زيارة تستغرق 3 أيام بدأها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الأحد، إلى فيتنام، هي الزيارة الثالثة لرئيس أمريكي بعد بيل كلينتون وجورج بوش الابن، منذ انتهاء الحرب في 1975، لتكلل بذلك عقدين من التقارب بين البلدين العدوين السابقين الذي كانت قلة تتصور أنه سيسير بهذه السرعة بسبب ندوب النزاع العميقة.
ومن المقرر أن يلقي أوباما، غدًا الإثنين، كلمة في العاصمة الفيتنامية هانوي عن علاقات أمريكا وفيتنام، قبل أن يلتقي بممثلين عن المجتمع المدني.
وعلى الرغم من تركز أهداف الزيارة في تعزيز الروابط الاقتصادية والاستراتيجية، إلا أن ضغوطا شعبية على الرئيس الأمريكي تطالب بفتح ملف قضية سجناء الحرب التي قد لا تكون بالأساس على جدول أعمال هذا الزيارة.
وبعد أكثر من 40 عاما على انتهاء الحرب الأمريكية في فيتنام، لا زال الشعب الأمريكي من ذوي المحاربيين الأمريكيين في المفقودين في فيتنام يطالبون الرئيس الامريكي باراك أوباما لإلقاء خطاب في العاصمة هانوي بشأن المفقودين من العسكريين الأمريكيين الذين شاركو في الحرب التي استمرت 19 عاما، وقتل فيها 60 ألف أمريكي، و4 ملايين فيتنامي.
ووفق صحيفة التليجراف البريطانية فإن عدد كبير من الأمريكين يعتقدون أنه مازال هناك جهود من المفترض أن تبذل لاكتشاف المصير الذي لايزال مجهولا لأكثر من 1600 جندي أمريكي لم يعودوا يوما إلى بلادهم من حرب فيتنام.
وطالبت عائلات هؤلاء الجنود بمساعدة فيتنام لتحديد هوية الذين قتلوا خلال الحرب والآخرين الذين ماتوا كأسرى فيها، كما من المفترض أن يجد أوباما خلال زيارته الحالية إجابة عن تساؤلات حول التزام الدولة الآسيوية باتفاق السلام المبرم في أعقاب الحرب بإطلاق سراح كافة الجنود الأمريكيين أم أنها احتفظت بالأسرى بعد عام 1973 بدلا من ذلك.
أما هانوي فقد أصرت كثيرا أنها أمدت واشنطن بمساعدتها للكشف عن أماكن مفقوديها، وأنكرت أن تكون احتفظت بعدد من الأسرى بعد انتهاء الصراع، حيث قالت صحيفة التلجراف أنه قد تم التوصل بالفعل إلى 1000 جندي أمريكي، وقد تم إرسال رفاتهم إلى أمريكا.
وعلى الرغم من عودة 591 سجين من الجنود الأمريكيين من الحرب في أبريل عام 1973، إلا أنه ما زال هناك شكوك بالاحتفاظ بعدد من السجناء بسبب عدم استكمال حزمة المساعدات التي أبرمها الرئيس الأمريكي حينها ريتشارد نيكسون، وذلك بسبب فضيحة ووتر جيت ما أدى إلى فشل الاتفاق.
ورجحت التلجراف أن يكون عدد من المفقودين قد قتلوا أو تم الإبقاء عليهم للحصول على الأسرار العسكرية مقابل بقائهم تحت الحكم الشيوعي، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في وقت سابق على أن لجنة الشيوخ الامريكية عام 1993 توصلت إلى معلومات بمشاهدة أسرى أمريكان في فيتنام، ولكن ليس هناك دليل على ذلك.
