عبرت الفصائل الفلسطينية عن رفضها لتصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، بشأن إنشاء “حكومة فيدرالية” تضم الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان أبو مرزوق قال في لقاء مع قناة «الغد» يوم الجمعة الماضي، إنه في حال تعذر إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي يمكن إنشاء “حكومة فيدرالية” بين الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي أثار غضب قطاعات عديدة من الشعب الفلسطيني.
وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، على عدم السماح بتجزئة دولة فلسطين، والرفض التام والقاطع لتصريحات أبو مرزوق بشأن الفيدرالية بين الضفة وغزة، واعتبرها خروجا على المصلحة الوطنية العليا.
وقال محيسن، في تصريح صحفي، “إن الشعب الفلسطيني موحد، ولا نسمح بتجزئة دولة فلسطين”، واعتبر التصريحات منافية ومخالفة للمصلحة الوطنية العليا. وأشار إلى استياء ورفض الفصائل الفلسطينية لهذا المقترح، مطالبا حماس بموقف واضح من تصريحات أبو مرزوق بشأن الفدرالية.
من جانبه، اعتبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، أحمد مجدلاني، تصريحات أبو مرزوق تكريسا لمشروع حركة حماس بالانفصال عن الدولة الفلسطينية.
وقال مجدلاني، في تصريح إذاعي، “إنها تتنافى مع وحدة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، ويفسر موقف حماس وتهربها من استحقاق المصالحة الوطنية، وهي تعبير واضح لحقيقة توجهات حماس بتكريس الانقسام والانفصال”.
واعتبر أن نفي حماس تصريحات أبو مرزوق لا يكفي، مطالبا قيادتها بإنهاء الانقسام فعليا والقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية على مبادئ “منظمة التحرير الفلسطينية”، والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية.
بدوره اعتبر الأمين العام لحزب “فدا”، صالح رأفت، دعوة أبو مرزوق، مصلحة لدولة الاحتلال في تكريس احتلالها للضفة الغربية وتحويلها لمجرد حكم إداري ذاتي دائم، وكذلك في منع قيام دولة فلسطينية.
وقال رأفت، في تصريحات صحفية، إن “الخطير في التصريحات تزامنها مع مطالبة زعيم حزب المستوطنين وحليف نتنياهو نفتالي بينيت، بضم الضفة الغربية والاكتفاء بإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة”.
في السياق ذاته، دعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وليد العوض، إلى تشكيل جبهة فلسطينية موحدة لمواجهة دعوة أبو مرزوق للفدرالية، مشددا على ضرورة العمل الشعبي الوطني لإسقاطها، ومنع توفير غطاء لها.
وحذر العوض، في تصريح صحفي، من أبعاد هذه الدعوة التي رأى فيها تجاوزا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأتت في ظل نجاحات سياسية فلسطينية هامة تمثلت بالاعترافات بدولة فلسطين على المستوى الدولي.
من جانبه، رأى الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، تصريحات أبو مرزوق تساوقا مع أهداف اليمين الإسرائيلي.
وقال أبو يوسف، في تصريح صحفي، “إنها تكرس الانقسام والانفصال بين شقي الوطن”، محذرا من مخاطر هذه التوجهات، واعتبرها تساوقًا مع اليمين الاسرائيلي، وتدميرًا للمشروع الوطني، وهدف قيام دولة فلسطينية مستقلة.
بدوره، رأى الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، جميل شحادة، تصريحات أبو مرزوق خدمة مجانية لتوجهات دولة الاحتلال ومخطط لمنع قيام الدولة الفلسطينية.
وقال شحادة، في تصريح صحفي، “إن التصريحات لا تخدم الحالة الوطنية الفلسطينية، وتعبر عن حرص حماس على إبقاء سيطرتها على قطاع غزة بالتزامن مع الجهود المبذولة من القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام”.
وطالب حماس بالتعامل إيجابا مع ما تطرحه القيادة الفلسطينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حماس وكافة الفصائل، تنهي الانقسام بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.
ومن جانبه، اعتبر أمين سر هيئة العمل الوطني، محمود الزق، تصريحات أبو مرزوق هروباً من استحقاق إنجاز المصالحة الوطنية، والتفافا من حماس لإدامة سيطرتها على قطاع غزة وتشكيل إمارة إخوانية بعيداً عن جغرافية الوطن.
ووصف الزق، في تصريح إذاعي، الأمر بالخطير جدا، داعياً لمواجهته بكافة الوسائل، وإلى ضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه في مخيم الشاطئ، والذي نص بكل وضوح على تسلم حكومة الوفاق صلاحياتها في قطاع غزة.
