محاولات أمريكية لتهدئة التوتر في العلاقات مع تركيا

سعى جوزيف دانفورد، المستشار العسكري الرئيسي للرئيس الأمريكي، وأكبر جنرال بالجيش الأمريكي اليوم الإثنين، إلى تخفيف التوتر في العلاقات مع تركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي، التي أغضبها رد فعل الغرب على محاولة انقلاب فاشلة، فضلا عن إحجام الولايات المتحدة على ما يبدو عن تسليم رجل الدين الذي تقول، إنه مسؤول عن هذه المحاولة.

وعمقت تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز، الشقاق بين أنقرة وحلفائها الغربيين. وخلال المحاولة التي قامت بها مجموعة من الجيش قاد جنود مقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات في محاولة للاستيلاء على السلطة. وقتل 230 شخصا على الأقل خلال هذه المحاولة.

وغضب الرئيس رجب طيب أردوغان، والكثير من الأتراك من الانتقادات الأمريكية والأوروبية لحملة حكومية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا التي لها دور أساسي في المعركة التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش»، ولوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.

واتهموا زعماء الغرب بالانشغال بحقوق مدبري الانقلاب أكثر من خطورة التهديد الذي تعرضت له تركيا.

ومنذ محاولة الانقلاب اعتقل أو أوقف عن العمل أو استجوب أكثر من 60 ألف شخص من الجيش والقضاء والقطاع الحكومي والتعليم، مما أثار مخاوف من أن أردوغان يشن حملة عشوائية على كل أشكال المعارضة.

وانتقد مسؤولون أتراك كبار، ألمانيا لمنعها أردوغان من مخاطبة حشد من مؤيديه أمس الأحد في كولونيا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. واعترف المتحدث باسم الخارجية الألمانية، بأن العلاقات تسير على «أرض وعرة».

في الوقت نفسه شارك نحو 150 متظاهرا في مسيرة إلى السفارة الأمريكية في أنقرة، للاحتجاج على زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد، المستشار العسكري الرئيسي للرئيس الأمريكي الذي اجتمع مع رئيس الوزراء بن علي يلدريم ونظيره التركي.

وهتف المحتجون خلال المسيرة التي اتجهت إلى شارع بوسط أنقرة باتجاه السفارة حيث أبقتهم الشرطة التركية على مسافة من المبنى، «اخرج من تركيا يا دانفورد يا مدبر الانقلاب».

وحمل المتظاهرون لافتة كتب عليها، «عد إلى بلدك يا دانفورد وأرسل فتح الله»، في إشارة إلى رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله جولن، الذي يتهم أردوغان، شبكة أتباعه في الجيش ومؤسسات الدولة، بالتخطيط لمحاولة الانقلاب.

ويعيش رجل الدين (75 عاما)، في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999، وينفي ضلوه في محاولة الانقلاب الفاشلة. وكان الرئيس باراك أوباما، قال، إن واشنطن لن تسلمه لأنقرة إلا إذا قدمت تركيا أدلة على ما تقوله.

كما اجتمع دانفورد مع أفراد من الجيش الأمريكي بقاعدة «إنجيرليك» الجوية في جنوب تركيا التي يستخدمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في محاربة «داعش». وقالت السفارة الأمريكية، إن دانفورد جاء إلى تركيا للتعبير عن تضامنه.

وقالت السفارة في بيان مكتوب، «سيقدم دانفورد، رسالة تدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب الأخيرة، وسيشدد على أهمية شراكتنا الدائمة بالنسبة للأمن الإقليمي».

وبسبب نطاق عمليات التطهير التي تم خلالها عزل نحو 40 في المئة من الجنرالات والأميرالات بالجيش، إلى جانب تلميح مسؤولين بأنه قد يعود العمل بعقوبة الإعدام، شعرت الدول الغربية بالقلق خاصة وأنها متوترة بالفعل لتشديد أردوغان قبضته على السلطة.

وتعهد أردوغان، بتخليص مؤسسات الدولة مما وصفه بأنه «سرطان» أتباع جولن.

وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي شارك في جهود أنقرة المتعثرة للانضمام للاتحاد، «ما يثير القلق هو أن الحكم في أنقرة حاليا هو حكم الرجل الواحد».

وأضاف لـ«رويترز»، «المشاعر بعد محاولة الانقلاب مفهومة جدا، لكننا نرى الآن انقلابا بعد الانقلاب».

  • «سيتوسلون لنا لنقتلهم» ..

ألقت القوات الخاصة التركية القبض على مجموعة من 11 من أفراد الكوماندوز المنشقين حاولوا القبض على أردوغان، خلال محاولة الانقلاب أو قتله.

