ألكاراز يتوج ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس ويتصدر التصنيف العالمي

يستمتع كارلوس ألكاراز بما وصفه «بالصراع الجميل» مع نوفاك ديوكوفيتش على إنهاء العام الجاري في صدارة التصنيف العالمي للتنس، وقال اللاعب الإسباني البالغ عمره 20 عاما، اليوم الأربعاء، إن ذلك سيمنحه المزيد من الدوافع قبل بطولة الصين المفتوحة.

وألكاراز هو المنافس الرئيسي لديوكوفيتش هذا العام، حيث تفوق عليه في نهائي بطولة ويمبلدون، لكن البطل الصربي شق طريقه نحو التتويج بلقب أميركا المفتوحة هذا الشهر، ليصل إلى لقبه 24 في البطولات الأربع الكبرى.

وقبل عودة المنافسات في بكين، قال ألكاراز المصنف الثاني عالميا إنه يفكر في استعادة قمة التصنيف في كل مرة يتدرب فيها، وسيحاول تقليص الفجوة مع ديوكوفيتش.

وأبلغ ألكاراز الصحفيين، في إشارة إلى تتويج ديوكوفيتش في سينسناتي وفلاشينج ميدوز «نحن نخوض صراعا جميلا على صدارة التصنيف العالمي، خاصة بعد الأداء المذهل من نوفاك في أميركا».

وأضاف «في الوقت الحالي هو المصنف الأول، لذا أنا جئت إلى هنا بدوافع إضافية لمحاولة استعادة الموقع الأول في السباق. هذا شيء أضعه في ذهني في كل مرة أتدرب فيها. أفكر في ذلك في كل بطولة».

وتابع «ليس من الضروري بالنسبة لي التعافي والعودة، لكن يجب أن أضع أهدافا لهذا العام. بالنسبة لي المركز الأول من أهم أهدافي، لذا في مثل هذه البطولات الكبيرة، سأحاول تحقيق ذلك».

وسيشارك ألكاراز في البطولة المقامة في بكين إلى جانب أسماء كبيرة أخرى منهم دانييل ميدفيديف المصنف الثالث عالميا، الذي فاز على منافسه الإسباني الشاب في قبل نهائي أمريكا المفتوحة.

وسيبدأ ألكاراز مسيرته في الدور الأول أمام الألماني الصاعد من التصفيات يانيك هانفمان.

فاز كارلوس ألكاراز المصنف الأول عالميا على ألكسندر زفيريف المنهك بنتيجة 6-3 و6-2 و6-4 ليل الأربعاء ليتأهل إلى قبل نهائي بطولة أميركا المفتوحة للتنس حيث سيواجه دانييل ميدفيديف في مباراة منتظرة بين آخر بطلين على ملاعب فلاشينج ميدوز.

وكانت هناك شكوك حول مدى استعداد زفيريف لمواجهة ألكاراز بعد خوض أطول مباراة في البطولة والتي امتدت لنحو خمس ساعات حين انتصر على يانيك سينر في خمس مجموعات مساء الإثنين.

وأظهر زفيريف، وصيف البطل في 2020، استعداده للقتال لكن طاقته نفدت سريعا، ولم يستطع المصنف 12 مجاراة سرعة ألكاراز.

وحصل ألكاراز على أربع فرص فقط لكسر الإرسال خلال المباراة، لكنه جعل كل واحدة منها ذات فائدة.

وقال ألكاراز «زفيريف كان يعاني كثيرا، ويجتهد من أجل العودة إلى مستواه وأخيرا شاهدنا أفضل ما لديه».

وأضاف «استمتعنا بهذه المباراة وأنا سعيد بعودته».

وكان ميدفيديف بلغ الدور قبل النهائي بعد الفوز على أندريه روبليف المصنف الثامن بنتيجة 6-4 و6-3 و6-4 في طقس حار ووصول درجة الحرارة إلى 32 درجة مئوية، ولم يكن سعيدا باللعب في هذه الظروف.

