ألمانيا تتجاوز الموجة الثالثة من جائحة كورونا
أعلن وزير الصحة الألماني، الجمعة، أن ألمانيا تجاوزت كما يبدو الموجة الثالثة من وباء (كوفيد-19)، مشيرا إلى تراجع طفيف لعدد الإصابات، لكنه حذر في الوقت نفسه من رفع القيود بشكل متسرع.
وقال ينس شبان، في مؤتمر صحفي في برلين، إن “مسار الأسابيع الأخيرة تأكد والموجة الثالثة أوقفت على ما يبدو”.
وأضاف أن “عدد الإصابات يتراجع مرة أخرى، لكنه لا يزال عند مستوى مرتفع”.
وسجل معهد روبرت كوخ لمراقبة الأمراض المعدية 18,485 إصابة جديدة في الساعات الـ 24 الماضية الجمعة، مقارنة مع 27,543 في اليوم نفسه قبل أسبوعين.
وبلغ عدد الإصابات الجديدة في الأيام السبعة الماضية 125,7 من أصل مئة الف شخص.
وبموجب معايير مكافحة الفيروس على المستوى الوطني التي اعتمدت في نيسان/أبريل فإن المناطق التي يتدنى فيها معدل الإصابات الى ما دون مئة لكل مئة ألف شخص يسمح لها بتخفيف بعض القيود.
لكن شبان حذر من أن تخفيف القيود بشكل شامل “لن يؤدي سوى الى مساعدة الفيروس”.
وأوضح “في هذه المرحلة من الوباء يجب عدم تبديد ما تحقق”.
والإجراءات الطارئة تنص على تشديد القيود في مناطق يزيد فيها معدل الإصابات عن مئة لكل مئة الف شخص بما يشمل إغلاق أماكن عامة وقيود تباعد اجتماعي وفرض حظر تجول ليلي.
ضربت الموجة الثالثة ألمانيا بقوة الى حد انها اتخذت اجراءات مشددة لوقف ارتفاع عدد الاصابات وقررت للمرة الأولى فرض حظر تجول على المستوى الوطني اعتبارا من الساعة 22,00 (20,00 ت ج).
من جهته، قال لوتار فيلر، رئيس معهد روبرت كوخ الصحي لمراقبة الأمراض، خلال المؤتمر الصحفي إنه “منذ نهاية نيسان، تتراجع الأرقام بشكل طفيف”.
وأضاف أن أرقام المصابين “لا تتراجع في كل مكان بالوتيرة نفسها، لكنها تتراجع”، مؤكدا أن سلوك الألمان الذين خففوا من التواصل الاجتماعي ساهم كثيرا في هذا التحسن.
حاجة ملحة
وفيما عمدت عدة دول أوروبية إلى إعادة فتح تدريجية للمتاجر والباحات الخارجية للمقاهي، فإن غالبية المتاجر باستثناء تلك التي تعتبر أساسية لا تزال مغلقة في ألمانيا، وبعضها منذ أكثر من ستة أشهر.
لكن البرلمان أعطى موافقته الجمعة على تخفيف القيود للأشخاص الذين تلقوا اللقاح أو سبق أن أصيبوا بالمرض.
واعتبارا من الأحد يمكنهم عدم الالتزام بحظر التجول أو القيود بالنسبة للتباعد الاجتماعي.
ووصفت وزيرة العدل كريستين لامبرشت ذلك “بأنه خطوة مهمة جدا نحو عودة الوضع إلى طبيعته”.
وأقر رئيس بلدية برلين مايكل مولر بأنه سيكون من “الصعب التحقق” من أن القيود سترفع فقط بالنسبة لهؤلاء الأشخاص من تلك الفئة.
لكنه أضاف “أنها مسألة حقوق أساسية، وسيتم تقييد حركتهم فقط حين تكون هناك حاجة ملحة لذلك”.
من جانب آخر، اعتبر فيلر أن تسريع حملة التلقيح يشكل “نبأ سارا جدا”.
وبعد بداية بطيئة، تسارعت حملة التلقيح في ألمانيا وبات عدد الجرعات اليومية يتجاوز مليون جرعة أحيانا.
وقد تلقى حوالى 7,3 ملايين شخص الجرعتين من اللقاح وتلقى أكثر من 26 مليونا جرعة أولى.
وقال شبان إن ألمانيا تهدف إلى إعطاء اللقاحات لكل الأطفال الذين تفوق أعمارهم 12 عاما بحلول نهاية آب/أغسطس فور موافقة الهيئة الناظمة الأوروبية على اللقاح.
وفتحت ألمانيا الباب أمام تلقي لقاح استرازينيكا لكل من يرغب في ذلك.
وكانت التوصية سابقا تقول إن هذا اللقاح يجب أن يعطى فقط للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاما بعد مخاوف إثر تسجيل حالات جلطات دموية لدى فئة الشباب من متلقي اللقاح.