أكسيوس: الخلاف بين أميركا وإسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن «أزمة مصطنعة»
يرى البيت الأبيض أن الخلاف العلني مع إسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن، بالموافقة على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، هو أزمة مصطنعة صنعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لأسباب سياسية داخلية، حسبما صرح 3 مسؤولين أميركيين لموقع Axios.
فبعد أقل من 6 أشهر من عملية طوفان الأقصى، التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي أدى إلى دعم غير مسبوق لإسرائيل من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تتدهور العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسرعة، وفق ما نشره الموقع الأميركي.
وألغى نتنياهو، اليوم الإثنين، زيارة لكبار مستشاريه إلى البيت الأبيض، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في الأمم المتحدة الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
خلف الكواليس
مساء أمس الأحد وصباح اليوم الإثنين، أجرى مسؤولو البيت الأبيض مناقشات مع مساعدي نتنياهو حول قرار الأمم المتحدة وأخبروه أن الولايات المتحدة من المرجح أن تمتنع عن التصويت، حسبما قال مصدر مطلع.
وقال المصدر إن البيت الأبيض أبلغ مساعدي نتنياهو خلال هذه المناقشات أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت لا يمثل تغييرا في السياسة وشدد على أن إدارة بايدن لا تعتبر قرار الأمم المتحدة ملزما.
وقال نتنياهو، في بيان، اليوم الإثنين، إنه أوضح لإدارة بايدن ليلة الأحد أنه يعتبر ذلك تغييرا في السياسة الأميركية، كما هدد بإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن لمناقشة عملية رفح إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار.
وقال مسؤول أميركي إن البيت الأبيض «في حيرة» مما يعتبره رد فعل مبالغ فيه من قبل نتنياهو.
وقال المسؤول إن البيت الأبيض يشعر بالحيرة أيضًا لأن رئيس الوزراء رفض التفسير الأميركي لقرار الأمم المتحدة، وقرر التعبير عن خلافاته مع إدارة بايدن علنًا وإخبار الولايات المتحدة بسياستها في حين أن الولايات المتحدة تعلن بالفعل سياستها، وهو أمر مختلف عما يقوله نتنياهو.
وقال مسؤول أميركي: «كل ذلك يعد هزيمة ذاتية، كان بإمكان رئيس الوزراء أن يختار مسارًا مختلفًا للتوافق مع الولايات المتحدة بشأن معنى هذا القرار، لقد اختار عدم القيام بذلك، لأسباب سياسية على ما يبدو».
بعد ساعتين من إعلان نتنياهو إلغاء زيارة الوفد، قال الوزير المحافظ جدعون سار إنه سيستقيل وأن حزبه سيترك حكومة الطوارئ.
وستؤدي استقالة سار إلى زيادة الضغط على الوزير بحكومة الحرب بيني غانتس ليفعل الشيء نفسه.
وإذا غادر غانتس الوسطي، سيبقى نتنياهو مع ائتلافه اليميني المتطرف الأصلي وسيكون لديه مساحة أقل بكثير للمناورة على المستوى الدولي.
وقال مسؤول أميركي آخر إن نتنياهو يستخدم تصويت الأمم المتحدة كذريعة لعدم إرسال وفد من القادة الإسرائيليين إلى واشنطن هذا الأسبوع لمناقشة الغزو الإسرائيلي المزمع لرفح، حيث ويعيش أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من منازلهم في جنوب مدينة غزة.
وقال المسؤول: «كان خائفا من أننا قد نقدم شيئا معقولا».
وأضاف: «إنها أيضًا طريقة مضحكة لمعاملة شريك قدم لإسرائيل الكثير من الدعم».
بين السطور
يحاول البيت الأبيض التقليل من شأن قيام نتنياهو بإلغاء رحلة الوزير المقرب منه رون ديمر، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي.
ومن المتوقع أن يلتقي الاثنان بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين كبار آخرين لمناقشة البدائل التي خططت الولايات المتحدة لاقتراحها لعملية إسرائيلية في رفح.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم يركزون بدلا من ذلك على مسؤول إسرائيلي كبير آخر يتواجد في واشنطن هذا الأسبوع، وهو وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي التقى، اليوم الإثنين، مع سوليفان، وناقش العملية في رفح من بين قضايا أخرى.
غالانت من الذين يدعمون العملية الإسرائيلية في رفح، لكنه المنافس الرئيسي لنتنياهو داخل حزب الليكود.
ماذا بعد؟
قال مصدر مطلع على القضية إنه ليس من المقرر إجراء مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو في الوقت الحالي.
____________________________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
