عاد اسم المصري الراحل أشرف مروان، صهر الرئيس جمال عبد الناصر، ومستشار الرئيس السادات، قبل عبور مصر نكسة 67 إلى انتصارات أكتوبر 1973، إلى الأضواء مرة أخرى.
مروان الذي رحل في حادث غامض، إثر سقوطه من شرفة منزله بلندن، في 27 يونيو/حزيران 2007، أحد الشخصيات التي يكتنفها الغموض في تاريخ مصر السياسي.
وكان كتاب إسرائيلي زعم أن صهر عبد الناصر “هو أخطر جاسوس جنده الموساد”، وأن المخابرات المصرية قتلته عام 2007 بعد كشف جهات إسرائيلية عن هويته.
وحمل كتاب “الملاك- أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة حرب الغفران” لـ البروفيسور أوري بار يوسيف المحاضر في جامعة حيفا اتهامات صريحة قائلاً “أنه لم يبق سر في مصر إلا وكشفه أشرف مروان لإسرائيل، بما في ذلك محاضر جلسات القيادات السياسية والعسكرية في مصر، واللقاءات مع قادة الاتحاد السوفييتي السابق، وسجلات السلاح، وخطة القتال المصرية السرية التي حجبت حتى عن سوريا.”
وذكر أن معلومات مروان كانت الأخطر في تاريخ إسرائيل، وأنها أنقذت الجولان من سيطرة الجيش السوري في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وبحسب الكتاب فإن مروان الذى حمل أسماء حركية كثيرة مثل “العميل بابل” أو “الملاك” أو “العريس” كان قد أسرع بتحذير إسرائيل مساء يوم 4 أكتوبر 1973 من أن هناك حربا كارثية على وشك الاندلاع في الشرق الأوسط، وإنه بحلول نهاية الأسبوع سيُقتل الآلاف.
وقال الكاتب، المقرب من دوائر الاستخبارات الإسرائيلية، أن جرس الهاتف في لندن يومها رن ليجيب شخص ما يريد الحديث إلى ى “أليكس” عن “الكثير من المواد الكيميائية”. إلا أن اسم اليكس لم يكن حقيقيا ولم تكن هناك أي معلومات عن مواد كيميائية.
وبحسب عرض صحيفة وال ستريت جورنال عبر موقعها الإلكتروني فإن “الكاتب نفى بشدة ما اعتبره مزاعم الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) إيلي زعيرا، التي تقول إن أشرف مروان عميل مزدوج وغرّر بإسرائيل وفق خطة مصرية، مما ساهم في إخفاق الاستخبارات في الإنذار المبكر عشية حرب 1973″.
وكان زعير تحدث إلى الصحافة في 1993 دفاعًا عن نفسه، قائلاً أنه ” شغل رئاسة (أمان) عشية حرب 1973، واتهم بالفشل لعدم تحذيره من هجوم عربي وشيك رغم المؤشرات والمعلومات.
وكشف زعير خلال المقابلة الصحفية هوية العميل بابل، مما أدى لقتل مروان علي يد المخابرات المصرية في 2007 حسبما أكده الكتاب.
فيما اتهمت أرملة مروان الموساد باغتياله انتقاما منه لتغريره بهم في يوم الغفران، لكن الشرطة البريطانية لم تحسم بعد حقيقة ما حدث ليلة وفاة مروان، تاركة الاحتمالات تتأرجح ما بين حادث انتحار أو قتل.
وحسب الرواية الإسرائيلية التي شكلها حتي الآن كتاب يوسيف وكتاب سابق للباحث أهرون بيرغمان حول حرب 73 فإن رسائل مروان لا تزال محفوظة في أرشيف الموساد.
وقال يوسيف إن فكرة الكتاب جاءت بعدما عمل مستشارا للبرنامج التلفزيوني الشهير “60 دقيقة” في شبكة “سي بي إس” لغرض إعداد تحقيق معمق حول مروان.
وأيًا كان ما سوف تسفر عنه تحقيقات أسكوتلند يارد فإن مروان الرجل الغامض، كان واحد من هؤلاء الذين لعبوا دورًا لايزال مجهول، عشية حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) حيث تحدث الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك عقب وفاة مروان وما أشيع عن اتهامات له العمالة لصالح إسرائيل قائلاً إن مروان رجل وطني ولم يحن بعد الوقت للكشف عن الدور الذى لعبه أيام الرئيس السادات.
ولد مروان في القاهرة عام 1944 لأب كان ضابطا بالجيش. وحصل على درجة بكالوريوس العلوم العسكرية 1965 وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدا لجمال عبدالناصر بعد النكسة.
وفي سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات. ثم ترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، وتوجه إلى بريطانيا بعد تقاعده كرجل أعمال.. مفضلاً الابتعاد عن الأحداث والبقاء فى الظل حتى لحظة الوفاة.
