أكاديمي: لهذه الأسباب تحرص الكويت على المصالحة الخليجية
قال الدكتور عواد النصافي الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالكويت، إن بلاده أكثر من استفاد باللحمة الخليجية، وقد تمثل ذلك في الغزو العراقي حيث احتضنت دول الخليج الكويت وتبنت موقفها وساندتها ومن ثم هي حريصة على وحدة الصف الخليجي.
وأشار إلى أن الكويت راهنت على سياسة النفس الطويل في إنجاح المصالحة، وسبب ذلك أنه إذا لم تتغير قواعد اللعبة لن يكون هناك تفاهم، ومن ثم هي راهنت على تبريد المواقف وتهيئة الأوضاع لفترة قادمة، خصوصا وأن الإدارة الأمريكية وقتها لم تكن تعمل لصالح المصالحة، وما حدث من تحول في نتائج الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى لذلك التهديدات في المنطقة، وكل ذلك ساعد بشكل كبير على كسر جمود التصالح والتنازل من كل طرف.
وأكد النصافي على أنه لا يمكن أن تعمل منظومة الخليج بعيدا عن السعودية كونها هي الأم والحامية وتتحمل الكثير من أجل قيام المجلس الخليجي، كذلك لا يمكن أن يعمل الخليج بعيدا عن العمق الاستراتيجي المصري، فهو بمثابة مسألة وجودية بين دول الخليج الست ومصر.
وأوضح أن كل ما سبق ساهم في نجاح المصالحة، إضافة إلى حالة التكتم الشديد حول المفاوضات لكون خروجها للإعلام سوف يعقد المشهد ويغير من قواعد اللعبة.
من جانبها، قالت منى المطوع الكاتبة الصحفية، إن التحدي الأبرز اليوم بعد قمة العلا والمصالحة ليس على مستوى قيادات مجلس التعاون الخليجي وإنما على مستوى الشعوب أيضا.
وأشارت إلى أن التحدي القادم هو وجود نوع من القبول لدى أوساط الرأي العام والتصريح بأهم البنود الخاصة بالاتفاق، وأيضا تحدي أن يتم تجاوز محطة الماضي وعدم العودة إليها.
وقالت “سفينة مجلس التعاون تسير نحو الوحدة والاستقرار والتقدم وتجاوز الكثير من الأمور والتراكمات التي حدثت على مستوى القيادات والرأي العام الخليجي ونسير نحو المستقبل دون العودة لأي محطة مرة أخرى”.
وأكدت المطوع أن هناك تحديات أمنية ودولية وإقليمية تفرض الاتحاد الذي أصبح الآن إجباريا وليس اختياريا، ومن ثم الكرة الآن أصبحت في ملعب قطر، وقد بيّنت قطر اليوم حسن النوايا.
وانتهت القمة الخليجية الـ 41، بالاتفاق على لم شمل البيت الخليجي، وتم التأكيد على أن الإرادة السياسية للدول الخليجية ومصر باتت هي الضمانة لعدم الرجوع مرة أخرى إلى أسباب الخلاف، وأن التوجه العام الآن هو التضامن والتعاون والاستقرار.
كما تم التأكيد على تمسك دول الخليج العربي بمبدأ عدم التدخل في شئون أي دولة، مع التعهد بالعمل الجماعي لمواجهة التهديدات الأمنية التى تواجهها الدول الموقعة على البيان الختامي لقمة العلا.