واشتكى اللاعب الروسي خلال المجموعة الثالثة «لا يمكنكم تخيل الوضع، سينتهي الأمر بوفاة أحد اللاعبين ثم سيبدأ الآخرون في التصرف».

وبوصول ألكاراز وزفيريف إلى استاد آرثر آش في نهاية مباريات اليوم، كان الطقس تحسن بشكل كبير.

واستطاع زفيريف مجاراة ألكاراز في بداية المجموعة الأولى بفضل إرساله القوي.

وحصل ألكاراز على فرصة لكسر الإرسال ليتقدم 5-3 ثم حافظ على إرساله ليحسم المجموعة.

ومع انهيار مقاومة زفيريف نجح ألكاراز في كسر إرسال منافسه مبكرا في المجموعة الثانية وأمتع الجماهير بضربات رائعة.

وتقدم ألكاراز 5-2 بفضل كسر آخر للإرسال، ثم حافظ على إرساله ليفوز بالمجموعة، بينما طلب زفيريف وقتا للعلاج.

وعاد اللاعب الألماني إلى المجموعة الثالثة بضمادة كبيرة حول فخذه، وقاوم بشجاعة إلى أن كسر ألكاراز إرساله مرة أخرى قرب النهاية قبل حسم المواجهة في الشوط التالي.

سيمنح كارلوس ألكاراز، ونوفاك ديوكوفيتش، ضجة كبيرة إلى بطولة أميركا المفتوحة هذا الأسبوع، إذ تحتل المنافسة الأكثر سخونة في التنس مركز الصدارة في آخر البطولات الأربع الكبرى لهذا الموسم.

وليس هناك ما يضمن أن اللاعبين الأعلى تصنيفًا في العالم سيتواجهان في فلاشينج ميدوز، لكنها بلا شك المباراة التي يريدها الجميع في نهائي منافسات الرجال في العاشر من سبتمبر/ أيلول.

ورغم أنهما تقابلا أربع مرات فقط، إلا أن التنافس بين ديوكوفيتش وألكاراز وصل بالفعل إلى جنون المنافسة بين روجر فيدرر ورافائيل نادال، مما أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر في ملعب آرثر آش ذو السقف القابل للطي.

وفي التنس، تدفع 652 دولارا للمقعد العلوي في الصف الأخير. وإذا نجح النجوم في الاستمرار في البطولة يمكنك أن تشاهد ديوكوفيتش وألكاراز في النهائي أو ستجد نفسك قد دفعت 25000 دولار للجلوس في جانب الملعب لمشاهدة يانيك سينر والأسترالي أليكس دي مينو يلعبان على اللقب كما كان الحال في تورونتو.

والتقى فيدرر ونادال 40 مرة، كان العديد منها مباريات ملحمية بما في ذلك نهائي بطولة أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة وويمبلدون، لكنها مباراة حُرمت منها أميركا المفتوحة.

ولم يقتصر الأمر على أن العملاقين لم يلعبا مطلقا على لقب بطولة أميركا المفتوحة، حيث لم تتضمن المواجهات المباشرة بينهما مباراة واحدة على ملاعب فلاشينج ميدوز الصلبة.

وأثار احتمال مواجهة ألكاراز ضد ديوكوفيتش في نهائي ثالث خلال شهرين حماسة عالم التنس، وهو أكثر من مجرد ضجيج تسويقي.

وقال جون مكنرو، الحائز على سبع بطولات كبرى والمعلق حاليًّا لشبكة «ئي.إس.بي.إن» «ما نشاهده أمر رائع، وبالتأكيد هو (ديوكوفيتش) وألكاراز الرجلان القادمان، وتعتقد أن الاحتمالات جيدة جدا أن يفوز أحدهما باللقب».