وقال مسؤول، إن طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر حددت أماكن 11 هاربا من أفراد الكوماندوز في تلال تغطيها الغابات حول منتجع مرمرة المطل على البحر المتوسط، بعد ملاحقة استمرت أسبوعين. وكانوا ضمن مجموعة هاجمت فندقا حيث كان يقضي أردوغان عطلته ليلة محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو/ تموز.

وأظهرت لقطات فيديو أكثر من عشرة من المتظاهرين المناهضين للانقلاب وهم يطلقون صيحات الاستهجان عند رؤية الجنود الأحد عشر الذين اعتقلوا، وكانت وجوه بعضهم متورمة وتحمل كدمات. ولوح المتظاهرون بعلم تركيا ورددوا هتافات تطالب بإعدام «الخونة».

وقال وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، إن مدبري الانقلاب سيندمون بشدة على محاولة الإطاحة بالديمقراطية في تركيا، في كلمات تعكس مدى الغضب بين آلاف الأتراك الذين شاركوا في تجمعات للتنديد بالانقلاب يوما بعد يوم.

ونسبت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء، إلى زيبكجي قوله، «سنجعلهم يتوسلون. سنلقيهم في حفر.. سيعانون من عقاب شديد في هذه الحفر لدرجة أنهم لن يروا نور الشمس طالما كان في صدورهم نفس».

وتابع قوله، «لن يسمعوا صوتا بشريا مرة أخرى. سيتوسلون لنا أن نقتلهم».

وقال مسؤول كبير في أنقرة، إن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال بالسفارة الألمانية اليوم الإثنين، بعد أن منعت السلطات الألمانية، أردوغان من إلقاء كلمة وسط حشد من الأتراك في كولونيا أمس السبت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

وقضت المحكمة العليا الألمانية بمنع البث المباشر للخطاب، وسط مخاوف من أن تمتد التوترات السياسية من تركيا إلى ألمانيا التي توجد بها أكبر جالية تركية في أوروبا.

وكتب وزير العدل التركي بكير بوزداج، ردا غاضبا على «تويتر» جاء فيه، «سيكون من غير المقبول على الإطلاق أن تورد ألمانيا ذكر الديمقراطية أو سيادة القانون أو حقوق الإنسان أو الحريات أمام تركيا بعد هذه المرحلة».

وزادت الحملة الأمنية التي شنتها تركيا بعد محاولة الانقلاب من شعور الزعماء الأوروبيين بعدم الارتياح لاعتمادهم على أنقرة في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين، مقابل وعد بالسماح للأتراك بدخول دول الاتحاد بدون تأشيرات.

ونقل عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قوله لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج»، إن تركيا ستنسحب من الاتفاق إذا لم ينفذ الاتحاد الأوروبي وعده بإلغاء تأشيرات الدخول.

  • «سيطرة مدنية على الجيش» ..

وسببت محاولة الانقلاب والتطهير الذي أعقبها صدمة في تركيا التي كان آخر انقلاب عسكري عنيف فيها لانتزاع الحكم عام 1980، وهزت الثقة في استقرار عضو مهم في حلف شمال الأطلسي في ظل المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، والحد من الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا.

وتم كذلك تسريح نحو 1400 آخرين من أفراد القوات المسلحة، وامتلأ المجلس العسكري الأعلى بوزراء من الحكومة أمس الأحد، في خطوات يهدف أردوغان عن طريقها إلى تشديد القبضة المدنية على الجيش.

وقال نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر في أنقرة شرح فيه الإصلاحات الأخيرة، «هدفنا هو إقامة نظام لا يمكن أي شخص من داخل القوات المسلحة من التفكير في الانقلاب مرة أخرى». وقال، إنه سيجري بعد ذلك إعادة هيكلة أجهزة المخابرات.

وتم تسريح أكثر من 1700 من أفراد القوات المسلحة الأسبوع الماضي، لدورهم في محاولة الانقلاب.

وجاءت الموجة الجديدة من تسريح أفراد الجيش وإعادة هيكلة المجلس العسكري الأعلى، التي أعلنت في الجريدة الرسمية أمس الأحد، بعد ساعات من قول أردوغان، إنه يعتزم كذلك إغلاق الأكاديميات العسكرية القائمة، ووضع القوات المسلحة تحت إمرة وزارة الدفاع.

وقال أردوغان، إن جولن، أقام شبكة من المدارس والجمعيات الخيرية والشركات في تركيا وخارجها على مدى عقود، ليصنع «دولة موازية» بهدف السيطرة على البلاد.

لكن جولن، أدان محاولة الانقلاب.

وقال في حديث لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية أمس الأحد، «إذا كان هناك أي شيء قلته لأي شخص بخصوص هذا الأمر. إذا كان هناك أي اتصال هاتفي أجريته إذا كان عشر هذه الاتهامات صحيحا.. لأحنيت رقبتي وقلت إنهم يقولون الحقيقة فليأخذوني… فليشنقوني».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]