قال الدكتور عبدالرحمن عية، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة ابن خلدون، لقناة الغد، إن ما ورد في تقرير لجنة البرلمان المشكلة للتحقيق في ندرة بعض المواد الغذائية في الجزائر هو أمر إيجابي، وخصوصا ما يتعلق بالزيوت الغذائية التي تعد سلعة أساسية للمواطنين.
ويرى الدكتور عبدالرحمن عية أن ندرة سلعة الزيت ترجع إلى احتكار القلة، حيث يحتكر عدد قليل من المستثمرين عددهم لا يتعدى أصابع اليد الواحدة بيع وإنتاج الزيت في الجزائر على الرغم من كونه من أهم المواد الغذائية كثيرة الاستخدام في البلاد، ومن ثم يتعارض ذلك السلوك الاقتصادي مع نظرية قوى العرض والطلب.
واستنكر عية عدم اكتفاء هؤلاء المستثمرين باحتكار إنتاج زيت الطعام كسلعة حيوية وأساسية فقط، إذ يحتكرون كذلك بيعه وتوزيعه أيضا.
ويرى أن احتكار إنتاج وبيع سلعة الزيت هو سبب رئيسي بنسبة 70 % في ندرته في الأسواق خلال الشهر الماضي.
ويقول الدكتور عبدالرحمن عية إن الحكومة تدخلت لعلاج المشكلة، مشيرا إلى أن حل تلك المشكلة يكون عن طريق فتح قطاع الاستيراد على مختلف المستثمرين بحيث تكون هناك منافسة اقتصادية حقيقية ومنع الاحتكار، وتدخل الدولة لحماية القدرة الشرائية باعتبار الزيت مادة حيوية مدعومة وتصطف مع المتعاملين لاستيراد الزيوت الغذائية ومن ثم سحب البساط من تحت أقدام القلة الاحتكارية.
يذكر أن الجزائر شهدت مؤخرا ندرة في بعض المواد الغذائية، ومن ثم قدمت اللجنة البرلمانية المشكلة للتحقيق في هذا الصدد تقريرها عن أسباب الأزمة ، محملة المسؤولية لوزارة التجارة والضرائب والجمارك.
ومن جانبه، أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أن الضغط على بعض المواد الغذائية الأساسية يرتبط بالجانب السلوكي للمواطنين.
وطالب تبون وزير التجارة وممثلي الأجهزة الأمنية، بوضع استراتيجية محكمة لمنع تهريب المواد الغذائية عبر الحدود.