وقدمت مباريات ألكاراز وديوكوفيتش، أداءً جيدًا على كافة المستويات وستكون جديرة بتسليط الأضواء عليها.

ويمتلك الاثنان حاليًّا جميع ألقاب البطولات الأربع الكبرى، حيث يحمل ديوكوفيتش لقبي أستراليا وفرنسا المفتوحة وألكاراز لقبي ويمبلدون وأميركا المفتوحة.

ويشير فوز ديوكوفيتش في بطولة فرنسا المفتوحة على اللاعب الإسباني المتوتر، ثم انتصاره المثير بثلاث مجموعات في نهائي بطولة سينسناتي المفتوحة يوم الأحد الماضي، إلا أن اللاعب الصربي سيتعين عليه إبعاده عن عرشه.

وفي الوقت نفسه، أثبت ألكاراز أنه معدنه شديد، إذ انتفض المصنف الأول على العالم من خيبة أمله في بطولة فرنسا المفتوحة بأسلوب فولاذي ليحرم ديوكوفيتش من لقب ويمبلدون الثامن ومعادلة الرقم القياسي للرجال.

وقال ديوكوفيتش بعد فوزه في سينسناتي: «كل المباريات التي لعبناها ضد بعضنا البعض كانت مثيرة حتى النهاية. المباراة الأولى في مدريد العام الماضي، 7-6 في المجموعة الثالثة و7-6 في الثالثة اليوم. في كلتا المباراتين بالبطولات الأربع الكبرى انتهت بعد أربع وخمس مجموعات. إن الأمر يتحسن باستمرار بالنسبة للجماهير».

ومن المؤكد أنهما على طرفي نقيض في القرعة، فإن جميع عناصر المباراة الكلاسيكية المحتملة موجودة مع بقاء الإسباني الشجاع البالغ عمره 20 عاما في مسار تصادمي مع اللاعب المتبقي من الثلاثة الكبار.

ويعود اللاعب الصربي البالغ عمره 36 عاما، والذي فاز بأول لقب له في بطولات اتحاد لاعبي التنس المحترفين عندما كان ألكاراز في الثالثة من عمره، إلى فلاشينج ميدوز للمرة الأولى منذ عام 2021 بعدما فشل في المنافسة في أميركا المفتوحة العام الماضي بسبب عدم تطعيمه ضد كوفيد-19.

وفي حين أن ألكاراز وديوكوفيتش، يتصدران العناوين الرئيسة بلا منازع، إلا أن هناك متنافسين يظهرون تحت الرادار.

ويمثل دانييل ميدفيديف، المصنف الثالث التهديد الأكثر وضوحًا، حيث قدم اللاعب الروسي بعضًا من أفضل مستوياته على ملاعب فلاشينج ميدوز الصلبة وتغلب على ديوكوفيتش ليرفع الكأس عام 2021.

وخسر كاسبر، رود النهائي أمام ألكاراز العام الماضي، لكن المصنف الخامس عالميًّا عانى أداءً باهتا منذ خسارته أمام ديوكوفيتش في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، حيث حقق فوزًا واحدًا فقط في بطولتي تورونتو وسينسناتي.

وعلى النقيض من ذلك، يدخل الإيطالي سينر المصنف السادس عالميًّا بطولة أميركا المفتوحة بعد فوزه بلقب تورونتو بينما تمتع الألماني ألكسندر زفيريف، الذي خسر نهائي 2020، بإعداد قوي من خلال التأهل إلى قبل النهائي في سينسناتي وشهدت مسيرته في البطولة الفوز على ميدفيديف.

ومن المفترض، أن يكون لدى الجماهير الأميركية الكثير من البهجة مع وجود أميركيين اثنين في المراكز العشرة الأولى عالميا، وهما تيلور فريتز في المركز التاسع وفرنسيس تيافو بالعاشر، وكلاهما يتطلع إلى أن يصبح أول أميركي يرفع الكأس منذ آندي روديك عام 2003.