رصد الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار حتيتة، أسباب إعلان رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، عزمه تسليم مهامه للسلطة التنفيذية في ليبيا نهاية أكتوبر المقبل.
وقال “حتيتة”، في تصريحات لـ”الغد”، إن الأمر ليس بإرادة “السراج” ولكن على ما يبدو، تم ممارسة ضغوط كبيرة للغاية من جانب دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ، في محاولة إعادة الأمور إلى نصابها في ليبيا بعد أن تفاقمت الأزمة إلى حد خطير، وأصبح تأثيرها السلبي على دول الجوار وحوض البحر المتوسط وأوروبا مقلقا، لهذا كانت هناك ضغوط كبيرة وضعت على الحلف التركي القطري الإخواني، لكي يتم الابتعاد قليلا عن الملف الليبي، و”السراج” هو الشخصية التي قدمت من جانب هذا الحلف كـ”كبش فداء”.
وأوضح “حتيتة”، أن مصر ودول عربية وأوروبية والتي كانت تشعر بقلق عميق من تصرفات تركيا بالشأن الليبي، حققت انتصارا دبلومسيا كبيرا، بإجبار “السراج” بطريقة غير مباشرة لتقديم استقالته، وهذا يتعلق بالورقة المصرية التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 6 يونيو الماضي بحضور رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وأشار “حتيتة” إلى أن الورقة المصرية تتضمنت معظم البنود التي يتم التوافق عليها حاليا، وما يجرى الآن عمليات ترتيب لظهور بنود الورقة المصرية على أرض الواقع، ومنها إنشاء مجلس رئاسي من 3 شخصيات، رئيس ونائبين يمثلون الأقاليم الثلاثة، ومجلس وزراء منفصل، يمثل رئيسه ونوابه الأقاليم الثلاثة، فضلا عن بنود أخرى ، طرحت بالتزامن في الرباط وجنيف والقاهرة، وهذه الجلسات كان بها شخصيات محسوبة على “السراج”.
وكان قد أعلن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، عزمه تسليم مهامه إلى السلطة التنفيذية التي ستنبثق عن لجنة الحوار في موعد أقصاه نهاية أكتوبر المقبل.
وفي كلمة مسجلة للشعب الليبي أكد السراج أن المناخ السياسي في ليبيا لا يزال يعيش حالة استقطاب جعل كل المباحثات الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية شاقة وصعبة.
