أكرم عطا الله يكتب: إنجازاتنا باتت مهددة..!

المسار الفلسطيني كان طويلاً ودامياً منذ الرحيل عن الأوطان قبل أكثر من سبعة عقود حين أريد له الخروج من التاريخ الذي كان يصطف ضده على الدوام، لكن لقدر الجغرافيا قولاً آخر،عندما ظل جزء من هذا الشعب على أرضه ليعيد إثبات وجودنا العميق هنا، كما جذور الزيتون.

خلال تلك الرحلة الطويلة، التي كلفت حتى الآن حسب الاحصائيات الرسمية 100 ألف شهيد ومليون أسير، تمكن الفلسطيني وسط معاندة التاريخ من أن يجد له مكاناً صغيراً تحت الشمس وهو يزاحم العواصف والأنواء الشديدة محققاً بعض الانجازات، وخصوصاً بعد انطلاق ثورته المعاصرة منتصف ستينات القرن الماضي، والتي سبقها ما يقارب العقدين من فراغ سياسي كانت الأسوأ في عقود الشعب الفلسطيني ليعلن عن نفسه بثورة ملأت الكون وبعدها بسنوات قليلة إذ به يعتلي منصة الأمم المتحدة بعد أن تقرر شطبه مطالباً بدولة لهذا الشعب من جديد.

تلتها رحلة طويلة من الدم الى أن عاد زعيمه التاريخي منتصف التسعينات، كان ياسر عرفات يبالغ في المراسيم التي كانت محل انتقاد وتندر لكن أبو المشروع الوطني كان يريد أن يرسخ في ذهن العالم أن الفلسطيني مثله مثل كل الشعوب يستحق دولة وقادر على ممارسة الحكم.

وما بين صعود الأحلام وهبوطها رحلة لا تقل ألماً أسوأها وصول الرئيس ترامب للبيت الأبيض كان قد سبقه يمين قد تجذر في حكم إسرائيل مسدلاً الستار على رحلة اليسار للأبد يمين يستمد ثقافته من أساطير الكتب وروايات طرد أصحابها  الأصليين، لكن الكارثة الأبرز هو أن يقود الولايات المتحدة رئيس يصاهر تلك الروايات ويسبق إسرائيل في تبنيها.

كان لليمين رؤيته حين تم توقيع اتفاق أوسلو فهو لا يرى بالفلسطينيين سوى كتلة بشرية وليس شعب يستحق الحياة وإقامة دولة ويعتبر أن هذه الأرض لا تتسع لدولتين وأن الضفة الغربية أرضاً دينية جرت عليها أحداث التوراة وحين يلتقي هذا الثنائي الاسرائيلي الأميركي فان كل ما حققه الشعب الفلسطيني يصبح مهدداً وهذا ما تلوح نذره فيما قاله جيبسون جرينبلات بالأمس وأيضاً مما حدث منذ وصول هذه الادارة للحكم وتسيير نتنياهو لها وترجمتها كل ما صدر عن مراكز الدراسات اليمينية في إسرائيل ومخرجات جامعة بار ايلان وأساتذتها شديدي التطرف.

المناخات التي تتحرك فيها القضية هي الأكثر سوء والتي تشي بالخوف الشديد من قدرة ذلك الثنائي الذي يمتلك إمكانيات كبيرة من التقدم بمشروعه الهادف لشطب القضية الفلسطينية وقد تمكنت الإدارة الأمريكية خلال العامين ونصف الماضيين من عمرها من تثبيت وقائع عجزت عنها اسرائيل منذ نشأتها سواء بملف القدس أو اللاجئين.

المناخات القائمة هي مناخات سلبية والتي تبدأ من الداخل الفلسطيني وغياب المؤسسة الجامعة كجماعة سياسية تعبر عن نفسها فيما يعيد الفلسطيني الى سنوات ما قبل انطلاق ثورته وسنوات الظلام حيث غزة بعيدة عن الضفة ولم يعد أحد يتحدث مع السلطة عن غزة بل مباشرة مع حركة حماس باعتبارها كتلة سياسية مختلفة تحكم غزة وتلك واحدة من أخطر ما حدث للفلسطينيين.

أما الدائرة العربية فقد باتت أكثر ضعفاً بعد تجربة التغيير في العالم العربي وخوف النظم مما حدث جعلها أقل ثقة بنفسها، تبحث عن ممكنات القوة، ربما تتطلب تلك ألا تتصادم إسرائيل أو تكون قريبة منها لأن إسرائيل هي مفتاح الولايات المتحدة والأهم أن العرب باتوا مشغولون بقضاياهم الداخلية وتثبيت أنفسهم بعد أن باتت تلك الدول مهددة.

أما الدائرة الدولية ليست فقط أسوأها إدارة البيت الأبيض بخبرة تجارة العقارات حيث يتعامل مع قضيتنا كعقار خاسر هو وطاقم شركته بل أيضاً المجتمع الدولي والدول الأوروبية التي أصبحت أيضاً مشغولة بهمومها، فروسيا لا يشغلها غير سوريا ويبدو أنها صرفت النظر حين تجسد أداءنا الرديء أمامها عندما وجهت دعوة للفصائل شاهدت ما يدعو للخجل وبريطانيا لديها أزمة تتمثل بفشل الخروج من الاتحاد الأوروبي وانقسام نظامها السياسي حد الاضطراب وفرنسا والسترات الصفراء وهكذا.

هناك قلق على الحاضر الفلسطيني والمستقبل الفلسطيني ولا يبدد هذا القلق سوى التفكير بكيفية عودة الفلسطينيين كجماعة سياسية موحدة ودون ذلك سنوهم أنفسنا إذا كنا نعتقد أن هذا المشهد الفلسطيني مدعاة لتحقيق الانجازات بل أن الحقيقة هو مدعاة لضياع ما كان قد تحقق منذ نصف قرن، لا يجب الاستهانة بما فعلناه بأنفسنا وقضيتنا والأهم كيف نفكر بالوحدة من جديد!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]