أكرم عطا الله يكتب: مصر وسوريا تدفعان ثمن نصر أكتوبر…!!

 

 

مصر وسوريا تدفعان ثمن نصر أكتوبر…!!

 

من مفارقات التاريخ العجيبة أن رياح سفينه تنقلب أحياناً بلوثة قد تأتي على حين غرة فتجر مساره معاكساً لكل الأمواج ومخالفاً لمن يرسمون معاركه على الورق وفي ميادين القتال،  لكن هذا لا يحدث الا لدى الأمم التي لا تجيد صناعة السياسة أو الأمم التي يجري مسارها بمصادفات أو بضربة حظ.

حرب أكتوبر هي اللحظة المجيدة التي أعادت أو استعادت جزء من ثقة الأمة بنفسها بعد كارثة حزيران التي أحدثت ما يشبه الزلزال في الوطن العربي بانتصار اسرائيل على الدول العربية بضربة خاطفة كانت تعادلها لحظة العبور واقتحام خط بارليف وما صاحبها من مفاجأة كانت صاعقة لدى القيادة الاسرائيلية كما أشارت الوثائق الاسرائيلية التي نشرت.

بقلم ـ أكرم عطا الله

من مصادفات الحرب أو نتائجها الذي أحدث تحولاً هائلاً في الاقليم وهو الارتفاع المفاجيء لأسعار النفط أو ما عرف بالصدمة النفطية الأولى عام 73 عندما قام أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للنفط باعلان حظر نفطي ووقف تصديره ما أدى الى ارتفاع هائل لسعر البرميل الذي تضاعف أكثر من خمس مرات من 1.8 دولار للبرميل الى أكثر من عشرة دولارات ولم ينخفض بعدها.

مصر التي انتصرت وكانت قبل الحرب تعاني من أزمة مالية حادة ظلت كذلك بعد الحرب لكن الاتفاع الكبير لأسعار النفط كان يفعل فعله في اطار تحولات ظهرت في العقد الذي تلا الحرب عندما كانت دول الخليج هي المستفيد الأول من نتائج الحرب وبدأت تتكدس خزائنها بالمال.

فائض الأموال أحدثته حرب أكتوبر لدى السعودية مثلاً كان لابد وأن يتحول الى سياسة أو أن يسمح  بتصدير ثقافة كما تفعل كل الدول وهنا كان من الطبيعي أن تبدأ السعودية بالانتشار خارجاً وأن يبدأ التمدد الوهابي في المنطقة وهو الذي اعتبر الدفيئة الكبرى  للتطرف واعادة انتاج شكل مختلف للدين متأثراً بالثقافة البدوية وبقسوة صحراءها وبما تحمله من عنف فتراجع دور الأزهر والحالة الوسطية للدين لصالح شكل تقف  خلفه أساطيل مالية مدججة.

ومع السنوات انتقل المركز الاقتصادي العربي للخليج ليشتد الصراع في السنوات الأخيرة على انتقال  المركز السياسي بما يحمله من تكلفة باهظة ومن هنا يفهم ما فعلته بعض دول الخليج بالعواصم العربية الكبرى من بغداد ودمشق واستهداف القاهرة بحيث تصبح عواصمه صاحبة القرار العربي وشهدت السنوات الماضية صعوداً كبيراً لبعض دوله ودورها في اعادة رسم المنطقة فيما كانت عواصم القرار الكبرى تاريخيا  تصاب بارتجاجات عنيفة أفقدتها قدرتها على التوازن وبعضها غاب تماماً مثل بغداد .

الأهم من ذلك دعم هذه الدول للحركات والقوى المتشددة ديناً والمتطرفة سياسياً لتعمل ضد الأنظمة الوطنية والقومية في الوطن العربي وقد تمكنت من النجاح في بعضها ومشاغلة دول أخرى لم تسقط وفي اطار هذه المزاحمة كانت بعض عواصم النفط تتصدر المشهد فيما تتراجع دول كبرى.

لقد بدأت التيارات الدينية المتشددة بالظهور مع نهاية سبعينات القرن الماضي وبداية ثمانيناته بتأثيرات صدمة النفط وكان الانتشار والتمدد الكبير لها يتكئ على أمواله  النتيجة أن مصر وسوريا اللتان انتصرتا تتراجعان وتدفعان الثمن ودول أخرى تتقدم وقد يقول قائل أن اِضعاف مصر جرى منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وهي  مغامرة كان لها دور كبير في تراجع الهيبة المصرية ولكن الآن نرى أن دول الخليج تتسابق في التقارب مع اسرائيل هل يعني ذلك أننا أمام نهاية حضورها الاقليمي ؟ واذا كان الأمر كذلك فلماذا تراجعت سوريا التي ظلت تشهر العداء مع اسرائيل؟

هناك شك في اعتبار كامب ديفد وحدها والعلاقة مع اسرائيل أساس التراجع   فالحضور القطري الذي تصاعد في العقدين الأخيرين كان يترافق مع تقاربها مع اسرائيل منذ فتح المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة عام 96 كبديل عن سفارة وكانت قطر خلال تلك الفترة تشهد حضوراً متزايداً .

هذا ما حدث من تحول تدفع ثمنه مصر التي تعاني من عنف الجماعات الدينية بموجات بدات في ئمانينات القرن الماضي وحتى الاّن وأيضاً سوريا التي شاركت في النصر آنذاك يتم تدميرها بأموال النفط أو فائض أموال النفط الذي بدأ يتكدس منذ الحرب فأية مفارقة تلك أن يدفع المنتصر الثمن ؟  هذا يحدث لدى الأمم التي يسكنها الجهل ضيفاً دائماً..!!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]