوم إصلاح السيارات.

ووصفت مراسلة الغد من بيروت، الأربعاء، الإضراب العام الذي أعلنت عنه اتحادات ونقابات قطاع النقل البرى فى لبنان بأنه تحرك شبه أسبوعي، لافتة إلى أنه من المقرر أن يستمر لثلاثة أيام من الخامسة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا.

وأضافت مراسلتنا، أن الهدف من هذا الإضراب هو المطالبة بتنفيذ بنود الاتفاق، الذي تم بين الاتحادات والحكومة، والذي يضمن زيادة قيمة تعريفة النقل ودعم السائقين في ظل تدني الظروف المعيشية وتحرير أسعار الوقود، وإعفائهم من المعاينات الميكانيكية، وإعطاء كل سائق عمومي صفيحة من البنزين يوميا.

وفي هذا السياق، أشارت مراسلتنا إلى أن عددا من السائقين اللبنانيين تجمعوا في عدة نقاط للتجمع وقاموا بإغلاق جميع الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى طرقات أخرى من بينها، أوتوستراد البالما-طرابلس بالاتجاهين، تقاطع بشارة الخوري، أوتوستراد الناعمة باتجاه بيروت، مستديرة عاليه، وذلك تلبية لاعتصام اتحاد نقابات النقل البري، واحتجاجا على عدم تجاوب الحكومة مع مطالب اتحاد نقابات النقل في لبنان.

من ناحية أخرى، قالت مراسلة الغد، إن وزارة التربية والتعليم العالي بلبنان أعلنت غلق المدارس والجامعات الرسمية والخاصة غدا بجميع أنحاء البلاد، تحسبا لأي تطورات وحفاظا على سلامة الطلاب.

وأوضحت مراسلتنا، أن تجمع الشركات المستوردة للمحروقات أعلن توقف الشركات المستوردة للنفط عن تسليم المحروقات في مستودعاتها غدا تضامنا مع تحرك اتحادات ونقابات قطاع النقل البري.

وأكدت مراسلتنا، أن مجلس الوزراء اللبناني يعطي الأولوية اليوم لدراسة الموازنة العامة، ومن ضمن ما تضمنته خلال دراستها في الأيام السابقة إقرار لمنح ومساعدات للقطاع العام ورفع بدل النقل للقطاع العام والخاص.

ويطالب العاملين في اتحادات ونقابات قطاع النقل البرى بإقرار مطالبهم، أسوة بغيرهم من القطاع العام والخاص.

وكان رئيس اتحادات عمال النقل البرى، بسام طليس، قد أعلن الدعوة للإضراب، مؤكدا استثناء الحالات الإنسانية والمرضية والقمح والطحين للأفران والمواد الطبية.

ودعا جميع النقابيين على جميع الأراضي اللبنانية إلى أعلى درجات التعاون مع القوى الأمنية والعسكرية لتنظيم هذا التحرك وحسن التعامل مع المواطنين.

أفادت مراسلتنا من بيروت بأن الإضراب العام الذي تشهده البلاد، اليوم الخميس، ودعا إليه الاتحاد العمالي العام احتجاجا على تفاقم الأزمة السياسية والمعيشية والاقتصادية، قد انتهى فعليا وبشكل رسمي، بعد فتح الطرق التي تم قطعها داخل العاصمة وخارجها.

وأشارت مراسلتنا من أمام إحدى الطرق التي تم قطعها، إلى انصراف المتظاهرين، بينما يبدأ عمال النظافة بإعادة تنظيف الشوارع وإعادة حركة السير إلى طبيعتها، لافتة إلى أن هناك عدة نقاط في المدن اللبنانية شهدت تجمعات.

وتابعت أن رئيس الاتحاد العمالي العام ألقى كلمة اليوم نفى خلالها الاتهامات بأن هذا الإضراب مسُيّس، مؤكداً أن الاتحاد العمالي يجمع كل الأطياف دون تحيز ودعا الطبقة السياسية والأحزاب إلى التنازل والذهاب نحو تشكيل حكومة لأن الوضع لم يعد في قدرة أي مواطن تحمله.

وأوضحت مراسلتنا أن هناك قطاعات تشارك لأول مرة في إضراب، كالهيئات الاقتصادية وجمعية المصارف ومحطات الوقود والمستوردين والعديد من القطاعات التي دعمت الاتحاد العمالي، متابعة أن المشكلة تكمن عند الأحزاب السياسية المعنية بعملية تشكيل الحكومة وهل ستتنازل ويكون هناك تسوية.

ولفتت إلى أن المراقبين يتوقعون أن تشتد الأزمة خلال الأيام المقبلة، دون أي بوادر لتشكيل الحكومة.

يشهد لبنان إضرابا عاما دعا إليه الاتحاد العمالي العام احتجاجا على تفاقم الأزمة السياسية والمعيشية والاقتصادية في البلاد.

ويهدف الإضراب إلى المطالبة بتأليف حكومة اختصاصيين للبدء في انتشال البلاد من الأزمة التي تعانيها.

وتضامنت أحزاب ونقابات مع هذا الإضراب، ومعهم تيار المستقبل وموظفي المصارف، وهو الإضراب الأوسع الذي يشهده لبنان، إذ يندد المشاركون بالانهيار العام على كافة الأصعدة.

وأفادت مراسلتنا من أمام مقر الاتحاد العمالي ببيروت بأن الإضراب بلغ ذروته، حيث تم قطع العديد من شوارع العاصمة وخارجها، لافتة إلى أن رئيس الاتحاد ألقى كلمة أوضح خلالها أن “هذا الإضراب هو صرخة بوجه كل  ما يجري، وأن البطء في تشكيل الحكومة يغتال كل مواطن لبناني”.

وتابعت أن عددا من العمالة المؤقتة في شركة الكهرباء قاموا بقطع طرقات، ومن بينهم عامل يدعى بلال، والذي أكد لمراسلتنا أن معاشهم الشهري لم يعد يصل إلى 50 دولار، وبات هدفهم توفير القوت اليومي لأسرهم، قائلا: “لبنان ذاهب إلى مجزرة جماعية معيشية، فإذا لم يمت الشعب من الكورونا فسيموت جوعاً”.

واستطرد “لا نعرف ماذا نفعل مع مسؤولين نهبوا البلاد وأفشوا الفساد فيه”.

وأشارت مراسلتنا إلى أن المواطنين يصرخون قائلين “دعونا نعيش.. شكلوا الحكومة”، وهو مطلب الاتحاد العمالي الذي نادى به اليوم، لافتة إلى أنه من المفترض أن تنتهي الوقفة المركزية أمام الاتحاد.

وتابعت أن العديد من الأحزاب أعلنت منذ أمس تأييدها للإضراب ودعت الجماهير للمشاركة به، كون الجميع اليوم متضرر، إلا أن هناك انتقادات من جانب “المعارضة” أو “حراك 17 أكتوبر” ترى أن السلطة تنتفض في وجه نفسها، معتبرين أن مشاركتهم في الإضراب مجرد “مسرحية”.