أعدم بدم بارد.. الصياد أبو ريالة شاهد جديد على جرائم الاحتلال

إسماعيل أبو ريالة صياد فلسطيني في مقتبل العمر (18عاما)، كان جل أمنياته أن يتمكن من توفير قوت أسرته المكونة من 15 فردا، اثنين منهم يعملان في مهنة الصيد، والباقون أطفال وطلاب مدارس في أمس الحاجة إلى المال لتوفير العيش الكريم.

أقدار إسماعيل حملته إلى مكان آخر، فاستشهد في عرض البحر الذي خبره منذ الصغر حينما كان يعمل مع والده في مهنة الصيد، وظلت هذه المهنة ملاصقة له في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، وبالأخص الصيادين الذين يواجهون الموت في كل مرة.

وألقت حادثة مقتل الصياد الفلسطيني إسماعيل أبو ريالة بظلالها على الواقع الصعب والمؤلم الذي يعيشه الصيادون في قطاع غزة، في ظل الملاحقات اليومية من قبل البوارج البحرية الإسرائيلية التي لا تتوانى في إطلاق النار عليهم وقتلهم بصورة وحشية ودون مبرر.

ويقول الصياد محمود أبو ريالة، الذي كان برفقة ابن عمه الشهيد إسماعيل على متن قارب الموت، في حديث لـ”الغد”، إنهم كانوا يصطادون في عرض البحر شمال غزة على مسافة خمسة أميال بحرية، وهي المنطقة المسموح الصيد بها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لكن سرعان ما باغتتهم البوارج البحرية الإسرائيلية “الدبور” وقاموا بتصوير القارب ومن عليه، ثم غادرت المكان، وبعدها خلدنا للنوم.

يضيف الصياد محمود وبدأت عليه علامات التأثر، “استيقظنا على صوت البوارج والطرادات الإسرائيلية وهى تطلق وابلا من الرصاص باتجاه المركب، وشعرنا بالخوف والرعب من المشهد ومن حجم عمليات إطلاق الرصاص علينا، فنحن صيادون لا نملك سوى مركب وشباك نعمل بها من أجل تأمين قوت عائلاتنا”.

وأضاف، “أثناء عمليات إطلاق الرصاص الكثيف باتجاهنا سمعت الشهيد إسماعيل يصرخ بأعلى صوته ابتعد يا محمود فهم يريدون قتلك وقام بدفعي على الأرض لحمايتي من الرصاص الذي كان يطلق دون رحمة، فاخترقت إحدى الطلقات رأسه واستشهد.. لقد سالت دماء غزيرة وشعرنا بالخوف وأن نهايتنا قد اقتربت”.

وأوضح الصياد محمود، أن قوات الاحتلال لم تكتف بقتل إسماعيل وإحداث خراب واسع، بل واصلت إطلاق النار علينا وإصابتنا بأعيرة معدنية ومطاطية وأجبرتنا على التجرد من ملابسنا والنزول عراة إلى مياه البحر في ظل البرد الشديد، قبل أن تقدم على اعتقالتنا والتحقيق معنا.

ويقول صالح أبو ريالة، والد الشهيد إسماعيل، إن ابنه لجأ إلى البحر طلباً للرزق وتوفير قوت عائلته في ظل انهيار الحالة الاقتصادية والمعيشية في غزة، فلا يوجد عمل آخر له سوى البحر وما يحمله من مخاطر في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بحق الصيادين.

ويتساءل والد الشهيد عن الذنب الذي اقترفه ابنه لكي تقوم قوات الاحتلال بقتلة بدم بارد في عرض البحر؟ وما الخطر الذي تسبب به للاحتلال وهو يصطاد قابلة سواحل مدينة غزة على بعد مسافة ثلاثة أميال؟

وقال الأب المفجوع بفقدان فلذة كبدة، لا أريد شيئا سوى أن يعيدوا لي جثمان ابني، لكي أدفنه بهدوء وراحة وطمأنينة، وأن يقدم قادة الاحتلال والقتلة إلى المحاكم الدولية حتى ينالوا عقابهم عن جريمتهم النكراء.

وكشفت هذه الجريمة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية بحق الصيادين، عن الوجه القبيح للاحتلال واستمراره في تنفيذ مجازره بحق الفلسطينيين براً وبحراً كما يقول -زكريا بكر- مسؤول قطاع الصيد في اتحاد لجان العمل الزراعي.

ويوضح بكر في حديث لـ”الغد”، أن قوات الاحتلال تعرف جيدا انه الصيادين الثلاثة كانوا على مسافة ثلاثة أميال وهى مسافة أقل من المسموح الصيد فيها، ولديه من المعدات الكترونية ما يكفى لرؤية الصيادين وتصويرهم وتحديد المسافة التي كانوا يصطادون بها، لكنهم ارتكبوا جريمتهم عن سبق الإصرار دون اعتبار أو احترام للقوانين والأعراف الدولية.

واتهم بكر قوات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة كل أنواع القرصنة البحرية وكل أشكال الجرائم المنظمة بحق الصيادين الفلسطيني لإجبارهم على ترك مهنة الصيد، مبيناً أنه منذ بداية عام 2018 استشهد صيادين وأصيب 10 آخرين، وتم اعتقال 14 صيادًا وفيما تمت مصادرة وتدمير 12قارب.

ويؤكد بكر، أن هذه الجريمة هي فصل جديد في مسلسل الجرائم الإسرائيلية بحق الصيادين والتي تهدف من خلاله إلى تدمير قطاع الصيد بصورة ممنهجة منذ سنوات طويلة، موضحا أن 4000 صياد يعيشون أوضاعا كارثية ويتعرضون لمخاطر مميتة جراء الحصار الإسرائيلي والممارسات العدوانية التي ترتكبها البحرية الإسرائيلية.

وأشار بكر إلى أن قطاع الصيد في غزة ومنذ 10 سنوات يتعرض لهجمة مسعورة ومدروسة من الاحتلال فحجم الانتهاكات في تزايد مستمر، موضحا أن أكثر من 10 شهداء من الصيادين قتلوا خلال هذه الأعوام، وأن المئات منهم أصيبوا بأعيرة نارية ومطاطية فيما اعتقل مئات آخرون، علاوة على تدمير مئات المراكب ومصادرة معدات الصيد وتدميرها، فيما بلغت حجم الخسائر السنوية لقطاع الصيد 10 ملايين دولار.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]