أسوار القدس تكشف ملفات المؤامرة الكبرى

بدماء أبنائها .. وبمشاهد البطولات التي يسطرها المقدسيون حول المسجد الاقصى في الايام الرمضانية ..تواجه القدس المحتلة ـ وفي هبة شعبية عظيمة ـ قدر مواجهة مخططات دولة الاحتلال، في عزل القدس، بعد أن استكملت مراحل التهويد الأخيرة للمدينة المقدسة، وحسب تقرير جديد حول الاستيطان، فإن هذه المراحل تتمثل في «إحاطة القدس بنظام دفاعي خاص لعزلها عن المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، ومواصلة حفر أنفاق جديدة تحت المسجد الأقصى بهدف هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وحظر دخول مواد الترميم التي يحتاج إليها المسجد بشكل عاجل. ومحاولة تقسيم الحرم القدسي على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وشن حرب نفسية مكثفة ضد المقدسيين العرب داخل المدينة، ومصادرة المزيد من أراضيهم وبيوتهم بهدف إجبارهم على الهجرة. وتكرار محاولات الجماعات اليهودية المتطرفة تدنيس الحرم القدسي لإثارة مشاعر المسلمين».

نداء الأسطورة

كانت القدس أول الصفحات في سجل المؤامرة الكبرى على فلسطين.. وكانت اسوار القدس شاهدا على مخططات الاغتصاب والسطو على تاريخ وجغرافية فلسطين..وفي لحظة مبكرة من تحريك المسألة اليهودية على المسرح الأوروبي، كان الكلام عن العودة إلى فلسطين نداء يتردد على لسان أحد الحاخامات بين حقبة وأخرى، وربما مرة كل ثلاثين أو أربعين سنة ، ولم يكن هناك من يأخذ هذا النداء جديا،  أو يعلق عليه بأكثر من أنه حنين يجتر الوهم ، لأن العودة خلط متعسف للأسطورة بالتاريخ .

  • وقد كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وتكثيف الاستيطان في القدس بالذات ، واحدة من أهم ركائز الدعوة لتحقيق هذا الهدف ( ولم تكن هناك قاعدة يهودية كافية تستطيع أن تتحمل عبء هجرة يهودية مؤثرة ) .. ويكفي أن نذكر أن عدد اليهود في فلسطين عام 1488 لم يتجاوز سبعين أسرة يهودية ، وفي عام 1521 أصبح عددها ألف وخمسمائة أسرة ، وفي عام 1841 بلغ عدد اليهود في فلسطين 3200 نسمة ، ورغم ذلك كان الحلم الأكبر لايزال فاعلا داخل وجدان حاخام القدس ، وهو يرسل بإسم العشرات فقط من سكان القدس « حجاب » واق من الشر إلى الملكة « فيكتوريا»  1849 في أعقاب مؤتمر يهودي صغير عقد في لندن برعاية أسرة « روتشيلد » يطلب من الحكومة الإنجليزية أن تسهل لليهود إستعمار فلسطين على نمط ما يحدث في مناطق أخرى من حركة الإستيطان الأوروبي في أفريقيا وإستراليا وكندا !

«المدينة المسحورة»  تكشف زيف الإدعاءات اليهودية

ومن المفارقات التي تستحق التأمل ، أن الحركة الصهيونية حاولت أن تخلق تاريخا موثقا للقدس «اليهودية» وللوعد المقدس في فلسطين لليهود ،  بالتنقيب عن الآثار ، للبحث عن وثائق وحفريات الوجود اليهودي .. وكشف « ويليام درايميل » في كتابه عن القدس بعنوان « المدينة المسحورة » تفاصيل موثقة عن الجهد الذي بذلته إسرائيل من سنة 1948 إلى سنة 1995 في التنقيب عن آثار تدل على تاريخ يهودي في فلسطين ، ولم تستطع إكتشاف ماض يبني عليه حاضر ومستقبل .. وهوما أجمع عليه علماء آثار يهود بأنه لايوجد أي أثر يهودي في القدس

