أكرم عطا الله يكتب: خطة تسوية كل شيء او لا شيء..!

 

 

ما انفردت بنشره صحيفة “إسرائيل هيوم “التي يملكها الملياردير اليهودي الأميركي شلدون أولسون أحد أبرز داعمي الرئيس ترامب في حملته الانتخابية والمقرب من بنيامين نتنياهو يجب أخذه على محمل الجد، إذ نقلت الصحيفة على لسان مسئول أميركي كبير في البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيضع خطته السياسية للحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى نهاية العام.

المصدر الأميركي كما نشرت الصحيفة لم يفصح عن تفاصيل الخطة، لكنه لخصها بأنها سترضي الفلسطينيين بنسبة 50% وترضي الاسرائيليين بنفس النسبة، لكن الأهم فيما نقل أن الرئيس الأميركي لن يعطي ساعات طويلة من الجدل والأخذ والعطاء والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، بل اتخاذ قرار.

هناك ما يمكن تصديقه فيما يقال لأن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بما يملكانه من مجسات سواء بقراءة المناخات لدى الإدارة الأميركية أو ربما قيل لهما في الغرف المغلقة باتا يدركان أن هناك رغبة أميركية لاتمام صفقة لدى رئيس يتعاطى مع كل قضايا الكون بنظام الصفقات التجارية “لا مجال للأخذ والرد” إما القبول أو الرفض ” وهذا منطقه التجاري والسياسي أيضا .

الطرفان باتا يدركان طبيعة القادم، ففي أكثر من مرة عبر نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي أمام وزرائه بأن الرئيس الأميركي سيتقدم باتجاه تسوية ما وأن إسرائيل لن تستطيع الاعتراض هذه المرة، وطلب منهم عدم الحديث عن ذلك، وفي مرات مغلقة أسر بأن مهمة إسرائيل كيف تفلت منها دون أن تتحمل المسئولية؟.. وهنا جاءت المصالحة الفلسطينية، ما اعتبره نتنياهو خط النجاة باعتبار أن حكومة تدعمها حماس تشكل فيتو على المفاوضات مع السلطة.. ليس هناك مفاوضات دائرة، بل كان ينظر لما هو قادم في محاولة لعرقلته، وهو ما أدركته الإدارة الأميركية التي أبلغت إسرائيل باستيائها منذ قرارات الكابينيت الأسبوع الماضي لتتراجع إسرائيل نحو الموقف الأميركي.

الترتيبات لدى السلطة الفلسطينية التي تستعيد السيطرة على غزة تبدو واضحة كمقدمة لشيء ما، وخصوصا أن هذه الترتيبات في لحظة ما اعتبرت مدعومة من الولايات المتحدة بعد تصريح جيسون غرينلات بضرورة عودة غزة لغلاف السلطة، وهو ما يفسر الدعم الأميركي للجهود المصرية، بل أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أشار مباشرة في خطابه أمام الحكومة الفلسطينية في غزة الى أن المصالحة خطوة باتجاه حل القضية الفلسطينية وحق للفلسطينيين بدولة.

الرئيس المصري كان أول من تحدث عن صفقة القرن بعد زيارته للولايات المتحدة، وهناك تناغم بين الولايات المتحدة ومصر في هذا الملف، وربما غيره، فمصر كانت تنتظر سقوط أوباما الذي اعتبرته أقرب للإخوان المسلمين في سياساته وداعما لدمجهم بالسلطة وربما تمكينهم، وقد كانت مصر الدولة العربية الأولى التي تهنئ ترامب بعد فوزه بساعات قليلة، إذن هناك تنسيق كبير بين الجانبين، وبات واضحا أن الرئيس المصري يعني ما يقول، ومن الواضح أن هناك شيئا ما على الطريق تؤكد التصريحات أنه بات قريبا، إذ يجري الحديث عن نهاية العام، إذن نحن أمام أسابيع قليلة.

الوضع الفلسطيني في أضعف حالاته، وكذلك الوضع العربي بعد ست سنوات من الاضطراب في الإقليم، وتبدل التحالفات باتجاه انزياحات لم تكن تخطر على بال أحد، بالتالي فإن قدرة الفلسطينيين على رفض خطة تقدم 50% من مصالحهم تبدو امكانية ضعيفة، وقدرتهم على الصمود بعدها تبدو أكثر صعوبة.

في إسرائيل أيضا هناك يمين متطرف يقود نظامها السياسي، وهي ليست مستعدة للتنازل عن 50% وتجربة السنوات الطويلة معها تؤكد ذلك، وتسريبات نتنياهو الذي يصب كل جهوده للسير بين حبات المطر دون أن يبتل تشي بإصرار إسرائيلي لعدم القبول. وقد أشارت الصحافة الاسرائيلية بعد اجتماع الكابينيت الذي خرج بالشروط السبعة المعرقلة لبدء مفاوضات إلى أنها تخريب على صفقة القرن، فإن عادت السلطة لغزة هذا يعني أنها تحالفت مع حماس، وهذا يمنع مفاوضات وإن لم تعد فهي لا تمثل الفلسطينيين جميعا وبالتالي لا مفاوضات.. هذه كانت بروفة رفضها الأميركان.

الأزمة هنا في مأزق الخيارات الفلسطينية، أغلب الظن لا أحد جاهز لها لأن خطة 50% تعني تنازلات كبرى، والمأزق أن رفضها مشكلة وقبولها أيضا مشكلة إذا كان المطروح أقل من حقوق الشعب الفلسطيني محل الاجماع.. هنا السؤال: ما العمل؟ هو سؤال كبير لا يحتمل الانتظار.. ولا أحد يستطيع أن يفكر في ظل غياب المعلومات وحصرها في خلية صغيرة لم تعتد على التشاور مع الآخرين.. نحن أمام لحظة حسم ينبغي التفكير جيدا كما الاسرائيلي الذي بدأ يحضر منذ أشهر خطته لتجاوز اللحظة بلا خسائر..!

Atallah.akram@hotmail.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]