تترقب الدوائر السياسية في بيروت، ما وصفته بـ «أسبوع الحسم»، للدفع باتجاه تشكيل الحكومة الجديدة، المتعثر تشكيلها منذ 7 أشهر تقريبا، وحتى تتهيأ الحكومة لإستضافة القمة العربية الاقتصادية، والتي يعول لبنان على نجاح الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي يستضيفها في بيروت من 19إلى 20 الشهر الجاري، وبمشاركة الزعماء العرب.
تشكيل الحكومة بات قريبا
رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يعمل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حسم موضوع تأليف الحكومة الجديدة، معترفا «أننا تأخرنا كثيراً»، ومؤكدا أن تشكيل الحكومة بات قريبا حيث «بقيت هناك عقدة وحيدة».. ويشير المراقبون في بيروت، إلى أن الرئيس عون حذر القوى السياسية من «نفاذ الوقت» قبل عقد القمة العربية الاقتصادية في لبنان واستقبال القادة العرب في ظل «فراغ سياسي حكومي»، ومع تطلع لبنان للقمة الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي تواجه البلاد والاحتياجات الملحة للدعم والاستثمارات العربية والأجنبية.. ويؤكد المحلل السياسي اللبناني، رافع الماجد، أن الرؤساء الثلاثة «رئيس الدولة، ورئيس الحكومة المكلف، ورئيس البرلمان»، أمامهم تحدي كبير للخروج من أزمة تشكيل الحكومة الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، ولا بديل عن ذلك، وسوف يجدون الحل بـ «موضوعية قبول بعض التنازلات من الأطراف السياسية والطائفية الفاعلة»، خاصة وأن التحضيرات تجري على قدم وساق للإعداد والتحضير لعقد هذه القمة يومي 19 و20 يناير/ كانون الثاني الجاري، وتبدأ اجتماعات وزراء المال والاقتصاد والصناعة والتجارة والشئون ااجتماعية العرب، قبل القمة بيومين.
القمة الاقتصادية تستعجل تشكيل الحكومة
رهان تشكيل الحكومة اللبنانية قبل القمة الاقتصادية، يرجع لأهمية القمة التي ستعيد ثقة المجتمع الدولي في لبنان، والذي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وأن استضافة مؤتمر بهذا الحجم سيعطي دفعًا للاقتصاد الوطني وسيشجع على عودة الاستثمارات العربية، مع توقع أن تنعش القمة كل القطاعات الاقتصادية والسياحية، واستضافة لبنان للقمّة تؤكّد موقع لبنان الاقتصادي على المستوى الإقليمي.
الدوائر السياسية في بيروت، تؤكد أن القوى السياسية ورغم الخلافات والتباينات فيما بينها، ورغم الحضور المذهبي الطائفي، ورغم المصالح الحزبية الضيقة، إلا ان الجميع يدرك أن لبنان امام تحدي كبير بتحمل مسؤولية استضافة ونجاح القمة العربية الاقتصادية في دورتها الرابعة، والجميع يدرك أيضا حجم المكاسب المتوقع أن يجنيها لبنان عقب القمة وتنعكس على الجميع وفي المقدمة رجال المال والأعمال من القيادات والرموز السياسية.
عقدة وحيدة أمام تشكيل الحكومة
رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كشف عن تجاوز العقبات أمام تشكيل الحكومة، ولم يتبق سوى عقدة واحدة، في إشارة إلى أن عقدة أو مسألة إعادة توزيع بعض الحقائب الوزارية كما طلب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لم تعد مطروحة.. وبقيت مسألة اشتراط «حزب الله» تمثيل النواب السنة الستة.. وتطرح «قوى الوساطة» وعلى رأسهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، صيغة جديدة من أجل تمثيل النواب السنة الستة بشخصية صديقة لهم، على أن تكون من حصة الرئيس عون، لكن أن تكون مستقلة عن سائر الفرقاء.
مع غياب الحكومة.. بيروت السابعة عالميا في احتفالات رأس السنة
رغم سخونة الاتصالات الجارية حاليا للتوصل إلى حل لأزمة تشكيل الحكومة، أعرب رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، عن سعادته لأن « بيروت حلّت سابعة عالميا في تنظيم احتفالات رأس السنة الميلادية وهذا إنجاز»، وما أنجز أظهر صورة لبنان للعالم كله.. وكشف الحريري عن التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة الجديدة ونجاح المبادرة الرئاسية التي يعمل من أجلها الرئيس ميشال عون بالتنسيق مع سعد الحريري ونبيه بري.