  • وتسجل حوافظ التاريخ ، أن العرب هم الذين بنوا القدس منذ 3000 سنة قبل الميلاد ، أي منذ حوالي خمسة آلاف عام ، وأن اليبوسيين « بطن من بطون العرب الأوائل الذين نشأوا في قلب الجزيرة العربية» هم أول من سكنوا أرض القدس واستوطنوها وأقاموا أبنيتها وتكاثروا على أرضها وشيدوا معالمها وجعلوها عاصمة ملكا لهم .. ونشأت المدينة عربية اللسان ، حيث سادت في البداية الكنعانية والأرامية ، وكلتاهما مشتقتان من العربية الأولى ، وظلتا سائدتين حتى حلت اللغة العربية الحديثة بدخول العرب المسلمين إلى المدينة ، ومنذ ذلك الوقت البعيد ظل العرب بالقدس عبر عصورها القديمة والوسيطة والحديثة ، لم يغادروها ، رغم توافد المحتلين والغزاة على المدينة.

أسماء القدس  على مر العصور

ولعل أسماء القدس على مر العصور تؤكد عروبتها ، ومن هذه الأسماء « يبوس » نسبة لليبوسيين ، كما أسماها الكنعانيون « أورسالم » أو مدينة السلام ، والتسمية العبرية التي عرفت فيما بعد وهي « أورشليم» مشتقة عنها .. وأسماها اليونانيون «بروساليم » ، وكانت في أوائل الفتح الروماني تدعى « هيروسليما » ، ثم أخذت الاسم الأوروبي « جيروساليم» ومنذ عام 139 ميلادية وطيلة العهد المسيحي سميت المدينة « إيلياء» ومعناها « بيت الله » ، أما « القدس » فهذا الإسم معروف منذ أوائل الحكم الإسلامي وحتى الآن>

حضارة النطوفيون  في فلسطين

وبالعودة إلى السنوات الأولى من عمر التاريخ ، وعلى ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة ، فإن منطقة القدس وما حولها ، قد سكنت ما يربو على عشرة آلاف عام ق . م ، ففي العصر الحجري الوسيط بين 1000 ـ 8000 سنة ق . م ، ظهر النطوفيون في فلسطين ، وجاءت تسميتهم نسبة إلى وادي النطوف غربي القدس .. و بإجماع الباحثين تعتبر النطوفية الحضارة الأولى على طريق تقدم الإنسان وارتقائه ، فمن خلالها وصلت التحولات الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين قمتها ، وحين بلغ النطوفيين درجة عالية من التقدم ، تم وضع الأساس المادي والفكري المباشر للانعطاف الجذري والأهم من تاريخ البشرية ، وأهم ما امتازت به هذه الحضارة ، إنتقالها بالإنسان من مرحلة الصيد وجمع الطعام ، إلى مرحلة الزراعة وتدجين الحيوان ، وبذلك تحول من الاقتصاد الاستهلاكي ، إلى الاقتصاد الإنتاجي ، وكان القمح والشعير أول ما زرع الإنسان.. ومما إمتازت به هذه الحضارة أيضا ، قدرتها على تغيير الوجدان الروحي للإنسان تغييرا جذريا ، وهنا يكمن السر في القداسة التي لازمت هذه البقعة من الأرض منذ ما قبل التاريخ وطوال عصورها التاريخية ، وإلى يومنا هذا.

الأساس الأول للحضارة الحديثة 

ويؤكد « هنري فرانكفورت»  في كتابه ـ فجر الحضارة في الشرق الأدنى ـ أنه بعد عهد النطوفيين أو خلاله، تمت هذه الإكتشافات المهمة ، ونشرت بين القرى الممتدة من وادي النيل خلال الدلتا ، ومنها في قوس من أريحا ، عبر جبيل ، وأوغاريت عل الشاطئ السوري ، إلى مرسين في قلقيلية ، ومن خلال سهل عاموق ، للشرق من أنطاكية ، عبر جرابلس على الفرات ، إلى تل حلف ، وبازار شلغار في شمال سوريا ، إلى نينوي وحسونة قرب الموصل ، ثم إلى الشرق إلى سيالك قرب كاشان أواسط إيران .. ويشير  «غولايف» في كتابه ـ المدن القديمة ـ  إلى ملامح هذه الحضارة ويذكر أن الزراعة وتدجين الحيوان والتبدلات المرتبطة بهما ، قد حولت بوضوح ـ أكثر من أي شيء آخر ـ ظروف تطور الحضارة البشرية ، وغيرت بيئة الإنسان الطبيعية وبيولوجيتة، وغيرت كل كوكبنا إلى درجة معينة، وبذلك يكون الإنسان النطوفي الفلسطيني في القدس والأراضي المحيطة بها ، قد قدم للبشرية خدمات جليلة ، هي الأساس الأول للحضارة الحديثة .

