لم يكن ظهور الصين كقوة عالمية وليد الساعة، بل استغرق صعودها عقودا و عقودا، ما يجعلنا نتسائل.. كيف باتت الولايات المتحدة هامشية بالنسبة لدول خارج نطاق تحالفاتها التقليدية؟
القليل من الحروب
وإذا نظرنا إلى الأمر بمنظور تاريخي، سنجد أن الجمهورية الصينية لديها القليل من الحروب العدوانية، باستثناء حرب فيتنام عام 1979، كما أنها لم تسعى بشكل علني إلى الهيمنة أو التدخل في شئون الدول.
وفي أواخر خمسينيات القرن العشرين، أطلقت بكين برنامجًا فضائيًا، لإنتاج الصواريخ البالستية ثم ركزت على غزو الفضاء، كبديل للطموح العسكري.
كما أقرت الصين مبدأ استراتيجيا يسمى بـ “بحرية المياه الزرقاء” أي وجود قوتها العسكرية في المحيطات المفتوحة بعيدًا عن شواطئها.
وفي ستينيات القرن الماضي، أنجزت الصين العديد من المشروعات الداخلية، كإنشاء نظام وطني للطرق السريعة، ومراكز الفكر والبحث العلمي، وهو ما سبقته إليه الولايات المتحدة وآخرون بالمناسبة.
ومع بداية القرن الحالي، وجهت الصين اهتمامها صوب إفريقيا، ففي 2007 اعلنت إلغاء الديون الإفريقية، مع إقراض دول القارة مبالغ ضخمة.
وفي عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قامت بكين ببناء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي، بالتزامن مع إطلاقها مبادرة “الحزام والطريق” لتقترب أكثر من آسيا الوسطى ثم أوروبا.
و في مقابل ذلك الصعود السريع للتنين الصيني، تراجع التأثير الأمريكي عالميا، مع انتهاج واشنطن الحلول العسكرية، بديلا عن الدبلوماسية في العديد من مشكلات العالم.
ووفقا لمراقبين، سيكون مجال التمويل والاستثمار ، الأكثر أهمية في الصراع بين القوى العظمى خلال العقود المقبلة، وهو ما قد يعطي أفضلية للصين أمام منافسها الرئيسي الولايات المتحدة.
شريكا لا غنى عنه
وفي السياق، قال كاميرون هدسون، المدير السابق للشئون الإفريقية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إنه لا يمكن تجاهل دور الصين الكبير في القارة الإفريقية.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الصين لديها شبكة علاقات معقدة في المجال السياسي، والعلوم، والتكنولوجيا، ولها علاقات ناضجة في القارة الإفريقية، مؤكدا أن الصين منافش قوي للولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن واشنطن دخلت في مشكلات بسبب وصف علاقاتها مع الصين، مشيرا إلى أن إدارة جو بايدن تحاول مجددا أن تجد أرضية مشتركة مع الصين في القارة الإفريقية.
واستكمل:”الصين لديها أكبر علاقات تجارية مع الدول الإفريقية، وباتت دولة لا يمكن الاستغناء عنها”.
تنمية سلمية