أكرم عطا الله يكتب:اسرائيل تنشئ دولًا في المنطقة والعرب يفشلون…!!

 

في الثاني عشر من سبتمبر الجاري نشر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي تغريدة على موقع تويتر كتب فيها “اسرائيل تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به” وذلك في إشارة الى الاستفتاء الذي سيجريه أكراد العراق في المناطق الكردية يوم الاثنين القادم تمهيداً للانفصال، وليس مهمًا الإشارة الى موقف نتنياهو من الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الفلسطيني للحصول على دولة لكن المصالح الاسرائيلية هنا مختلفة.

اسرائيل متحمسة جداً لاقامة دولة كردية وتكاد تكون الوحيدة في العالم التي تحمل هذا الموقف، حتى الولايات المتحدة التي تكاد تتطابق في رؤيتها الاقليمية مع تل أبيب تنحو باتجاه تأجيل الاستفتاء المزمع عقده، لكن الأمر بالنسبة لاسرائيل أن دولة كردية ستمثل كما قال معلق الشئون العسكرية ألون بن دافيد “حليف الأحلام بالنسبة لاسرائيل”.

لم تنجح جهود التأجيل حتى الآن رغم الموقف العراقي والإقليمي المحيط الذي يهدد عسكريًا كما تقول تركيا، وكذلك الدولي، لكن يبدو أن الأكراد مطمئنون لحليفهم الوحيد في المنطقة “اسرائيل” الذي تمكن من فرض حقائق وإقامة دولة صديقة له في المنطقة قبل ستة أعوام، وهي دولة جنوب السودان التي ارتبط جيشها الشعبي قبل استقلالها بالاستخبارات الاسرائيلية التي أمدته بالدعم والسلاح والتدريب والخبراء، وحتى أنها تمكنت من تطويع المحكمة الدولية لإعداد لائحة اتهام للرئيس السوداني عمر البشير كوسيلة ضغط للموافقة على سلخ الجزء الجنوبي من السودان، وبعد أن تم الأمر توقف أوكامبو عن ملاحقة البشير.

وبعد خمسة أِشهر على استقلالها عام 2011 كان رئيس جنوب السودان “سيلفا كير” ضيفًا كبيرًا في تل أبيب لدى الرئيس الاسرائيلي، وللمصادفة كان نفسه شمعون بيرس هو من قام بزيارة الأكراد معلنًا دعمه لحقوقهم بالانفصال أو الاستقلال. اقتطع الجزء الجنوبي من السودان وأقيمت دولة صديقة لاسرائيل أو نجحت اسرائيل في إقامة دولة لها هناك في ذلك البلد العربي، ويبدو أنها تسعى لإقامة دولة أخرى لها في العراق.

القصة طويلة والارتباط قديم مع جنوب السودان ومع الأكراد، اذ لعبت أجهزتها دورًا طويلا في إقامة علاقات مع تلك القوميات خلال العقود الماضيةن وهو ما أشار له نتنياهو في كتابه “مكان بين الأمم” الذي صدر في تسعينات القرن الماضي، بضرورة إقامة علاقات مع القوميات الأخرى في الوطن العربي، باعتبار اسرائيل قومية مختلفة، ودعمهم ليكونوا حلفاء لها أو حتى يفهم العرب بنشوء دول ذات قومية مختلفة ليصبح وجود  اسرائيل شيئا طبيعيا كما غيرها في الوطن العربي.

نجحت اسرائيل في إقامة دولة جنوب السودان وتعمل لإقامة الأخرى ولا يعرف بعد مدى قدرتها على تحقيق الشيء نفسه في العراق، لأن المسألة الكردية مرتبطة بأربع دول بدأت ثلاث منها بالتهديد ـ وهي ايران وتركيا  والعراق ـ بألا يمر الاستفتاء وعدم السماح للأكراد بتشكيل دولة، لكن الأهم في هذا السياق هو قدرة اسرائيل في ظرف زمني قصير على إقامة دول في قلب المنطقة العربية ورغماً عن العرب، فيما تفشل إحدى وعشرون دولة عربية في إقامة دولة للفلسطينيين.

بل وأكثر من ذلك أن يعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن الدول العربية تقيم علاقات سرية مع اسرائيل، اذ كان حديث ملك البحرين هذا الأسبوع صادماً من حيث دفاعه عن التطبيع مع اسرائيل والسماح لرعاياه بزيارتها، وكأن الدولة الفلسطينية لم تعد جزءًا من الاهتمام العربي.

هذه المسألة تطرح تساؤلاً عن قدرة اسرائيل وقدرة العرب وكفاءتهم وأولوياتهم، فالدور الاسرائيلي في المنطقة فاعل، وهناك في وثائق وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي تم كشفها ما يشير لهذا الدور بفاعلية، وخصوصاً فيما يتعلق باسقاط القذافي وهو ما تم تأكيده الشهر الماضي عندما ألقي القبض على عميل للموساد يقود مجموعات متطرفة بدور أمير أو إمام مسجد، وللمفارقة نذكر كيف تجندت إمارة عربية صغيرة بأسطولها الإعلامي ورجال الفتوى فيها لمساندة الهدف الذي قاده اليهودي برنارد ليفي.

انتهى حل الدولتين عملياً وأصبح جزءًا من الماضي، لقد فعلت اسرائيل ذلك بكفاءة عالية ولكنها تقيم دولاً في مناطق أخرى،  كيف سينتهي الحال في سوريا؟ والعراق لن تعود دولة واحدة، لقد تفتتت الدول، لم نضبط اسرائيل متلبسة في الأحداث، بل نراها في النتائج.. وبالمقابل أين ستذهب بالمشروع الفلسطيني؟.. لننتظر النتيجة، ويبدو أنها لم تعد بعيدة بعدما فعل الفلسطينيون بأنفسهم كل هذا الدمار..!!!

 

Atallah.akram@hotmail.com

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]