أكرم عطا الله يكتب: لبنان في عين العاصفة وزعامة الرئيس عون..!! 

لولا الخوف من عدوان اسرائيلي قادم على لبنان هدفه حزب الله بعد أن تكثفت الغيوم في الأسابيع الأخيرة لأمكن القول، إن استقالة رئيس الوزراء اللبناني الشاب سعد الحريري، لن تحدث ذلك الزلزال المطلوب في لبنان وبالإمكان تطويقها لكن القلق يذهب أبعد من لبنان الداخل ونظامه السياسي فالأمر هنا يتعلق بتقاطعات إقليمية أكبر كثيراً من الحريري نفسه.

هناك صدمة في الأوساط اللبنانية كيف لدولة مهما كان حجمها وتأثيرها أن ترسل بلاغ لرئيس وزراء دولة أخرى وترغمه على الاستقالة من عاصمتها ؟ صحيح أن لبنان العنوان الأبرز للتنافس السعودي الايراني، وإن كانت إيران تبذل كل جهدها لدعم حليفها لكن السعودية هذه المرة تصرفت مع حليفها بإهانة شديدة وهو ما سيترك أثره ليس فقط على الدور السعودي في لبنان بل وأيضاً على شعبية تيار المستقبل الذي تترأسه عائلة الحريري.

الرئيس اللبناني ميشيل عون بدى هذه المرة زعيماً حقيقياً بإدارته لواحدة من أخطر الأزمات التي يمر بها لبنان والذي فهم أن الأمر ليس عادياً عندما تلقى مكالمة سعد الحريري الذي يبلغه فيها بالاستقالة لم يناقشه الرئيس بري في شيء بل سأله “هل أنت بخير”؟ الرئيس الذي سطع نجمه في القمة العربية الأخيرة التي انعقدت هذا العام في الأردن أدار الأزمة بهدوء شديد وهو يستشعر الخطر القادم على بلاده، فسارع بالاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مدركاً قوة الدور المصري في هذه الظروف كدولة مركزية قادرة على التدخل بل طالبه بـ”الإفراج عن رئيس وزراء دولته “، وهو يشعر بمساس بهيبة الدولة اللبنانية.

الرئيس عون في نهاية ثمانينات القرن الماضي كان قائداً للجيش خاض صراعاً مسلحاً مع سوريا، وهي دولة الجغرافيا التي لم يفكر أي من اللبنانين بالاصطدام معها وذلك حفاظاً على القرار الوطني المستقل لديه أزمة تاريخية كزعيم وطني من التدخلات الخارجية والوصاية على القرار اللبناني وتبعيته لدول خارجية. سارع عون الى قيادة الجيش كقائد سابق وطلب منهم تأمين الدولة مهما كلف الأمر ووضع لهم خطة التأمين كجنرال سابق وأبلغهم باستعداده لارتداء بزته العسكرية والاشراف على القوات واتصل بزعماء الأحزاب واستقبل بعضهم طالباً منهم احتواء الموقف وعدم التصعيد وتركه يتصرف من هنا جاءت كلمة الأمين العام لحزب الله هادئة ولم يتعرض فيها للحريري.

بعض وسائل الإعلام تربط بين الحريري والحملة التي يقودها ولي العهد السعودي ضد بعض الأمراء ورجال الأعمال في السعودية باعتبار الحريري يحمل الجنسية السعودية ويملك ارتباطات مع النخب قيد الاعتقال وإن كان ذلك يشكل سابقة في علاقات الدول لكن الأمر ليس بهذه السهولة بل أبعد كثيراً من قضايا مالية ،فقد شهدت الأيام الماضية ازدحاماً للطيران في سماء المنطقة بدء من وصول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى إسرائيل فيما زار الرئيس بوتين طهران وبعد ساعات من مغادرة بوتين للأراضي الإيرانية طار مستشار الرئيس الإيراني على أكبر ولايتي إلى بيروت والتقى الحريري وبعدها بساعات طار الحريري الى السعودية ليعلن استقالته من هناك.

إذن هناك حركة كبيرة لا يمكن فصل استقالة الحريري عن تلك الحركة بل يمكن أن تكون أحد مخرجاتها أو نتائجها مقدمة لشيء ما أدركه اللبنانيون الذي ظهروا على درجة من التماسك والمسئولية وبدلاً من مهاجمة الحريري وتيار المستقبل كان اتفاق بري عون على تكثيف الاتصالات بهدف “تحرير رئيس وزراء لبنان قيد الاعتقال في بلد خارجي”. امتصت لبنان صدمة الاستقالة ولم تخرج الأمور عن السيطرة بعد أن أداروا اتصالاتهم بهدوء شديد ويقف الى جانبهم مصر والأردن وفرنسا وروسيا كل هذه الدول تضغط على السعودية وغير معروف حتى اللحظة نتائج الاتصالات والتي ربما ستفضي الى مغادرة الحريري بالرغم من اتفاق اللبنانين تأجيل قبول الاستقالة الى حين عودة رئيس الوزراء.

بكل الظروف كما قلنا لو أن الأمر يخص لبنان فان تأثيراته ستكون هامة على صعيد البنى السياسية في هذا البلد الذي يضج بالحيوية السياسية فقد تلقى تيار المستقبل ضربة قاصمة عندما بدا على هذه الدرجة من الوهن والاستلاب وستؤثر هذه على شعبيته وحضوره فيما ستصعد أسهم التيار الوطني الحر الذي يقوده الرئيس عون الذي أدار الأزمة بمسئولية، سيتأثر تمثيل السنة في لبنان وقد يؤدي الحاجة وممثل جديد لهم بعد انكشاف المستقبل. يأمل الجميع أن تقف المسألة عند هذا الحد لكن لبنان يقع في منتصف تقاطعات دولية وإقليمية وقد وضعته الجغرافية السياسية في عين العاصفة يبدو أن هناك ما هو أبعد من الحريري وتحقيقات السعودية وهنا دور باقي الزعماء العرب في حماية لبنان من المخططات وعدم تركه في مهب الريح أو خاضعاً لمصالح غير اللبنانين… حمى الله لبنان..!!

Atallah.akram@hotmail.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]