مقطع فيديو يكشف استهداف الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين «دون مبرر»

أظهرت لقطات من كاميرا مراقبة في إحدى بلدات الضفة الغربية شابا فلسطينيا يقف في ساحة عندما تطلق النار عليه فجأة، ليسقط على الأرض.

وبينما كان شابان آخران يهرعان لمساعدته، أصيبا بالرصاص أيضا.

الحادثة أسفرت عن استشهاد شاب يبلغ من العمر 17 عاما قبل لحظات من وصول سيارات جيب عسكرية إسرائيلية للمنطقة.

أظهرت مراجعة وكالة أسوشيتد برس للتسجيل المصور من كاميرا المراقبة ومقابلات مع المصابين أن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار على الثلاثة بينما لم يكونوا يشكلون أي تهديد عليهم.

أصيب أحد الفلسطينيين الثلاثة برصاصة ثانية بعد أن نهض وحاول السير بقدم واحدة.

حادثة إطلاق النار الدامية التي شهدتها بلدة بيت ريما الأسبوع الماضي هي الأحدث ضمن سلسلة حوادث بدا فيها الجنود يطلقون النار على أي فلسطيني دون التعرض لاستفزاز، وهو اتجاه يقول الفلسطينيون إنه تزايد منذ شن إسرائيل حربا دموية على قطاع غزة قبل ثلاثة أشهر.

محمد ريماوي أحد الشبان المستهدفين من قوات الاحتلال – أ ب

رواية كاذبة

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته دخلت بيت ريما مساء الخميس الماضي في إطار «عملية لمكافحة الإرهاب». وأضاف أن القوات أطلقت النار على مشتبه بهم ألقوا عليهم مقذوفات وقنابل حارقة.

لا يظهر المقطع، الذي حصلت عليه الأسوشيتد برس من متجر بالمنطقة، أي شخص يقوم بإلقاء مقذوفات أو قنابل حارقة.

وبعد مراجعة اللقطات، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجنود أفادوا بأن أحد الفلسطينيين – والذي بدا راكعا أمام شيء خارج الإطار – كان يشعل زجاجة حارقة عندما أطلقت النار عليه.

لكن المقطع أظهر أن الطلقة الأولى لم تصب الشاب وهو راكع، بل أصابت فلسطينيا آخر يدعى نادر الريماوي.

وقال نادر للأسوشيتد برس إن الجسم الذي أمامه كان كومة صناديق من الورق المقوى وقصاصات جمعها أسيد الريماوي، القتيل البالغ 17 عاما، وكان يستعد لإشعالها من أجل التدفئة.

ويبدو أن مقاطع أخرى للحادثة، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي واطلعت عليها الأسوشيتد برس، تتفق مع رواية نادر للجسم الذي كان أسيد الريماوي يستعد لإشعاله.

وقد تؤدي المقاطع المأخوذة من زوايا أخرى إلى إلقاء الضوء على الحادث بشكل أكبر.

وخلال مقابلات مع الأسوشيتد برس، نفى السكان إلقاء أي مقذوفات، وقالوا إن إطلاق النار – الذي وقع في حوالي الساعة الثانية صباح الجمعة – لم يكن مبررا.

كان اثنان من إخوة الريماوي الستة متواجدين في ساحة البلدة عندما انتشرت أنباء عن وجود جنود إسرائيليين. وقالوا إنهم كانوا على علم بوجود قوات الجيش، لكن لم تقع أي مواجهات.

ويبدأ المقطع المسجل من كاميرا المراقبة ومدته نصف ساعة قبل حوالي 20 دقيقة من إطلاق النار، حيث يتجمع الرجال في مجموعات صغيرة، ويدخلون ويخرجون من الإطار بينما تأتي سيارات وتذهب.

ويتضاءل الحشد الموجود في الإطار في النهاية إلى أقل من 10 رجال، ثم يتفرقون عندما تصيب رصاصة شقيق محمد، نادر الريماوي 29 عاما، في ساقه اليسرى.

يظهر محمد في المقطع وهو يركض لتقديم المساعدة قبل إطلاق النار عليه، وفجأة يبدأ قناص إسرائيلي إطلاق النار على شقيقه، ويصيبه.

وقال محمد، الذي أصيب برصاصة في وركه الأيمن، إنه ركض نحو شقيقه لتقديم المساعدة، لكن الجندي أطلق النار عليه.

