أكرم عطا الله يكتب: سوريا تتعافى.. «دوما» الجرعة قبل الأخيرة..!

ربما خلال ساعات أو أيام يبدأ هجوم الجيش السوري على مدينة دوما في الغوطة الشرقية وهي المدينة الأكثر تحصينا بالنسبة للمدن الأخرى، فقد تمكن ما يسمى بجيش الإسلام من حفر مدينة تحت المدينة من خلال شبكة أنفاق صعبة جدا، لذا كانت نصيحة الروس للرئيس السوري بشار الأسد ألا يتم اقتحامها لأن التكلفة ستكون عالية سواء من المدنيين أو من الجيش السوري.

كانت المبادرة الروسية بالقيام بدور الوساطة مع المنظمات المسلحة المدعومة من الخارج والتي تحتل غوطة دمشق منذ ثلاث سنوات تمكنت من النجاح في أغلب مدنها، وانتهت بنقل العناصر التكفيرية من فيلق الرحمن و جبهة النصرة وأحرار الشام إلى محافظة إدلب، واستمرت المفاوضات مع جيش الإسلام الذي أعلن بالأمس الثلاثاء عن فشل المفاوضات وتوقف الوساطة الروسية، ولم يبق للجيش السوري سوى إعلان الحرب لاقتحام دوما مهما كلف الثمن.

المعركة في دوما إن بدأت ستكون قاسية والثمن سيكون فادحا، فالقرار السوري المسلح بنشوة الانتصارات في معظم أنحاء سوريا و في الغوطة لن يحتمل كثيرا من الوقت، مستغلا اندفاعه الأسابيع الأخيرة وفشل الولايات المتحدة من فرض قيود في مجلس الأمن سواء على شكل هدنة أو فشلها في تنفيذ تهديداتها حتى اللحظة جعل سوريا وحلفاءها يتصرفون كجيوش منتصرة.

وبالمقابل فإن التطورات الإقليمية الحادة و التغيرات على الأرض السورية لجهة هزيمة القوى التكفيرية أحدث قدرا من الإحباط للدول التي رعت تلك القوى و دعمتها عندما كانت تعتقد أن سوريا ستنهزم بالمال والسلاح والإعلام، وهي دول خليجية سخرت ما يكفي من إمكانياتها وفضائياتها ضد الجيش السوري المدعوم روسيا وجميعنا يذكر حملة “حلب تحترق” عندما كانت القوة السورية تتقدم لانتزاعها.

الإرهاب على وشك أن يهزم في سوريا رغم ما سيسقط من ضحايا إذا ما بدأ الهجوم الروسي السوري على دوما لكننا قد لا نجد حملة “دوما تحترق” لأن الأمل في هزيمة الجيش السوري وتسليم سوريا للقوى التكفيرية وتقسيمها لم يعد قائما، فسوريا تستعيد أرضها والمعارك في نهاياتها بعد سبع سنوات من القتال والدمار ونقل مائتي ألف مقاتل من كل العالم ليعيثوا خرابا في سوريا تمهيدا لتقسيمها.

أغلب الظن أن كل القوميتين والتقدميين يتابعون بارتياح تقدم وسيطرة الدولة السورية على أراضيها، لكن بالتأكيد هناك رأي آخر للذين انطلقوا مبكرا في تحديد موقفهم من الصراع في سوريا بناء على معايير مصلحية أو مذهبية أو طائفية، فالأمر في سوريا كان مرتبطا أولا وأخيرا بإسرائيل وحزب الله الذي رأت تل أبيب أن سقوط دمشق يعني نهاية الحزب وقطع الطريق الواصل بينه وبين طهران.

إن بعض الانتصارات التي حققتها القوى المسلحة في سوريا قبل سنوات كانت ترخى بظلالها على الإقليم لجهة نجاح الفكرة التي بدأت مدعاة للتقليد في أكثر من منطقة عربية على شكل إعلان ولايات داخل الدول العربية، وكادت تلك التجربة لو تمكنت في سوريا لانتقلت العدوى في عديد من الدول المدفوعة بقوة وهج النموذج الذي لمع صاعدا في الرقة عام 2014 وبدأ تقليده في اكثر من ساحة عربية، لذا فإن انتصار الدولة السورية هو انتصار للدولة العربية والجيوش العربية ولاستقرار هذه الدول والذي يرسل رسالة تعمدت بالدم بأن محاولات اقتطاع مساحات من دول عربية لن يكتب لها النجاح.

الآن نعود لسنوات مضت لنتذكر كيف صدق كثير من المثقفين العرب فكرة الربيع العربي التي أنتجت كل هذا الفشل والدمار، والتي كانت شديدة الوضوح في أهدافها لتحطيم الدول العربية وإغراقها، فالدولة التي تسقط لن تقوم لها قائمة وكان نموذج العراق أمامنا جميعا وكان لا بد لسنوات ودماء تجري في نهر التاريخ العربي ليدرك الكثيرون أن مؤامرات التاريخ أبعد كثيرا من سذاجة الأفكار الحالمة.

إن ربيعا أشرفت على هندسته كوندوليسا رايس أضعف مصداتنا العربية في وجه إسرائيل وتراجعت خلف غباره القضية الفلسطينية وحول شعوب عربية بأكملها إلى جحافل من اللاجئين الهاربين من ويلات الحروب وأعطى لنتنياهو فرصة للقول إن العالم العربي مليء باللاجئين وليس فقط اللاجئون الفلسطينيون.. كثير من الخسارات سنحصي مما حدث ولكن البشرى أن سوريا لم تسقط  وما سقط هو أموال النفط والغاز..!

 

Atallah.akram@hotmail.com

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]