أكرم عطا الله يكتب: من الذي عطل مسار الانتخابات الفلسطينية أصلاً ؟

أكرم عطا الله

 

لولا أن قامت حركة حماس بمغامرتها عام 2007 بطرد السلطة الوطنية من قطاع غزة، لكنا الآن قد أجرينا بعدها ثلاثة انتخابات دورية ونتجهز للرابعة، فقط كان أمامنا عامان ونصف ربما لدورة انتخابية كانت ستتم مطلع 2010 ولكن النزق الذي حكم أقطابها أو النصيحة التي تلقتها ربما من أطراف غير فلسطينية هدمت لنا المعبد بكل أركانه، والآن بتنا جميعاً نستجدي انتخابات في ظروف بات إجراؤها فيها مسألة شبه مستحيلة.

أصدق أن حركة حماس تريد الانتخابات دون الوقوف كما فعل الرأي العام دون أن يفكر بالفرق بين كلمتين، محاولاً عدم تصديق حماس التي يزداد حجم الشك في كل كلمة تقولها، لكن الحقيقة أنها وبعد كل هذه التجربة التي خاضتها ولاطمت فيها كل الأمواج وخرجت صفر اليدين بدءًا من الانقلاب وانتهاءً بمسيرات العودة لم يبق لها مخرج سوى الانتخابات.

عندما كنا نقول إن حماس انقلبت على حكومتها كانت تغضب، وحين كنا نقول إنها أخرجت نفسها من النظام السياسي لم تكن تسمع، وحين كان الجميع يقول إنها ستدفع ثمن تلك المغامرة غير المحسوبة لم تكن تعرف أنها فعلاً ستستمر في المحاولات دون جدوى ففي النهاية وجدت نفسها خارج كل شيء، والآن فعلاً هي في حالة شديدة الضعف تريد أن تكون أي شيء في النظام السياسي، ومن يلاحظ أنها لم تقدم اعتراضًا على الرسالة التي حملها الدكتور حنا ناصر بما يتعلق بالنسبة الانتخابية التي ستجري الانتخابات وفقها بعد أن تمترست في أحد حوارات القاهرة لتبقى على نسبة للدوائر يستطيع أن يلمس المستوى الذي تتفاوض به حماس.

ولكن رغم وضوح كل هذا وإدراكنا أن العودة للماضي الذي لا تحبذه الفصائل التي تخطيء ولكن أحياناً من المفيد التذكير بدروس التاريخ الذي لا يرحم ولا يحمي المستعجلين في حرق المراحل، لكننا أمام واقع يعود الحديث فيه بقوة للانتخابات وأغلب الظن أن الجميع يريد انتخابات وفقاً لمصالحه، انتخابات تضمن مصالحه.. وتلك وحدها مدعاة للتفكير إن كانت ستجري أصلا أم لا لأن الإسرائيلي تمكن ببراعة من إفشال الجميع أمام الجميع، فلا تجربة السلام أقامت دولة ولا تجربة المقاومة أعادت أرضًا، وفي كلتا التجربتين ما يجعل المواطن يحاسب أو يعاقب أو يكافئ وبالتأكيد ونحن نجري الحسابات نعرف أن كل الفصائل أكثر ذكاء في حساباتها حين يتعلق الأمر بمصالحها.

إن الغرق الآن بالتفاصيل الكثيرة المحشوة بالشياطين نوع من السذاجة، فلا زالت موانع الانتخابات أكثر من ممكناتها وهي المواقع الدفينة التي يريد الجميع أن يضمن الاستيلاء على النظام السياسي قبل أن تجري الانتخابات، والا فإنه قادر على تفجير موكب الانتخابات قبل أن تدور عجلاته، وتلك هي أسهل ما يجيده الفلسطيني، فالتجربة حية لكن لدينا طرفين، كل منهما يعتقد أنه سيقود النظام السياسي ولا أحد يعرف إن جرت “هذا ان جرت” كيف يمكن تصور أن تسلم فتح التي قادت النظام السياسي الفلسطيني وحيدة كما النظام العربي أن تسلم اذا ما فازت حركة حماس حسب ما تأمل الحركة الاسلامية التي تراهن على مخزون الانتخابات في الضفة الغربية التي لم تستطع خلالها السلطة أن تسجل نموذجًا، وأيضاً ساهم الاسرائيلي بإفشال أي تحرك لها يمكن أن يسجل نجاحًا ما.

ولا أحد يتصور فيما لو فازت فتح كيف يمكن أن تسلم حماس قطاع غزة على نمط الجمل بما حمل، بما فيه السلاح والخنادق والأنفاق والمساجد، حتى حماس ليس لديها تصور عن هذا ولا تحلم به حتى في أسوأ الكوابيس، وكذلك فتح، فيما لو حصل العكس، وهذا هو المانع الدفين الأبرز والذي سيقطع الطريق على العملية برمتها، ذلك طبعا قبل أن نصل للمانع الاسرائيلي وسماحه بإجراء انتخابات بالقدس في ظل المبارزة اليمينية هناك، وحتى إن وافق يكون لديه من الاستطلاعات الخفية ما يمكن أن تكون هناك نتائج سلبية للانتخابات تماما كما انتخابات 2006 والتي أعطت أنذاك مراكز الاستطلاعات الفلسطينية أرقاما تليق بالهواة وفقدت مصداقيتها منذ ذلك التاريخ.

صورة الكاريكاتور التي نشرتها وكالة شهاب التابعة لحركة حماس بأن الجمهور يدفع بصندوق الانتخابات ليحشر الرئيس الفلسطيني نحو الحائط تعني بالنسبة لها الكثير، وتعكس طبيعة ادراكها بضعف الحيلة والحال، ولكن وإن كنا لا نصدق أن الانتخابات على الأبواب لكن تلك الصورة تحتاج الي واحدة أخرى تصلح للذكرى يرسم فيها أحد الفنانين حركة حماس تقف عام 2007 وتركل بقدمها الصندوق كما كرة القدم ليتحطم الى شظايا نحتاج سنوات طويلة كي نعيد ترميمه وقد لا نستطيع.

اذا كانت حماس تتهرب من الانتخابات كما يتهمها الجمهور فتلك مسألة سهلة، أما اذا كانت تتوق للانتخابات وأنا مع هذا الرأي فعليها الآن أن تعض أصابعها ندماً وتوافق على كل شيء دون شروط..!

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]