شاشة تعرض موقع حادث استهداف الشبان الفلسطينيين – أ ب

ويظهر في التسجيل المصور الضحية، أسيد، وهو يهرع للمساعدة ويدخل شيئا في جيبه.. ثم يتم إطلاق النار عليه بسرعة، ويتوفى متأثرا بجراحه فيما بعد.

وقال شقيقه، إسلام الريماوي، للأسوشيتد برس في وقت لاحق إنه عثر على ”قداحة” – بقيمة 20 شيكل – وعلبة سجائر في جيب أسيد.

وتمكن محمد من الزحف بعيدا، لكن الاثنين الآخرين كانا يتدحرجان على الأرض، ووقف نادر وحاول السير على قدمه المصابة، قبل أن ينهار مرة أخرى على الأرض.

وفي تصريحاته من سريره بالمستشفى بعد أيام، قال نادر إنه انهار بعد إصابته برصاصة في ساقه اليمنى.

وباستثناء القوات الإسرائيلية التي تحمل أسلحة، لم تظهر أي أسلحة طوال المقطع المصور، كما لم يظهر الشخص الذي أطلق النار.

وأظهر المقطع المصور وصول أربع مركبات إسرائيلية مدرعة بعد نحو دقيقتين من إطلاق النار، ليخرج منها ما يقرب من عشرة جنود شاهرين السلاح.

واجتمعوا حول محمد، وقام أحد الجنود بركل أسيد بقدمه، وفي غضون أربع دقائق، ترك الجنود الجرحى الفلسطينيين على الأرض وابتعدوا متجاهلين كومة الصناديق ورفضوا اعتقالهم.

ثم جاءت سيارة فلسطينية لإجلاء الجرحى.

وبعد فترة وجيزة، أُعلنت وفاة أسيد – وهو طالب في المرحلة الثانوية – في مستشفى قريب.

وقال المتحدث العسكري إن هناك حالات أخرى ألقى فيها فلسطينيون زجاجات حارقة على الجنود في بيت ريما في تلك الليلة، لكنه ذكر إنه لا يعرف موعد ذلك.

وقال المصابون في الحادثة إن هذه كانت المشاجرة الوحيدة التي عرفوا بها في بيت ريما تلك الليلة.

ولم يرد الجيش على تساؤلات الأسوشيتد برس عما إذا كان الجنود انتهكوا قواعد الاشتباك العسكرية، ولم يذكر ما إذا كان سيقوم بتحقيق رسمي.

وقالت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية: «حتى لو صورت حوادث إطلاق نار مشكوك فيها بكاميرات، وتم التحقيق فيها من قبل الجيش، فإنها نادرا ما تؤدي لاصدار لوائح اتهام».

تقول درور سادوت، المتحدثة باسم بتسليم: «مثل هذه الحوادث تقع بشكل منتظم، لكن لا أحد يسمع عنها».

وتضيف: «سيقول الجيش إنه سيفتح تحقيقا، وسيستمر هذا التحقيق لسنوات، ربما دون أي تغطية إعلامية. ثم سيلقى في بالوعة».

وردا على ادعاء سادوت، قدم متحدث عسكري بيانا جاء فيه «نفحص كل ملف تحقيق وفقا لظروفه. وفي الحالات المناسبة، يتم اتخاذ تدابير تنفيذية مختلفة، ومن بينها تقديم لوائح اتهام».

منظمات حقوقية

وسبق أن عرضت منظمات حقوقية حالات أطلق فيها جنود النار دون أن تتعرض حياتهم للخطر، ما يشكل انتهاكا واضحا لقواعد الاشتباك.

وفي معظم الحالات، كان الضحايا فلسطينيين، لكن هناك إسرائيليين قتلوا أيضا في إطلاق نار خلال الحرب.

لوح ثلاثة أسرى إسرائيليين فروا من حركة حماس في غزة الشهر الماضي بأعلام بيضاء، وصرخوا باللغة العبرية طلبا للمساعدة، قبل أن يطلق جنود إسرائيليون النار عليهم.

وقالت سادوت إن منظمتها شهدت مستوى غير مسبوق من عنف الجنود والمستوطنين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب.

وتشهد الضفة الغربية واحدة من أكثر المراحل دموية على الإطلاق، وفقا لمراقبين تابعين للأمم المتحدة.

وقال أحمد الريماوي، أحد سكان بيت ريما والذي أصيب شقيقاه في إطلاق النار، إنه يعتقد أن الجنود أصبحوا أكثر عدوانية منذ بداية الحرب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]