أزمة «مواصفات الرئيس».. لعبة التجاذبات حول رأس الدولة في لبنان
تخيم التجاذبات حول رأس الدولة، على المشهد العام في لبنان، بينما تجري مزايدات أخرى على «مواصفات الرئيس» الجديد.. وفي هذه الأجواء التي تبدو «ملتبسة» سياسيا وطائفيا، جدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مطالبته بإجراء الانتخابات الرئاسيّة في موعدها، معتبرًا أنّ «رئاسة الجمهورية هي أساس وجود كيان لبنان».
- وأكد الراعي، في عظة اليوم الأحد، أنّ لبنان بحاجة إلى «رئيس قوي» يرسم حدود الدولة ليس مع الخارج فقط، إنّما في الداخل أيضًا..موضحا أن قدرة الرئيس على مواجهة التحديات تنبع من أخلاقه ومناعته أمام الإغراءات، وقدرة الرئيس هي خبرته في الشأن العام فلا يأتي على أساس دفتر شروط من هنا وهناك.
استفحال الأزمات
وبات واضحا، أن الاستحقاق الرئاسي، طغى على أزمة تشكيل الحكومة الجديدة..ومما يزيد الطين بلّة، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني رئيس تحرير صحيفة اللواء، صلاح سلام، أن ذهنية الفشل والعجز مستمرة في الهيمنة على عقول أهل الحكم، وكل المنظومة السياسية، عشية الاستحقاق الرئاسي، وإستفحال أزمات الكهرباء والمياه والرغيف والمحروقات، دون العمل على تجنُّب الفراغ في الرئاسة الأولى (رئيس الجمهورية)، والتباطؤ في تشكيل حكومة فاعلة وقادرة على التعامل مع التحديات المتفاقمة.
لا أحد يكترث للرياح التي تسبق العاصفة
ويرى صلاح سلام، أنه رغم مضي ثلاثة أشهر على انتهاء الانتخابات واستقالة الحكومة الحالية، لتصبح حكومة تصريف الأعمال، فإنها باتت محصورة في أضيق صلاحيات دستورية، وفشلت في إنجاز أبسط الخطوات الإصلاحية، ولم تتمكن من التوصل إلى الاتفاق الموعود مع صندوق النقد الدولي.. ولا أحد يكترث للرياح التي تسبق العاصفة، ولا رؤية في تطويق الأزمات قبل استفحالها، ولا برنامج لإخراج البلاد والعباد من المحن والكوارث التي يتسبب بها سوء الإدارة السياسية، وسرطان الفساد المستشري في عقول المنظومة السياسية.
الاجواء المسمومة سيدة المتابعة
أمَّا في الشأن الداخلي، وفي ظل غياب اي جهد داخلي، لاعادة وصل ما انقطع بين الرئاستين الأولى والثالثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة) ، وإصلاح ذات البين بين الرئاسة الثانية (رئاسة الحكومة) والنائب جبران باسيل، زعيم التيار الوطني الحر وصهر الرئيس عون، بقيت الاجواء المسمومة سيدة المتابعة، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، من حيث «التشويش» او التحريض، والانصراف الى «التنظير» حول الرئاسة والمصير، و«الخطر الكبير بعد نهاية ولاية الرئيس الحالي ميشال عون»، وفقا لترويجات التيار الوطني الحر.
مطلوب من المرشح للرئاسة
ومن زاوية، أنه من الطبيعي ان يطّلع الشعب اللبناني على رؤية كل مرشح جديد لرئاسة الجمهورية، طالب البطريرك الراعي «المرشح لهذا المنصب من ابداء تصوره للمشاكل والحلول، واعلان مواقفه الواضحة من القضايا المصيرية، مثل: السبيل الذي يسلكه لإجراء مصالحة وطنية على أسس وطنية..وأولوياته الوطنية والإصلاحية للنهوض الاقتصادي والمالي.. والمسار الذي يتبعه لضمان الكيان اللبناني ومنع بعثرته.. وكيفية العمل لتطبيق اللامركزية الموسعة.. وموقفه من عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان وتحديد نقاطه، ومن بينها القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان.. كيفية إعادة دور لبنان في محيطه العربي والإقليمي والعالم.. وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.. واقتراحه لتنظيم عودة اللبنانيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى إسرائيل سنة 2000.
- ويقول الراعي «وفي ضوء كل ذلك نقول: لا يجوز في هذه المرحلة المصيرية، أن نسمع بأسماء مرشحين من هنا وهناك ولا نرى أي تصور لأي مرشح. كفانا مفاجآت»ز
وفي نفس السياق، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء،أن ملف الإنتخابات الرئاسية الذي دخل في مراحله الأولى من خلال التركيز على مسألة المواصفات قد يشهد تزخيما أو تراجعا بناء على الحركة السياسية التي يقوم بها الفرقاء المعنيون.
ولفتت المصادر إلى أنه حتى الآن لم تتبلور أي مبادرة يقودها البطريرك الماروني بشأن الإستحقاق، سواء من ناحية ترتيب الأسماء المرشحة والتي حدد مواصفاتها البطريرك الراعي أو برامج العمل وتحضير اجتماعات برعاية بكركي.
