في إشارة قاطعة على رفض كافة الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة سلام دونالد ترامب المزعومة، أرسل 12 عضوا في المجلس خطابا شديد اللهجة للرئيس الأمريكي، حصلت “الغد” على نسخة منه.
وأكدوا في الخطاب، استنكارهم لبنود هذه الخطة أحادية الجانب، وقالوا “نكتب للتعبير عن قلقنا العميق بشأن قرارك بالإعلان عن خطة إسرائيلية فلسطينية أحادية الجانب تم وضعها دون أي تدخل أو دعم فلسطيني”.
وأكد الأعضاء أن التطبيق أحادي الجانب من جانب إسرائيل لهذا الاقتراح أحادي الجانب سيخاطر بإزالة أي احتمالات متبقية لتحقيق حل الدولتين باعتباره الحل السلمي والقابل للحياة.
ولم يكتف الأعضاء بهذا الشجب وإنما عبروا عن خجلهم من فقدان مصداقية بلدهم كوسيط نزيه للسلام، وأعربوا عن تخوفهم من تدهور العلاقات الأردنية الإسرائيلية، مؤكدين أن قرارات الرئيس المتتالية تجاهلت القانون الدولي ومهدت الطريق أمام إسرائيل لضم أراضي الفلسطينيين وغور الأردن.
وأضافوا أن المصادقة أحادية الجانب من الولايات المتحدة على السيادة الإسرائيلية في جميع أنحاء القدس، وعلى جميع المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن تمهد الطريق لإسرائيل لضم الضفة الغربية بالكامل.
كما أكد الأعضاء في خطابهم أن مثل هذا التطور يتجاهل القانون الدولي ويثير معارضة شديدة من حلفاء واشنطن ويقوّض السياسة الأمريكية الحالية.
وشكك، أعضاء مجلس الشيوخ الموقعون على الخطاب، أيضا في توقيت طرح هذه الخطة، وقالوا للرئيس ترامب “توقيت هذا الاقتراح الذي يتزامن مع لائحة الاتهام بحق رئيس الوزراء نتنياهو بتهم الرشوة يثير أيضاً أسئلة مقلقة حول اعتزام التدخل في العملية الانتخابية الإسرائيلية”.
وأنهى الأعضاء خطابهم لترامب بالقول “لقد قلبت إدارتكم بالفعل عقودا من السياسة الأمريكية من الحزبين بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حافظ فيها الرؤساء السابقون على احترام الإسرائيليين والفلسطينيين لدور الولايات المتحدة كلاعب موثوق في المفاوضات الصعبة، ثم جاءت إجراءاتك الأحادية الجانب لتجعل ذلك مستحيلا الآن”.
وقد أخلى أعضاء مجلس الشيوخ ذمتهم أمام الأمريكيين والعالم والتاريخ وشهدوا شهادة موثقة جاء فيها ” من الواضح أن هذا الجهد الأخير للبيت الأبيض ليس محاولة مشروعة لدفع عجلة السلام .. إنه وصفة لتجديد الانقسام والصراع في المنطقة ونحث إدارتكم على إظهار التزام حقيقي بحل قائم على وجود دولتين لمستقبل يمكّن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش معاً في سلام وحرية وأمن وازدهار”.