استنكرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، نسبة الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا إلى الحضارة الفارسية، وفقا لما جاء منشورا في الوثائق المتعلقة بجائزة ابن سينا في أخلاقيات العلوم، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، والممولة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
حيث نسبت الوثائق، الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا (ت. 427 هـ) إلى الحضارة الفارسية، وهو ما دفع الألكسو لتعرب عن دهشتها من “قبول اليونسكو لمثل هذه الافتراءات الواهية”، حسب ما نشرته المنظمة العربية في بيان اليوم، الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأوضحت ألكسو، في بيان، أن ابن سينا لم يكن فارسيا، ولم تكن ثمة دولة فارسية في ذلك الوقت الذي جاء فيه، إذ تلاشت هذه الدولة بعد الفتح العربي الإسلامي، وذابت في نسيج الحضارة العربية، فابن سينا صاحب “القانون في الطب” و”الإشارات والتنبيهات” و”الشفاء” و”النجاة”، وغيرها من أمهات المؤلفات العربية الفذة، ينتمي لحضارة عربية إسلامية كانت في أوج تألقها الحضاري والمعرفي في ذلك الزمان.
وذكر البيان أن أرض فارس، وهي المنطقة التي وُلد فيها ابن سينا في ذلك الوقت، كانت عربية إسلامية بامتياز، والادعاء بفارستيه يحمل بين طياته من الوهن والشطح ومخالفة الحقيقة، وهو ما قد يؤدي إلى القبول بفرعونية ابن رضوان المصري، أو إسبانية ابن حزم، أو إسرائيلية ابن كمونة، واعتبار البخاري ومسلم والطبري والغزالي هم من الفرس أيضا.
وأكد البيان أن كل هؤلاء علماء ومفكرون ينتمون للحضارة العربية، التي استطاعت أن تصهر كل هذه العرقيات والعقائد في بوتقة واحدة، أثمرت فكرا عربيا ناضجا منفتحا، نهل منه العالم الغربي فيما بعد، وكان سببا من أسباب نهوضه وتقدمه.
ودعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) إلى مراجعة هذه الوثائق، وعدم الامتثال إلى تلك المحاولات الساعية إلى سلب الحضارة العربية إسهامها التاريخي في إثراء وتقدم التراث الإنساني والعالمي.
