على الرغم من عفو مفاجئ أصدره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأقوى معارضيه، وأغنى رجل أعمال روسي، ميخائيل خودوركوفسكي، إلا أن السلطات الروسية أصدرت بحقه، أمس الأربعاء، مذكرة توقيف دولية، وسط زيادة الضغوط التي تمارسها موسكو على منتقدي الرئيس الروسي، وهي المذكرة التي أكد المتحدث باسم “الكرملين”، أنها لا تتعارض مع عفو بوتين.
وقال أغنى رجل في روسيا، في مقابلة أجراها أمس مع شبكة بي بي سي البريطانية، إنه قد يطلب اللجوء إلى بريطانيا، وأنه يشعر أكثر بالأمان فيها، في الوقت الذي يقتل فيه الكثير من المعارضين في موسكو، وهو ما قد يضع بريطانيا في المواجهة مع روسيا في إطار مساعيها لتسليم خودوركوفسكي.
وقضى قطب النفط السابق، 10 سنوات في سجنه بعد اتهامات بالاحتيال بدوافع سياسية، واتهامات أخرى بتمويل الحركات المعارضة للكرملين، قبل أن يقدم طلبا لعفو رئاسي لأسباب إنسانية تمثلت في مرض والدته، متعهدا بعدم تدخله في السياسة، وهو ما أسرع من إصدار بوتين عفوا عنه في 2013 غادر على إثره البلاد، حيث يعيش حاليا في سويسرا.
وفي أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وهو لا يزال في منفاه، قالت لجنة التحقيقات، أنها عثرت على أدلة تشير إلى أن خودوركوفسكي استعان في عام 1998 بقاتل مأجور لاغتيال رئيس بلدية مدينة منتجة للنفط في سيبيريا، وطالبت بمحاكمته، وهي الاتهامات التي قال عنها خودوركوفسكي بأن السلطات الروسية “أصابها الجنون”.
واتهم المعارض الروسي بوتين بأنه يقود البلاد إلى فترة كساد تشبه تلك التي كانت في السبعينات، والتي ستقودها في النهاية إلى الانهيار.
وقال إن هدفه في الوقت الحالي هو مساعدة النشطاء السياسيين في روسيا لاكتساب الخبرة السياسية، التي تمكنهم من تقديم بدائل للحكم الحالي، معربا عن تأكده أنه “خلال 10 سنوات سيتغير نظام الحكم، وأتمني أن يكون لي دور في ذلك”.
وأضاف أنه يمثل تهديدا للرئيس الروسي على المستوى الاقتصادي، لإمكانية استحواذه على الأصول الروسية في الخارجية، وكذلك على المستوى السياسي، لإمكانية مساعدته للمرشحين الديمقراطيين في انتخابات 2016 القادمة.
