أسبوع من القتال في السودان.. إلى متى تستمر المعارك؟

سبعة أيام على بدء المعارك في السودان. معارك لا رابح فيها. فالصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع يفاقم من تداعيات أزمة اقتصادية متفاقمة بالأساس. وسط توقعات بتكبد البلاد خسائر يومية تقدر بالملايين. فإلى أي مدى ستظل الأطراف السودانية المتحاربة متمترسة خلف مواقفها وما هي أوراق الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة التهدئة في البلاد؟

الحرب في السودان.. «صراع لم ينضج»

من القاهرة، قال أحمد المسلماني رئيس مركز القاهرة للدراسات: «تحيط بالسودان مجموعة من الدول الهشة، مثل إثيوبيا التي عاشت الحرب الأهلية منذ شهور قليلة، وإرتيريا والصومال وتشاد، وبالتالي فإن شبح الانهيار واحتمال التفكك الذي يحيط بالسودان سينعكس بالضرورة على دول الجوار تلك».

وأضاف المسلماني: «التقيت الرئيس السوداني السابق عمر البشير في 2005 وفوجئت بحديثه عن وجود مخططات خارجية لتقسيم السودان إلى 5 دول، وقد انفصلت إحداها بالفعل وهي جنوب السودان، وأشار لدولة في الشرق وأخرى في الغرب ورابعة في الشمال ثم دولة عربية في الوسط النيلي، وهذا التداعي ليس سوى نتيجة حتمية لسنوات طويلة من حكم الإخوان المسلمين للبلاد».

وأشار المسلماني إلى أن الحكم الديني يؤدي عادة إلى خلق جيوش موازية في البلاد المحكومة من أنظمة دينية.

ولفت إلى أن السودان أهدر فرصتين تاريخيتين للبناء، الأولى كانت في زمن حكومة الصادق المهدي، والثانية في وقت حكومة حمدوك ذات البعد المدني والقبول الدولي، إلا أن الفرصتين قد أُهدِرتها، وباتت البلاد الآن عرضة ليس فقط لتعدد الجيوش، وإنما لأن تقع البلاد أيضا تحت يد الإرهاب: «الإخوان بعد سقوط النظام الإخواني ما زالوا متواجدين في البلاد، وهم على صلة بتنظيم القاعدة، ولا ننسى أن أسامة بن لادن عاش فترة في السودان، وحتى على مستوى الجريمة الدولية لا ننسى أن كارلوس أيضا عاش في السودان».

وحول فرص طرفي الصراع في الاستمرار والبقاء حتى في حال تعرض أحدهما للهزيمة: «القوات المسلحة السودانية باقية في كل الأحوال وتحت كل الظروف، لكن قوات الدعم السريع عرضة للاختفاء في حال جرى إبعاد دقلو وشقيقه من المشهد، فقوات الدعم السريع تبدو كتنظيم عائلي، ولذلك فهي مرتبطة بقائدها بشكل شخصي، وبكيفية تمويله لتلك القوات».

أما في ما يخص احتمالية اتساع رقعة القتال: «هناك مجموعات أخرى لم تنخرط بعد في القتال، فالإخوان ينتظرون أن تسفر المعركة عن منتصر لينحازوا له، والسلفية الجهادية يسري عليها الأمر نفسه، القبائل أيضا تترقب، والمكون العرقي الإفريقي من غير العرب، كل تلك العناصر لم تنحز بعد لأي من طرفي القتال، هذا لأن الصراع في السودان لم ينضج بعد».

كل السيناريوهات مخيفة

من الخرطوم، اختلف الكاتب والباحث السياسي أحمد خليل مع ما ذهب إليه المسلماني بشأن انتظار الإخوان لظهور فائز في المعركة لينحازوا له، مؤكدا أن الإخوان منخرطون بالفعل في الصراع، وأنهم متواجدون في مؤسسات الدولة المختلفة، وقال: «الإخوان هم من أشعل هذا الصراع، وجروا الجيش السوداني إلى هذه النقطة».

وأضاف خليل: «باتت كل السيناريوهات المطروحة سيئة، فإذا انتصر الجيش فإن هذا يعني عودة الإخوان إلى الحكم مرة أخرى، وهذه المرة سيسعون للانتقام بالتحديد من قوى الحرية والتغيير، وأيضا تصفية بعض الأسماء الإعلامية، أما في حال انتصار الدعم السريع، في سيناريو آخر، فإن التركيبة التي تقوم عليها قوات الدعم ستشكل أزمة، فهي تركيبة قبائلية، تنتمي لقبيلة واحدة، وستقوم بعد ذلك حكومة تشبه تركيبة الدعم السريع، وستحكمها الأصوات القوية في قوات الدعم السريع».