أمريكا بين خيارين للهبوط .. المرن أو القاسي
بات واضحا أن الولايات المتحدة ـ ووفقا لإحصائيات وتصريحات رسمية ـ تواجه أزمة اقتصادية، تخشى معها تداعياتها الاجتماعية خاصة مع ارتفاع نسبة التضخم «المفرط»، وهي تحديات تواجه إدارة الرئيس جو بايدن الذي يعاني من انخفاض متتالي في «شعبيته» داخل المجتمع الأمريكي، مما دفع عدد من المحللين السياسيين للتعبير عن مخاوفهم من خطر أن تحل إدارة بايدن أزماتها الداخلية بحروب خارجية قد تصل إلى حرب نووية مع روسيا.
تحديات تواجه بايدن على عدة مستويات
وتناولت صحيفة «بوليتيكو» اليومية الأمريكية، الأحداث التي تشير إلى تحديات تواجه الرئيس جو بايدن، على عدة مستويات، حتى داخل البيت الأبيض.. ولفتت الصحيفة إلى أنّ «بايدن مستاء بسبب عدم وضعه في الصورة حول حقيقة ما يجري من نقص في أغذية حليب الأطفال»، معرباً عن سخطه لأنّ «نسبة تأييده قد انخفضت مقارنة مع تلك التي سجلها ترامب».
- وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/ إبسوس، مؤخرا أنّ 52% من الأمريكيين غير راضين عن أداء الرئيس جو بايدن الوظيفي.
حالة من اليأس تضرب الإدارة الأمريكية
وذكرت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في حالة من اليأس بسبب عدم قدرتها على التغلب على موجة التحديات التي تجتاح الدولة، ومن بين المشاكل الرئيسية ما يسمى بالتضخم العالمي، وارتفاع أسعار الوقود، وعملية روسيا في أوكرانيا وعدد من الأزمات المحلية.
- وكشفت صحيفة «بوليتيكو»، أن هناك حالات استقالات جماعية لموظفين أمريكيين أفارقة في طواقم البيت الأبيض، وأنّ أحد الأسباب الرئيسة للاستقالات الجماعية «هو الشعور بالعجز عن إحداث أي تغيير في معالجة القضايا اليومية، التي يعاني جرّاءها الأمريكيون من أصول أفريقية في البلاد».
الوضع يتغير نحو الأسوأ مؤخرا
ويرى كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، أن الوضع بالنسبة لإدارة الرئيس جو بايدن يتغير نحو الأسوأ مؤخرا.
- ولا يستبعد فاسيليف أن لا يتمكن البيت الأبيض من تغيير الوضع الاقتصادي، رغم محاولات الحزب الديمقراطي إخفاء المشاكل في الفضاء الإعلامي.
خياران: هبوط مرن أو هبوط قاس
وقال فاسيليف لصحيفة «جازيتا رو»، إن معظم الاقتصاديين الأمريكيين المؤثرين يتفقوا على أن البلاد أمام خيارين: هبوط مرن أو هبوط قاس. ولكن، في كلتا الحالتين، من الواضح أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تجنب الركود في اقتصادها.
الخروج من الأزمات الداخلية إلى ساحة حرب خارجية
وفي مثل هذه الظروف، من الممكن أن يحاول البيت الأبيض، بسبب عدم قدرته على حل مشاكل الاقتصاد، استغلال أزمة السياسة الخارجية لتغطية الوضع داخل البلاد. أي أن إدارة بايدن يمكن أن تدفع البلاد إلى حافة حرب عالمية أو صراع نووي مع روسيا.
- وأضاف فاسيليف: إذا سار البيت الأبيض على هذا النحو، فقد نجد أنفسنا، بحلول شهر أكتوبر/ تشرين أول، أمام نسخة ثانية من أزمة الكاريبي مع كل العواقب المترتبة على ذلك.