لا يوجد جنس يهودي..واليهودية ليست قومية بأي مفهوم سياسي سليم

والمعروف أنه ليس هناك جنسا يهوديا .. وكما يقول عالمنا الجليل الراحل دكتور جمال حمدان : «إن هناك «يهودين» في التاريخ، قدامى ومحدثين، وليس بينهما أي صلة أنثروبولوجية مذكورة، ذلك أن يهود التوراة بعد الخروج تعرضوا لظاهرتين أساسيتين طوال 20 قرنا من الشتات في المهجر : خروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية، ودخول أفواج لا تقل ضخامة في اليهودية من كل أجناس المهجر، وإقترن هذا بتزاوج وإختلاط دموي بعيد المدى، إنتهى بالجسم الأساسي من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئا مختلفا كلية عن اليهود القدامى، ورغم أن اليهودية ليست ولا يمكن أن تكون قومية بأي مفهوم سياسي سليم ، ورغم أن اليهود ليسوا عنصرا جنسيا في أي معنى ، بل جماع ومتحف حيّ بكل أخلاط الأجناس في العالم ، كما يدرك أي أنثروبولوجي، فإن فرضهم لأنفسهم كأمة مزعومة مدعية، يجعل منهم ومن الصهيونية حركة عنصرية أساسا ، وذلك بكل معنى العنصرية من إستعلاء وتعصب وإضطهاد ودموية، وهي عنصرية بيضاء نازية، فهي تعد نفسها «الشعب المختار» على غرار «ألمانيا فوق الجميع » أيام الهتلرية،»

وأن وجود إسرائيل منذ نشأتها يحمل كل ملامح العنصرية النازية، وإن كانت تختلف بطرد السكان الأصليين خارجها تماما، ليتحولوا إلى لاجئين مقتلعين معلقين على حدودها !! ..وهذا ما حدث ويحدث بالفعل، ومنذ بدايات الخطوة الأولى في قصة تأسيس الكيان الإسرائيلي فوق الجغرافية الفلسطينية!!

اختراع الشعب اليهودي

  • وتتفق نظرية الدكتور جمال حمدان مع الدراسة التاريخية المتعمقة للمؤرخ الإسرائيلي «شلومو ساند » أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تل أبيب، والذي استطاع عبر كتابه الأشهر «اختراع الشعب اليهودي» أو  «متى وكيف اخترع الشعب اليهودي»، أن يكشف زيف فكرة القومية اليهودية، فهو يرى أن الشعب اليهودي آت من الكتاب المقدس، بمعنى أنه شىء خيالي تم اختراعه بأثر رجعي .. ويقول «ساند » : أنا مثل بقية الإسرائيليين اعتقدت بأن اليهود كانوا شعبا يعيشون في يهودا، وأن الرومان نفوهم عام 70 ، ولكن عندما بدات أنظر إلى الأدلة اكتشفت أن النفي هو أسطورة ، حيث لم أجد أي كتاب تاريخي يصف أحداث النفي، وأن السبب في ذلك هو كون الرومان لم ينفوا أي شعب من فلسطين، وأن معظم اليهود في فلسطين كانوا فلاحين، أما فكرة الشعب اليهودي أو القومية اليهودية التي بنيت على أساسها الصهيونية، وأنشأت دولة إسرائيل، فهي أسطورة اخترعت منذ نحو قرن واحد .

ويؤكد المؤرخ « شلومو ساند»: لقد ولدت دولة إسرائيل بفعل اغتصاب للمواطنين الأصليين عام 1948 وأن القومية اليهودية المختلقة على أرض فلسطين، لم تكن إلا مشروعا سياسيا إستعماريا وأيديولوجيا، وأطروحاته يجب أن ترى من منظار الأيديولوجيا ، وليس التاريخ !!

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]